ذبحتك جومانا أخيراً بشرياني
د.
محمد رفعت الدومي
ذَبحْتُكِ جومانا أخيراً بشرياني
وطهَّرْتُ من أحلى بقاياكِ.. شرياني
وقلَّمتُ جومانا أظافرَ غفلتي
وأعتقتُ من غيبوبةِ الشوقِ.. حرماني
وعلَّقْتُ أشياءَ الهوى - وشفيتُ من
حماقتِهِ الكبرى - بعرْوةِ نسياني
وخبَّئتُ نيراني بأزرارِ زهرةٍ
مِنَ الحور ِجومانا.. ومزَّقتُ نيراني
تُمشِّطُ شعرَ الليلِ قائمةً لربِّ
ها في صلاةٍ.. أو قراءةِ قرآنِ
سبحتُ قليلاً فوق موجةِ عِطرِها
فغيَّرْتُ في حيِّ الأحبَّةِ.. عنواني
أنا قد أطيقُ العطرَ فرداً وإنَّما
إطاقةَ شلاَّلاتِهِ.. فوقَ إمكاني
وما.. ما بها بي.. بي بها.. ولِما
بها..
وما بي بها.. بي..!! حُبُّها امْتصَّ
أزماني
وللخَجلِ الفِطريِّ في خُطَواتِها
صدىً.. حين تخطو مِثلَ غُصنٍ منَ
البانِ
فما أنت بالأنثى التي تستحِمُ في
دمي كلَّ فجرٍ.. أو تليقُ بأحزاني
ولا أنتِ بالأنثى التي تسْتَحِقّ أن
أُقلِّدُ عينيها جنوني.. وتيجاني
وما قُلْتُ ما قد قلتُ فيك وإنَّما
أنا قلتُ ما قد قالَ لي فيكِ.. شيطاني
فلو بيننا حلَّ اللقاءُ تمائمَ ال
عيون.. لما أرهَقْتُ باسمِكِ ديواني
نسجْتُكِ من أغلى حريرِ تصوُّري
وليس لمرآةِ التصوُّرِ.. عينان
نَسجْتُكِ أنثى من أثيرٍ.. تسيرُ في
رداءٍ من الدفلي.. على ماءِ أجفاني
ويسقُطُ منها التينُ والموزُ والندى
إذا ما هيَ استلْقتْ.. على رملِ شطآني
مباشِرةٌ كالرُمحِ في حَرَكَاتِها
إذا خبَّئتْ ماساتِها بين أحضاني
جدائِلُها تعدو مبعثرةً على
وسادتِها الخجلى.. كشلاّل غِزلانِ
رششتُ عليكِ العطرَ من كُلِّ زهرةٍ
فضلَّلتُ بالعِطرِ الصناعيِّ وجداني
وهيَّأتُ أكواني لعينيكِ كرمةً
فأعلَنْتِ عصيان الظلالِ بأكواني
وخلَّفْتِ أوطاني - لَكِ الويلُ -
عندما
ضَبَطْتُ على توقيتِ عينيكِ.. أوطاني
سَحَقْتِ كياني بالقطيعةِ في الهوى
وقوَّضتِ أيضاً بالقطيعةِ أركاني
فما كان أذكاكِ الحقيقةَ في الهوى
- أُحيِّيكِ جومانا - وما كان أغباني
أأغْفِرُ جومانا أنا لكِ؟.. لا.. فلو
غَفَرْتُ أنا.. لن تغفِري أنتِ..
غفراني