|
شعر يا كافرا بعذابات الملايين يحيى السماوي / شاعر عراقي مقيم في أيلايد - أستراليا
قرأت اليوم قصيدة رائعة للشاعر عبد الرزاق عبد الواحد بعنوان " من لي ببغداد " كان يمكن أن تكون ثاني أروع نونيتين في شعرنا العراقي بعد نونية شاعر العرب الأكبر وشيخ شعراء العصر الجواهري ، لولا أن شاعرها كان أكثر الأبواق تزلفا ومدحا للطاغية المقبور ـ بل وكان أحد سـبّابي أحرار العراق وميامينه من ثوار الانتفاضة الشعبية في آذار عام 1991 ألأمر الذي أفقد القصيدة أهميتها الوطنية والإنسانية لما عُـرِف عن عبد الرزاق عبد الواحد من ابتذال رخيص لشرف الشعر لدرجة أنه أسهم في إفساد الذائقة الشعرية عبر مدائحه للطاغية المقبور وتقديسه لحروبه العدوانية وسياسته الإستبدادية التي أدت بالعراق الى هذا الوضع الكارثي ـ إحتلالا واقتصادا وأمانا ـ فكانت هذه الابيات صدى لقصيدته . يا كـافـرا ً بعـذابـات ِ الـمـلايـيـن ِ *** صدَّقـْتُ دمعَك ِ.. لولا أنك ِ" الدُّوني " تبكي العراقَ ؟ عسى حلَّ الجفافُ بها *** عَـيْـنٌ رأتْ مـُسْـتبِدَّا ً حارسَ الـدِّيْـن ِ تبكي الملايينَ ؟أمْ تبكي على ذهَـبٍ *** سَـحْت ٍ نعمْـتَ به ِ من شـَرِّ فرعون ِ؟ أمْ ترتجي عـودة ً أُخرى يُطِـلُّ بهـا *** مَـنْ في جهـنـَّمَََ أضحى كالـمَلاعـيـن ِ؟ فأيْـنَ دمْعُـك لـمّـا فـاضّ مـن دمِـنـا *** نـهْـرٌ أُريقَ حـراما ً فـي الـمياديـن ِ؟ وأيـنَ دمـعُـك لـمـّا كـان يـسْـلـَخـُنـا *** سـوْطُ ابن صبحة َفي ليل ِ الزنازين ِ ؟ وأيـنَ دمـعـك َ لـمـّا راح يـمـْطِـرنـا *** جيشُ ابن ِ صبحة َيوما ًغاز َ سارين ِ؟ تبكي العراق ؟ ! كأنْ لـمْ تـبتهجْ لِـدَم ٍ *** قـد كان يُسـفَحُ بين الحيـن ِ والحين ِ ألـَسْـتَ أوَّلَ قِـرد ٍ فـي تسـلـقِـه ِ *** سـورَ المدائح ِ .. لا نخـلَ البسـاتين ِ ؟ سـفاهـَة ٌ ؟ لا وربي .. إنما جُبِلـتْ *** بعض النفوس على المنبوذ من هُون ِ فالجمْ لسانك .. لا تـنطـقْ بـمَـكـرُمـَة ٍ *** تدري الـمـَروءةُ سـبّابَ الـمَـيامـيـن ِ لا زال يـذكـرُ رجـّازا ً عـلى دَمـه ِ *** شـعـبُ العراق ِ ومـدَّاح َ السـلاطـين ِ لإحتلالُ ؟ أجـلْ : وحْـلٌ سَيَـكـنِسـه ُ *** أبناءُ دجـلة َ من " شينٍ"ومن " سين ِ" (1) سبعٌ وسبعون ؟ بئس العمرَ عشتَ به ِ *** بين الـرذائـل ِ من سـبع ٍ وسـبـعـيـن ِ
*** (1) الشين والسين : المراد بهما الشيعة والسنة.
|
| |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |