|
شعر كفى عتبا* يحيى السماوي / شاعر عراقي مقيم في أيلايد - أستراليا
رُوَيْدَك ِ ... لا الملامُ ... ولا العِتابُ *** يُعادُ بِهِ إذا سُكِب َ الشرابُ فليسَ بمُزْهِر ٍ صَخرا ً نميرٌ *** وليسَ بمُعْشِبٍ رَمْلا ً سَرابُ عَقَدْتُ على اليَبابِ طِماحَ صَحْني *** فجادَ عليَّ بالسّغَبِ اليَبابُ وجَيشْتُ الأماني دون خطو ٍ *** فشاخ َ الدَّرْبُ واكتَهَلَ الإيابُ ولمّا شكَّ بيْ جَسَدي وكادت ْ *** تعَيِّرُني اللذائِذ ُ والرِّغابُ عَزَمْتُ على المجونِِ وَرَغَّبَتني *** بهِ أنثى ... ودانِيَة ٌ رِطابُ صَرَختُ بها : ألا يا نفسُ تبّا ً *** أتالي العُمر ِ فاحشة ٌ وعاب ًُ؟(1) وكنتُ خَبَرْتُ بِدْءَ صِبا ً جنوحا ً *** إلى فرَح ٍ نِهايَته ُُ اكتِئاب ُ وجَرَّبتُ اللذاذة َ في كؤوس ٍ *** تَدُورُ بها الغواني والكِعابُ(2) وأوْتار ٍ إذا عُزِفتْ تناسّتْ *** رَزانتها الأصابِعُ والرِّقاب ُ فما طرَدَتْ همومَ الروح ِ راحٌ *** ولا روّى ظميءَ هوىً رُضابُ حَرَثتُ بأضلعي بستانَ طيْش ٍ *** تَماهى فيه لي ْنفرٌ صَحاب ُ فلمْ تنبُتْ سوى أشجار ِ وهْم ٍ *** دَواليها مُخادِعَة ٌ كِذابُ أفقتُ على قصور الحلم ِأقوتْ *** فمملكتي النَدامَة ُ والخرابُ(3) وقرَّبَ مِنْ سلاسِلِهِ عقابٌ *** وباعَدَ مِنْ جَنائِنِه ِ ثوابُ فجئتكِ مسْتميحا ً عفوَ قلب ٍ *** لهُ في الحُبِّ صِدْق ٌ لا يُشابُ(4) كفى عَتبا ً فإنَّ كثيرَ عُتبى *** وطولَ ملامَة ٍ ظفرٌ ونابُ صَبَرْتُ على قذى الأيام ألويْ *** بها حيْنا ً... وتلويني الصِّعابُ أُناطِحُ مُسْتبِدَّ الدَّهْر ِ.. حتى *** تحَطمَ فوق صخرَتِهِ الشبابُ رُوَيْدَك ما لزهرائي استحمّتْ *** بنهر ظنونها وأنا الصّوابُ ؟ كلانا فيهِ من حُزن ٍ سهولٌ *** وأوْدية ٌ ومن ضجَر ٍ هضابُ فإنَّ المرءَ راع ٍ ... والأماني *** ظِباءٌ ... والمقاديرَ الذئابُ ***
* ابيات من قصيدة طويلة بعنوان " جبل الوقار " (1) تالي العمر : أواخره ... العاب : العيب (2) الكعاب : جمع كاعب : المرأة شمخ نهدها وانتصب (3) أقوت : هوت ، إندرست (4) لا يشاب : لا يقربه الشك
|
| |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |