بحوث  

المرأة والحضر

 

أمل بورتر

mcinfcen@hotmail.com

الحضر

الحضرمملكة عربية في عمق  السهل الشمال الغربى من وادي الرافدين، او كما عرفت ب (عربايا ) اي مملكة العرب والتى تقع في بادية لا ماء فيها شانها شأن تدمر والبتراء

هذه المملكة تعلن انتمائها العربي بكل وضوح وبدون لبس ولو تتبعنا الكتابة الحضرية والتي لا تشبه الكتابه العربية الحالية  في الشكل ابدا، ولكنها تحتوي على نفس المضمون ونفس الالفاظ وحتى ان هناك  نص كتابي كما يلي( ابجدهوزحطي كلمن سعفص قرشت)

وعلى قاعدة تمثال سنطروق نصا كتابيا يشير الى ان سنطروق ملك العرب

ووردت هذه الكتابة وباشكال وصيغ مختلفة ولكن كلها تؤكد على ان سنطروق هو ملك العرب وهناك نص اخر يقول لحياة سنطروق ملك البلاد العربية ونص اخر يقول زعيم للعرب وسنطروق ملك العرب*

جاء ما يلي في النص....... تمثال سنطروق الملك المظفر الذي حظه مع الالهة ابن عبد سميا الملك. اقامه له بعيد ميلاده الذي به هما فرحان يهبرمرين والكود ابنا شمشبرك بن الكود، واتخذ ذلك يهبرمرين والكود وابناؤهما ونسلهما الذين في الخارج والداخل. وبسيدنا النسر وبملكوته وحظ العرب وبراية مشكنه وبحظهم العائد الى سنطروق ملك والى اخر النص هذا النص يدلنا على ان سنطروق ابن عبد سميا ملك وهو عربي ومن قدم التمثال كتقدمة للمعبد،  كانت هذه عادة سائدة في الحضر، كانا من الرعايا ولهم اتباع او اقارب في داخل الحضر وفي خارجها  ويشير النص الى النسر الذي هو رمزديني وقومي للحضر والى الراية وهي من رموز الحضر الدينية المهمة.

كل هذه التاكيدات تدل على الخصوصية العربية للحضر، ولكن رغم هذه الخصوصية لا نجد اي نص يدل على العنجهية او التفوق العربي او على التقليل من اهمية القوميات والاديان الاخرى في الحضر، ولا يدل على ان هناك تعصب عنصري او طبقي او طائفي او مايدل علىوجود شكل من اشكال  التفرقة بين الرجل والمرأة بل هناك ادلة قاطعة على ان المرأة تمتعت بمكانة راقية وكانت ندا للرجل.

 كما وتدل الكتابات التي وجدت على الواح  وتماثيل التي وجدت في الحضر على تفتح اجتماعي وتقيم لكل افراد المجتمع، بل ان هناك منحى للاشارة الى مهنة الانسان مهما كانت بسيطة و وحتى لو تندرج تحت اوطا السلم المهني الاجتماعي وكذلك الاشارة بدون الاحساس بالحرج الى المرض او الحاجة، مما يدل على ان المجتمع الحضري قد قبل بكل الصيغ المتواجدة فيه وتعايش مع الغريب والمختلف ولم يجد في ذلك حرجا او عيبا.

في هذه الفترة  من التاريخ وصلت البشرية الى مراحل جديدة ومتقدمة من نضوجها  اذ ترسخ الفكر المدنى والدينى وتطورت الحضارة وقطع الفكر البشري اشواطا بعيدة مواصلا سعيه لخلق مجتمعات تعي ذاتها وتلبى حاجات افرادها والحضر خير مثال على امتزاج حضارات وتفاعل امم.

لقد استقطبت  مملكة الحضر كافة العرب وجعلتهم يحجون الى كعبتها التى كانت تتباهى بتماثيلها التى تمثل الهتها المختلفة واشهرها اله الشمس واطلقت على مدينة الحضر صفة مدينة الشمس.

لقد عبد العرب الشمس باسماء مختلفة فكان في الجزيرة  وفي كعبة  الحجازيعرف باسم (هبل) وبذي الشرى في البتراء وشمش في الحضر   

اللغة الحضرية هي الاساس الارامي الذي انبثقت عنه العربية ولكننا هنا نترك البحث في الاصول العرقية والقومية واللغوية لأصحاب الاختصاص.

يدل تاريخ الحضر على انها تأسست اثر زوال السيطرة الاشورية وبدء هجرة القبائل العربية ولكنها كدولة انتهت بسبب دينى وعسكري اذ  زالت اهميتها كموقع دفاعي عسكري ولظهور الديانة الزردشتية  كدين رسمى لجميع الشعوب الخاضعة لحكم الساسانين وكذلك لتغلل المسيحية  الى عموم غرب والجنوب الغربى من العراق وشمال الجزيرة العربية لذ لم يبقى لكعبة الحضر وتماثيلها اية اهمية (فؤاد سفر ومحمد على مصطفى -الحضر مدينة الشمس)

  الحضر كانت ملتقى العديد من الحضارت اذ فيها ازدهرت التجارة نظرا لوقوعها على خط القوافل الممتد من الجزيرة العربية والخليج العربي الىبلاد الشام ثم البحر المتوسط،  الحضر كانت بودقة لحضارات عديدة انصهرت لتبرز باسلوب جديد جلي واضح لا يخفى تاثير الشخصية الحضرية  المميزة والخاصة بها, ان ازدهار التجارة في الحضر ادي الى الانتعاش الاقتصادي وهذا بدوره انتج فن عمارة متقدمة جدا مع تقدم موازي له في كل نواحي الحياة الفكرية والحضارية  ، فبتقدم العمارة تزدهر الفنون كافة وكما يبدو لكل من درس الحضر   انه في هذه المملكة العربية تعددت العبادات وكان هناك احترام وتسامح دينى متبادل بين مختلف الاديان، فنجد الانسان  الحضري يتعبد جنيا الى جنب مع اناس من اديان وقوميات مختلفة وللالهة اشورية واغريقية  وفارسية ورومانية وعربية.

  

 

الالهات في الحضر

 اترعتا

من اهمهن   الالهة اترعتا الحضرية والتى تقوم مقام عشتار واللات كان لها حضورها المميز، وفي فترة من الفترات اختص كاهن وهو(عجا بن أبا) بالعناية  بمعبدها وتقديم الطقوس الخاصة به.

تماثيل اترعتا جائتنا تصورها دائما مع اسد او لبوة ونجدها في احجام وهيئات مختلفة فاحيانا تاخذ صفة اللات العربية واحيانا عشتار البابلية حاملة طفلا او الالهة اليونانية اثينااو هي الهة الحب او الحرب وصورة المدوزا على صدرها قد تصور واقفةاو جالسة لوحدها او مع الهة اخرى او في نصب للبخور.

الربة (اترعتا)  تشارك زوجهابعلشمين  في معبد فخم ومهم من معابد الحضر ونجد لها الكثيرمن التماثيل او الالواح ،ومن الالواح المهمة لوح الاله نرجول حيث نجد الالهة اترعتا في الزاوية اليمنى وترتدي زيا من الازياءالشائعة في في الحضر،  نجد هنا ان  نرجول الاله الحارس يستعين باترعتا وهذا دليل اخر على ان فكر وفلسفة الانسان الحضري هي تعميم مشاركة المرأة للرجل على مختلف المستويات،   بداء من الالهة نزولا الى الطبقة الحاكمة ومن ثم الانسان الاعتيادي، فلقد طبق هذا التقليد بكثير من الجدية والاخلاص لفكرة المشاركة والمساواة التي تطالب بها النساء الان في بقاع العالم المختلفة.

ولا نغفل هناان نشيرالى ان اترعتا ربما تاخذ صفات الالهة (نني ) الاشورية)* كما وكانت تعرف باسم (ارتيميس نناي) في تدمر اوعشتار البابلية ولكن اترعتا الحضرية تصطبغ بصبغة حضرية صرفة فهي ترتدي الزي الحضري من غطاء الراس والفستان الطويل والضيق عند الصدر الذي ترتدية جميع نساء الحضر ولكن لكونها الهة فانها لا ترفع يدها بالتحية وتردي صندلا  مفتوحا حسب التقليد السائد في الحضر ومن الملاحظ انها ترفع بيدها راية وشعار الحضروهما الدائرة والنسر مما يدل على اعتبارها الهة رئيسية لها القوة والسيطرة بتملكها راية وشعار الحضر.

هناك تخطيط بطريقة الحفر على جدار المعبد الثالث مثير للاهتمام حقا اذ نجد وجهها معبر تماما وجسمها ممتلئ وملابسها واسعة بها الكثير من الكسرات والطيات ووشاحها ينسدل على كتفها وظهرها ولا يغطي جمسها من امام وهذا الزي قريب جدا من الازياء الفينيقية التي كانت منتشرة في بقاع سوريا ولبنان.

 

 الالهة مرتن

 وهي جزء من الثالوث الحضري (مرن- مرتن -برمرين) وهي الالهة الام  واحيانا كانت تأخذ صفات الهة القمر وترجمة الثالوث هي (سيدنا وسيدتنا وابن سادتنا)

حظيت الهات الحضر بكثير من التبجيل والتقديس ولم تكن مكانتهن لتقل عن مكانه الاله الرجل ابدا، لهن اماكنهن المخصصة للعبادة ومعابدهن والكهنة والسدنة وكل ما يخص الالهة

 نجد اسم هذه الهة يتردد كثيرا في االادعية والصلوات ودائما توضع برفقة زوجها وابنها وعند تنفيذ التماثيل الخاصة بها نجد انها تنفذ بكثير من الدقة والاهتمام   مما يدل على مساواتها بالاله مرن ودائما ياتي اسمها في الوسط بين الاله الاب والابن مما يدل على احتضان الاثنين لهذه الالهة المهمة وبما ان الالهة مرن يمثل الشمس فهناك اعتقاد بان مرتن ربما تمثل القمر او الزهرة لذا نجدها وقد صورت وكانهاتخرج  من صدفة او يكون جسمها او جزء منه محاط بقوس يشبه الهلال.

 

الالهة تايخي او تايكة

وهي الهة حارسة المدينة والابراج والابواب ونجد دائما غطاء راسها يشبه البرج ورما كانت زوجة لنرجوا الحارس اذ انهما يتقاسمان حراسة وحماية الحضر ونرجول ايضا يحرس العالم السفلي وكان  المعبد السابع في الحضر مخصص لنرجول وتايخى مما يدل على مسؤليتمها المشتركة في حماية المدينة و اصل هذه الربة يوناني الا انها استعيرت من الحضارة الاغريقي و واكتسبت الصفات الحضرية وصورت في تماثيلها وهي ترتدي الزي الحضري.

 

الالهة الللات

تصور هذه الالهة دائما مع الهتين اصغر منها حجما ورغم ان اترعتا تاخذ صفاتها الا ان الللات ايضا وجدت في معابد الحضر بصفتها الللات ونجد الاسد ايضا بجانبها وهذه وهذه احى علاماتهاان تكون بصحبه الاسود وكذلك صورت مع اله اخر الا انه كان اقصر منها قامة وطاعن في السن اذا ان من صفات الللات ان تكون موفورة الشباب دائما

 ثم هناك الهة الحظوظ الرومانية المعروفة ب(فورتونا) التى تحمل كرة بيدها رمزا للحظ الذي يتدحرج بدون تعين فيصب خيرا او شرا وكانت هذه الألهة مشهورة بين الشابات الحديثات الزواج اذ كن يقصدنها ويتعبدن لها ليسعدن بحياتهن الزوجية

  

اميرات الحضر

 

من اشهر الاميرات والتى وصلنا تمثال رائع لها هي الاميرة دوشفري بنت الملك سنطروق الثاني فلقد خلدت هذه الاميرة على ابهى صورة  تعكس لنا الجلال والمهابة التى عرفت بها  فملابسها تدل على الترف  مزوقة با لاجحار الكريمة وموشاة بازرار قد تكون من الذهب او اللؤلؤ والحلى النفيسة  من اقراط وقلائد تزينها كما وان تاجها الاسطوانى الشكل يدل على  مقامها السامي ونفس الشئ ينطبق على تمثال ابنتها (سمي بنت دوشفري) ونلاحظ هنا ان الابنة انتسبت بالاسم الى امها الاميرة و اذ يبدو ان لا غضاضة في ذلك ونجد هناك نصا كتابيا يقول اقام هذا التمثال تمثال دوشفري، اقامه لها  صديقها بن عبد عجيلي بن ستنبل كما واقام هذا الرجل تمثالا اخر للاميرة سميا ابنة دوشفري وعندما تذكر هنا كلمة صديق  فهي تعني المعنى الشامل و الكامل للصداقة بين البشر وليس بين الجنسين فقط، الصداقة التي تثمن وتقدر لاهميتها الانسانية والاجتماعية.

 تتكرر كلمة الصداقة كثيرا على  قواعد التماثيل  في الحضر اذ يبدو ان للصداقة اهمية كبيرة في اعراف مجتمع مملكة الحضر، فهناك نصوص كثيرة تشير الى ان المتعبد اقام التمثال له ولاصدقائه ولم يكن هناك اي احراج في اعلان صداقة الرجل للمرأة كما وان نصا كتابيا اخر يقول بان للآميرة دوشفري مرافق وقد اقام هذا المرافق تمثال لسنطروق بن سنطروق وكما يبدو انه اخ للاميرة دوشفري، فاذا كان للاميرة مرافق رجل فأن هذا يدل على التفتح الذهني والفكري  للمجتمع والديانه الحضرية فلم يكن هناك عزل جنسي بالمعني الذي صار ملازما للمجتمعات العربية لاحقا والذي ما زال متجذرا و متفشيا في مجتمعات الجزيرة العربية.

 

سيدات الحضر

 

كان في الحضر تقليد سائد  بنحث تماثيل  او الواح  تمثل سيدات المجتمع الحضري  بصحبة ازواجهن وهذه التماثيل توضع في المعابد الخاصة بالهة معينة دليل على تبعية المتعبد لذاك المعبد  والهته ولم يجد الرجل الحضري اي غضاضة او حرجا في هذه المصاحبة العلنية لزوجته حيث يضع زوجته على قدم المساواة  معه امام الناس والالهة  ويعتبر  زوجته صنوا له  ويفتخر بها مما يدل علىسعة تفكيرة والاحترام العميق الذي يكنه الرجل  للمرأة.

وخير مثال على ذلك  تمثال ( جذوة وزوجها عبد ملك) ولقد صورا واحدهما ملتفتا الى الاخر وابتسامة من الرضى تعلو وجه (جذوة) وتدل ملابسهما على ترف ولابد انهما كانا من طبقة الاشراف في المجتمع الحضري.

  كما و نحتت تماثيل لسيدات  مرموقات من طبقة الاشراف  حيث وضعن في اطار منحوتة تضمهن مع الالهات كمتعبدات  مما يدل على ان   قيمة هولاء النساء قد تصل الى درجة شبه مساوية للالهات  او حتى تكرم من قبل الاله نفسه ومفخرة الحضر بدون منازع تمثال (ابو بنت دميون) وعلى قاعدة تمثال هذه السيدة ذات المهابة والرفعة نقراء ان الاله برمرين وهو الاله الابن قد اقام لها هذا التمثال

  وهناك الكثير من التماثيل التى كانت تقدم  من قبل ازواج او اباء النساء للمعبد احيانا خلال حياتهن او بعد وفاتهن

واهم مثال على ذلك تمثال فتاة كانت قد اغتيلت وهي في الثامنة عشر من العمر واسمها (ابو بنت جبلو) واقام التمثال لها زوجها  (اشا بن شمش لطب) وكتب على قاعدة التمثال احياء لذكرى هذه الزوجة ما يلي استغيث بالألهة مرن ومرتن وبرمرين  وبعلشمين واترعتا على من قتلها  وشمت بموتها وعلى كل من تكلم عنها بالكلام البذئ.

  وتمثال (سمي بنت عجا) التى كما يبدو لنا انها كانت عازفة ومرتله في المعبد اذ نجد كتابة على قاعدة التمثال تشير الى ان هذا  تمثال (سمي بنت عجا بن اشتطي بن  سلوك) اقامه لها زوجها (عجا ابن ابا كاهن اترعتا)

 ولن ننسى هنا تمثال العازفة قيمى بنت عبد سميا بائع الخمور نجدها قد صورت في ابهى حلية وممسكة بالالة الموسيقية الى تعزف عليها مما يددل على ان للمرأة الحق والحرية في ان تعزف على الة موسيقية وتغني وقد تكون قيمي مرتلة في معبد  اذ انها ترتدي زيا حضريا مختلف بعض الشئ عن الازياء الاعتيادية وان لتمثالها قيمة فنية عالية من ناحية التنفيذ التشكيلي.

الكاهنة مرتبو  ترتدي زيا حضريا الا انه محور بعض الشئ ربما كان خاص بالكاهنات فقط وان تماثالها اقمه لها ابنها وهذا ما يسترعي الاهتمام اذ ان الكاهنات في الحضر لم يسمح لهن بالزواج ولكن كما يبدو ان الكاهنة مرتبو قد دخلت سلك الكهنوت بعد ترملها.

 كما ظهر لنا ان النساء في الحضر تمتعن بمنزلة عاليةكما  كن يصلين او يعزفن ويرتلن في المعابد التى كانت مختلطة و تعج بالمصلين من الجنسين كما خلد ذلك الفنان العراقي المبدع حافظ الدروبى في احدى لوحاتة والتى استند فيها على الحقائق من خلال التنقيبات التى جرت في الحضر وكان مستشاره في هذا العمل الاستاذ محمد على مصطفى الذي يعتبر حجة في تاريخ واثار الحض,لوحة الفنان حافظ الدروبى تنقل لنا بكل صدق واخلاص ودقة  تسجيلية الوقائع التاريخية في داخل معبد حضري.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

Google


    في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
  info@bentalrafedain.com