شعر

 ما بين أشواقك والعراق

الدكتور نزار أحمد / مشيغان — الولايات المتحدة الامريكية

قصةٌ لو قرَأْتها للسنينِ ....أضمحلّ الوريدُ فوق الجبينِ

بين عشقِ يضمُّ شجو الحنينِ.... وجنونٍ لموطن الياسمينِ

يا حياتي زفَّ الغرامُ صبابا....بين عينينا موعداً واقترابا

وخيالاً يهلُّ فينا شبابا.... وهياماً غليلهُ قد أصابَ

فغدونا نرى بليل التحني....ذكرياتٍ أسغنّ فينا اضطرابا

ووصالاً كالطير ظلّ يغني....فالتقينا والشوق فينا استجابَ

فمشينا طريقه بالتمني....وبنينا من سحره ما أطابَ

يا حياتي رقّ الهيام وصارَ....في الفؤادين منفذاً وقرارا

نبرح الدنيا كالطيور سكارى.... ونناغي في ليلها الأشعارا

فاطمئني يا حلوتي واستكيني...دفء عينيك في الحياة شجوني

فإذا نادت الغواني ظنوني... ملء كأسي جمال تلك العيونِ

أنّ في الحب والسهاد صباحُ......نشوةٌ قلّما رواها  الوشاحُ

وزهورٌ خبا عليها اقتداحُ.... في جفونٍ يشعُّ فيها المراحُ

ليت وصلٌ إليكِ فيه اشتياقي ....هو أنسي وفي الوجود انطلاقي

وغدي عندما يطول عناقي....أنتِ فيه ديني وكلّ اعتناقي

وصلاتي والصوم ما كان إلا....همسَ قلبين أوعواطفَ جَزلا

أوخليلاً فيه الغليل استهلا....... بعد سلوى النوى يحادث خلّهْ

يا بريقاً ما في الوجود سواهُ....كلما أنظر الشموس أراهُ

وحبيباً يشد قلبي صباهُ....ربما في غدي يطل ضحاهُ

يا حياتي غرامنا اليوم أجملْ.....والهوى المستوطن القلب أجذلْ

والشذى الحولنا رحيقه أقبلْ.....جاء كالغيم بالنوادر مثقلْ

فالشذى الحولنا نبيذاً سقانا...بكؤوسٍ من الصبا ونسانا

 بحقولٍٍ فيها الثمول اشتهانا ....وشفانا حين الخمود اصطفانا

هاجسٌ منه للفناء دعاني...إنه الوحي فانتظر يا زماني

جاءنا مثقلاً بأغلى الاماني.....وتهاني وقرَّتَ الوجدانِ

هات عينيك للزمان ذراعُ....إن رنا نحونا يَحلّ الوداعُ

ما لنا إلا أمسياتٌ سراعُ....ونهارٌ يقتاته الاقتناعُ

فخذي مني كل عمري وهاتِ.... ليلةً تنجلي بها ذكرياتي

واسألي عن طراوة الروح ذاتي....فعليها أموت قبل وفاتي

آثر العشق في العيون الجميلهْ....ناظر الشمس والسماء بخيلهْ

كضبابٍ ذرى برحلٍ سبيلهْ....بطريقٍ صعبٌ علينا وصولهْ

فخذيني كالنجم يا أحلاما....في فراغِ نغازل الاوهامَ

وارحمي منفذ الغريق ابتساما....بشهيقٍ يداعب الآلامَ

ما أنا مترف الهوى أطوارا....أو بزهدي معانق الأقدارَ

أو قيودي كانت حبالاً قصارا....أو على كفٍ أقرأ الاسرارَ

ليتني في دنيا الهوى أتذكّرْ....أنّ قول الهوى حروفه سكرْ

أحرفٌ لو أقولها لك أكثرْ...تضحك الدنيا والبساتين تسكرْ

هذه الليلة الغرام اشترانا....واللقاء الزمان فيه حدانا

فاتركيني ألظُّ فيك هوانا....شارباً فيكِ ساقياً أحيانا

وازرعيني فراشةً وحقولا...بين جفنيكِ أشهراً وفصولا

وعلى وجنتيكِ نجماً دؤولا....مثل هذا الشجو قد لا يطولَ

وتعالي حمامة بجواري...وارقصي قربي واسمعي أشعاري

وانثري الجيد أمطري لنهاري....ما أباحتْ نجومُ ليلي بداري

وكلاماً مستسقياً قولي لي....يخذف الماضي عن كهيل رحيلي

واتركيني قد حان يوم عويلي....أحرث البين عن عزاء قتيلي

فغداً يحفر الفراق فؤادي ...ألحفُ الشكوى والرمال سهادي

وغداً أملأ الكؤوس حدادي....وهموماً كثيرة الأبعادِ

سوف نمشي على الجراح وأكثرْ.... ونجوب البحار والريح تسخرْ

ربما قد نرى الجنائن تسهرْ.....أو نرى  في الهوى لهيباً أحمرْْ

فغداً لا يبقى لنا غير ذكرى....وديارٍ أللئمُ فيها استقرّا

وحديثٍ نَلِمُّ منه عذرا....فكتبناه في القصائدِ شِعرا

أيٌّ طيفٍ إليكِ منّي وصالُ.....وقصيدٌ عن الهوى وسؤالُ

فإن الملتقى دعاه عذالُ....لك عيني وللوتين خصالُ

ما أنا إلا متعب الشوق ركبي....بغزالٍ مراحه نصفُ قلبي

ومثيلٍ لها تظل بخطبي......فإذا اخترت هل يخاير صَبّي

فاملئي القلب من هيام أصابَ....وازرعيني زهوراً ورحابا

في بلادٍ أضحيتها الألبابَ....وعليها أمدُّ نفسي سحابا 

جنة الخلد أنتِ والعشق أرضي.... فبدون الهوى إلى أين أمضي

 والسماء الآن والنواضر ضدي ...كل شيءٍ بلا عيونك بغضي

لا أريد الحديث والهمس غابَ.....لك قلبي وَدودُ من قد أحابَ

لملمي عنه موجعاً وعذابا....ألهِميهِ مراده المرتابَ

 أهْوَ من قال للزمان ودادُ...أو حنانٌ إذا تلظى يعادُ

أنه غابٌ أنتَ فيه الوسادُ....إذا ما لم تصد فأنتَ مصادُ

غَيّرَ الحب ثوبه والاغاني.... هل لنا أن نلقى عراقاً ثاني

وفراتاً هو الهوى وكياني....فانتظر فِيَّ ليلةً يا زماني

الهوى والعراق بين يدينا....غزل الياسمين في شفتينا

وابتسام الصباح في مقلتينا....وشهيق الغريق من رئتينا

فإذا جئتِ فِيَّ دون عراقي....كيف ياحلوتي يطول عناقي

فهناك الغرام كل اعتناقي....وهناك النجوم كأس التلاقي

وهناك النخيل سلوى لقائي....والنمير الزاهي رحيب فنائي

والسماء الصافي مدى كبريائي....فإذنْ أين يا زمان غطائي


 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com