شعر

حدود الاحتضار

 نجم عذوف

 السنوات الهائجة تحدق في نهاية العالم 

تداعب نداء المعابد التي تحطمت على أطراف العاصفة

الريح الشمالية تصفع الأمل المتطاير كأجنحة الحمام

الأصابع التي تحترق بالجنون تنتحب على شرفات الوجع

نحوكَ أمد  الساعات السئمة وامضي تحت جسر الأناشيد البوهيمية

ألاماكن المحمرة بالصدأ ما زالت تؤجج نظراتها من نافذة القصيدة

قطرات المطر النازلة على  المرآة تُنبِت روحي المنكسرة

دموعي التي جاءت بها الريح تنمو كالضباب الذي يلف صمت الرؤيا

استحضر جسدي الذي تحول إلى مقابر  تكتظ بالذكريات ,

وأحدق في السماء التي تنفث مصيدة الموت

رويداً ..  رويداً أبخر المدافن الحبلى بالجدب

وأصبُ رذاذ الأرواح المتطاير فوق الشمس

ثمةَ طيف يسرق لهفة الضوء الثقيل على الطرقات

كيف تصل إلى شرفة الدخان الذي أسرته السماء  . . ؟

لتخرج السنوات القاحلة من جحيمها

ربما تلتف الأجنحة التي ترتعش قلقا في وشاح موتها المتشابك

وهي ترقد في صحراء روحي

ثمة وهم يسرج طقوس الألم من اجل لحظة ساخنة لأكون شاهداً

على النزف الأبدي

لو انك تفتح باب الروح لتتلمس ظلام الخطايا , تجدها ومضة تعاقر الخبايا

في كل النداءات تتهادى الأشياء العارية لتثير انتباه الجسد ,

الذي تهشم عند حدود الاحتضار

تنام النوارس البرية خلف الجزر المجهولة وهي تردد أغنية البحر ,

نامي أيتها القبور الصغيرة كطفولتنا

نامي أيتها السنوات العارية تحت رمال الظهيرة

نحن نصارع النوافذ التي لا تمنحنا نسيماً في صيف ذاكرتنا المحترقة

إنها أنفاسنا التي لا تعرف حدود الزفير المنحدر من الأعالي

على وسادة السكون تنام التراتيل الشاحبة وتهمس دمعة حزينة ,

سنمضي تحت مساءٍ مكسور إلى نافذة المجهول .

من هناك ستطالبنا الصخرة بسر الرحلة ,

ستقرأ كفوفنا الممسكة بأخر نافذة مطلة على طفولتنا ,

 وعزلتنا المهجورة

ومرايانا المعتمة

وخطواتنا المنهوبة

لتتركنا وحيدين , منسيين , نحدق في اللانهاية

صوتي الذي سلبته الريح , أصبح الآن مهجورا  ,

تعبث به الوحدة والهوة المظلمة .

أمنحني الساعة المتبقية من الفجر لعلي ابكي  , لكي أرتحل ،

إلى هدوئي العقيم .

عندما يتصادمُ الدم مع الكلمات يشتم رائحة الجسد الذي يطفو خارج الزمن

يمنح إشارات الضوء المقابلة لنافذة الحروب

كان الموت يعيش في ثيابنا التي تسعل على المرفأ المنسي

أيها المسؤول عن حزن الحائط ثمة صراخ في أسفل الظل

أحفظ شرفة التوسل لتحصي شواهد النذور

صيحات الألم الذي يكظم  مصابيح الحلم

الصواري التي تمر على ذاكرة النجوم ترحل إلى نهار لا يضيء السكينة

إلى دورة احتضار الشمس التي تختفي خلف خطواتنا الصامتة

هناك وراء صخرة الحزن نتأمل الترحال المخيف

لم تعد القوارب تعرف اتجاه الرحلة إلى أغوار العتمة

بجواري ترتجف روحي المجهولة ... المهجورة

لم تعرف مذاق الأفق الأزرق  الذي ينادي القلوب المنكسرة

أنزع ستار الكلمات وأختبئ خلف عروقي التي تتصادم مع الساعات الحمقاء

إنني احتاج إلى جزء من الصباح كي أحس ببرودة قصائدي

كي أحس بالسماء المثقوبة التي تشبه المقهى الذي يعج بالعتمة والأرق المفزع

المقهى التي تحتفظ بشوائب الأحلام اليومية ،

شوائب العلاقات التي تلتف بالزوال

علي أن ارقص على شرفة النافذة  المتخضبة بلون القمر ،

بقدمي الحافيتين وعيوني التي تثير الخوف .

أنظر إلى ذراعي أجدها طرفي القصي

انظر إلى روحي أجدها عقدة سنواتي العارية

انظر في فنائي أجد جسدي العاري ....

وشهوتي التي لا تتمكن من الطيران .

أقفلت على الحروب ..

الجروح ...

الموتى

لأكون الشاهد على الخاتمة

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com