شعر

"أضحى التنائي بديلا ً من تدانينا"

"استئذانا من الشاعر الخالد ابن زيدون"

خلدون جاويد

-"أضحى التنائي بديلا ً من تدانينا "-

 تهنا ، وأوطاننا أمست منافينا

حدا بنا الصبحُ تواقاً الى أمل ٍ

فكيف أصبح ليلُ الموت حادينا ؟

وكم رسمنا من الآمال في حَدَق ٍ

لكنّ آمالنا قد صُوّحتْ فينا

ياليل بغداد هل من نجمة ٍ لمعتْ

صبحا ، الى نبعها الوهّاج تهدينا

فالليل أطبقَ والأحلامُ مجهضة ٌ

ونور شمس الضحى أمسى زنازينا

أن العراق اذا حدّقتَ مقبرة ٌ

كبرى تسوق الى الحتف الملايينا

هذي نهاراتنا عتمى ، وأبيضُها

أعتى سوادا ومقتا من ليالينا

منذ الخليقة والأحزان موكبنا :

فالشؤمُ ذاكرنا والسعد ناسينا !

الناس في بلدي قتلى ، وان رحلوا

ضاعوا ! وان كابروا عاشوا مساجينا

شعبٌ أصيل ٌ جذورُ الكون نخلتُه ُ

يقاومُ الريحَ تشريداً وتهجينا

وانّ طاحونة الموت التي سحقتْ

قلوبَ ابنائِه أضحتْ طواحينا

قد مات بالأمس ثعبانٌ بمفرده

واليوم عاد لمن يُحصي ثعابينا

طوائف ٌ وانتماءات بغير حِجى ً

من عصرها الحجري الرث تأتينا

تدرعوا بقناع الدين واستتروا

وعاهدوا الله زيفا والقرائينا

فليس حرقُ شعوب الأرض منقبة ً

ولم يك ُ القتلُ في شرع الدُنا ، دينا

آمنت ُ بالحب بين الناس مفخرة ً

يرقى بنا للغد السامي ويُعلينا

أمّا الكهوفُ فما كانت بهائمُها

بنار ارهابها ، الاّ شياطينا

الحب ُ أقوى لنا نهجا ً ومعتقدا ً

أما السلامُ فأرقاها نياشينا

أما بلادي فتأتي رغم نارهم ُ

ينجو العراق ويحيا الشعبُ :آمينا

ان العراقَ وان جالتْ براثنُهمْ

يقوى عليهنّ ، فلتخسأ براثينا

لابد لابن فرات ٍ وابن دجلتِه ِ

من عذب منهله ِ بالطِيْبِ يسقينا

آمنتُ بالشعب بركانا ، برمتِهِ

لو قام ! تحنو له الدنيا براكينا

شعب العراق عريقٌ في توّثبّه ِ

كم دك ّ عرشا ً وكم أفنى سلاطينا

  

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com