يا (مهرجان الشعر) عبؤك مجهد
أنا إن شدى بك مزهري فلأنك
ولأن أهدافاً توحد أو دماً
بالأمس والحقد اللئيم يسومنا
فابعث بروح منك في تلعاتنا
أي الكرائم ليس في أعناقها
سدنا فما ساد الشعوب حضارة
قدنا الفتوح فما تشكى وطأنا
حتى الرقيق تواضعت أحسابنا
عفواً إذا جمع الخيال فلم أجىء
لكنها صور جلوت ليرسم الفجر
والمبتلى ببنيه في نزواتها
يدعى ليهدم ما بنوه حواجزا
يا «مهرجان الشعر» حسب جراحنا
ولشد ما يؤذي الكرامة أن نرى
كنا نهب على الزعيق، ومذ طغى
فأثر منومة الجراح وقل لها:
لا تشتمن الخطب أو تبكي له
فلقد شتمنا الرزء حتّى اتخمت
وإذا تسامينا به فهو الصدى
إنّ تطرب الأرواح فهو غناؤها
فذروه حيث يعيش غريداً على
لا تطلبوا منه، فما هو بالذي
أكبرت دور الشعر عما صوروا
فالشعر أجج ألف نار وانبرى
لو شاء صاغ النجم عقداً ناصعاً
أو شاء رد الرمل من نفحاته
أو شاء رد الليل في أسماره
أو شاء قادمن الشعوب كتائباً
أنا لا أريد «الشعر» إنّ جدت بنا
أو أن يوشي الكأس في سمر الهوى
لكن أريد «الشعر» وهو بدربنا
بغداد يا زهو الربيع على الربى
يا ألف ليلة ما تزال طيوفها
يا لحن (معبد) والقيان عيونها
في القصر أغنية على شفة الهوى
ومن الطوى جنب البيادر صرع
فتبيني هذي المهازل واحذري
واستلهمي روح الوفود فإنها
وترسمي الركب المغذ ولاتني
يا «مهرجان الشعر» مر بأفقنا
بالحقد تسقى ما علمت جذوره
يمشي إلى الهدف الخدوع ولو على
أغرى الخطايا بالنعوت رفيعة
ما الفرد إلاّ معدة وغريزة!
حتّى إذا الطغيان طاح بأهله
ألقى لنا صوراً تعدد نعتها
فانهد له بالفكر يخضد جذره
قدهم إلى نبع السماء نطافه
واسلك بهم درباً أضاء محمّد
وسيعرفون بأن ما شرع السما
يا «مهرجان الشعر» إنّ ثمالة
وهي التي إنّ أوترت أقواسها
ما زلت أرعف في يديها من دمي
ودماؤنا امتزجت سواء فلم تكن
حتّى إذا أرسى السفين وعافه
|
بك رائداً يبني وفكرا يبدع
اللحن المحبب والنشيد الأروع
يبس، فدنيانا الربيع الممرع
قبس لنا يجلو الظلام مشعشع
فكره ولا دين، ولا من يتبع
للأمس أمري الضرع أو أسترضع
يلهو بها الآسي ويسخر مبضع
صوت المساوم بالكرامة يرفع
وتراه من خدع السحاب فتهطع
صرنا ننام على الزعيق ونهجع
ثوري، فمن مثل الجراح يلعلع؟
تحيا، وإن خفت الممات ستخضع
شرب الصدى، وعلى يديه المنبع
للنفس، يلبس ما تريد ويخلع
وإذا شجاها الحزن فهو الأدمع
وعرفت رزء الفكر في من لم يعوا
مجد، وسيف في الكفاح، وأدرع
والكوخ دمع في المحاجر يلذع
باسم العروبة والعروبة أرفع
فالركب أتفه ما به من يظلع
ومشى على القيم الكريمة يقذع
ترف ! وما رسمت وما تستتبع
حتّى تعملق في ذراه الضفدع
ألقاً يمت إلى السمو وينزع
يبني الكريم الرغد، لا ما شرعوا
من كأس غيرك عافها المترفع
في غفلة، فأنا وأنت المصرع
صلاً على طول المدى لا يلسع
علقاً، وهل تنسى ضناها لمرضع؟
تضرى، فيمنحها الوسام المدفع
لموا الشباك فطيرنا لا يخدع
فامتد واشتبكت عليه الأذرع
|