بحوث

مع الحسين في نهضته .. الحلقة الثانية

الدكتور عباس العبودي

AL.ABOUDY@BTINTERNET.COM

بين مشروع الحسين ومشروع يزيد

السلام على اهل طاعة الله , السلام على الدعاة الى الله السلام على النفوس الطاهرة, السلام على من باعوا انفسهم لله ,السلام على الى القلوب الحنينة في طاعة الله السلام على النفوس الطاهرة المملؤة بحب الله ,السلام على الموالين لله والى الرسول والى اهل البيت اولي الامر الذين فرض الله علينا طاعتهم وولايتهم السلام على اهل طاعة الله نور الله قلوبكم بنور الايمان والبسكم ثوب التقى والصلاح وزينكم بحلية التقين
لايوم كيومك يا ابا عبد الله عظم الله اجوركم بمصاب سيد الشهداء ابي الاحرار الامام الحسين بن علي( ع) نسال الله تعالى ان يوفقنا لنصرته بالقول والفعل انشاء الله –لان القول والفعل الحسيني يمثل مشروع الحسين (ع) في نصرة الحق وخذلان الباطل ,لان الحسين (ع) رفع شعار - هيهات منا الذلة-

نعم ايها الاحبة لابد ان نكون مع مشروع الحسين ان كنا صادقين مع الحسين في حبنا وولائنا ونصرتنا ,وان نقولها عاليا هيهات منا الذلة للطاغوت الداخلي (النفس الامارة بالسوء) و هيهات منا الذلة لحب الدنيا وشهواتها وهيهات منا الذلة لكل طريق يقربنا الى الدنيا ويبعدنا عن الله تعالى هيهات منا الذلة لكل طاغوت وهيهات منا الذلة للطاغوت الخارجي ( الاخطبوط الاستكباري الشيطاني المقيت),
الحسين (ع) اراد من مشروعه ان يكون مدرسة للتغيير بكل ابعاده , واول مراحل التغيير هو الكفر بكل الطواغيت الداخلية والخارجية التي تققيد النفس بحب الدنيا وتحب عنه طريق الاخرة .فمن كفر بالطاغوت وامن بالله واطاعه قولا وفعلا كان حسيني المنهج ومن امن بالطاغوت خسر الدنيا والاخرة ذللك هو الخسران المبين
فمن يريد ان يكون ناصرمع الحسين في مشروعه ومحاربا لمشروع يزيد ان يتبع الخطوات التالية:

 1- ان تكون مؤمنا واعيا تتحسس مسؤوليتك الرسالية من خلال تغيير نفسك وتعبيدها لله تعالى لانه(( ميدانكم الاول انفسكم فان قدرتم عليها كنتم على غيرها اقدر وان عجزتم عنها كنتم عن غيرها اعجز ,فجربوا معها الكفاح اولا) .

2- ان تكون مؤمنا واعيا تحرص على بناء اسرتك ومجتمعك بناء ايجابيا يكون بناؤك محطات لطاعة الله تعالى.

3- ان تكون انسانا مؤمنا واعيا تعيش انسانيتك وتتعامل مع كل الناس باخوة انسانية , بعيد عن لون او عرق او حمية قبلية او طائفية , وانما تجعل ميزان التفاضل بين الناس هو مجموعة القييمالانسانية والاخلاقية القاضلة .

4- ان تكون انسانا مؤمنا واعيا تعيش محبة الله ورسول واهل بيتك في اخلاقك وسلوكك –لانهم يريدون منا في مشروعهم ان نحبهم حب الاسلام .

5- ان تكون انسانا مؤمنا واعيا تنتصر للمظلوم ولا تجامل الظالم بظلمه ,لانه من رضي بعمل قوم حشر معهم,وان تكون نصيرا للمستضفين قهرا في كل مكان.فكن للمظلوم عونا وللظالم خصما.

6- ان تكون انسانا مؤمنا واعيا تعيش اخلاق القرآن ,الذي هو اخلاق الاسلام واخلاق رسول الله واهل بيته (ع).

7- ان تكون انسانا مؤمنا واعيا في حفظ الوحد الوطنية والاخوة الانسانية .

8- ان تكون انسانا مؤمنا واعيا تعيش الحسن في اخلاقه وسلوكة وتحيي مدرسة الحسين بالعمل الدؤؤب من اجل بناء الوطن والتخلص من كل آثار الطواغين وبناء اسس الوحدة الوطنية والاخوة الانسانية في العراق الجديد ليكون محة الارض في بناء دولىة الانسان .

9- ان تكون انسانا مؤمنا واعيا تفرح قلب الامام الحسين من خلال معايشتك الدائمة لخط الامام الحسين بالاخلاق والسلوك والعبادة الصحية والتمسك بالقرآن الكريم واهل البيت (ع) , التمسك الواعي لا العاطفي المجرد , التمسك الذي يفرح الله ورسول واهل بيته ,ويغضب اعداء الله. التمسك الذي من خلاله نكون مرآة ناصعة للاسلام

10- ان تكون انسانا مؤمنا واعيا لاتترك الامر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة الى خط الله بالحكمة والموعظة الحسن, لانه اذا تركتم الامر بالمعروف والنهي عن المنكر يسلط عليكم شراركم فادعون فلايستجاب لكم.

 ان مشروع الامام الحسين هو مشروع الحياة الانسانية وحينما نعظم مشروعه هو تعظيم لشعائر الله,لان الحسين كان مشروعا لله تعالى ,وحينما نذكر انفسنا بمشروع الامام الحسين لانه مدرسة دائمة الحضةر في ضمائر الاحرار يتعلمون منها كل انواع الصبر والتحدي , ومصيبة الامام الحسين(ع) حينما نذكرها لانها ام المصائب .

ان علاقتنا بمشروع الحسن (ع) يجب ان لايكون علاقة عاطفية يغلب عليها الحزن المجرد من كل سلوك ايجابي ,او نمارس من خلال تحريك العاطفة اعمالا فيها معصية الله وحزنا الى رسول الله واهل بيته الكرام , وانما لابد ان نحرك العاطفة بالاتجاه الايجابيس الذي نستطيع من خلالها تغيير الواقع الاجتماعي نحو الافضل وننمي انفسنا من خلال مدرسة الحسين نحو بناء ايجابيا , يكون للحسبين في مدرستة اثرا ايجابيا في انفسنا ومجتمعنا ,

اننا بحاجة الى العاطفة ولكن لاينبغي ان نحول مشروع الحسين (ع) الى عاطفة مجردة خالية من عناصر البناء الاجتماعي .

.فاثارة العاطفة والبكاء لمصيبة الامام الحسين هو عقد انساني مترابط بين الاجيال لان من خلال هذه العاطفة تتمركز فكرة الثورة واهداف مشروع الامام الحسين في البناء الفردي والاجتماعي للتخلص من الظلم والظالمين .فاذا توفرت المناهج السلوكية والعاصفة في شخصية المحب تحول الولاء والحب حبا عمليا لاعاطفة مجردة خالية من محتوى الوعي والسلوك الاسلامي الصحيح

{ قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } سورة آل عمران – 31

{ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} سورة الحشر – 7 ,

{ وَلَقَدْ قَالَ لَهُمْ هَارُونُ مِن قَبْلُ يَا قَوْمِ إِنَّمَا فُتِنتُم بِهِ وَإِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمَنُ فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي} سورة طـه – 90 .

 فمن يريد ان يكون مع الحسين(ع) في مشروعه فليينصر للحسين في دينه واخلاقه وسلوكة –لان الحسين (ع) اليوم ينادينا ويكرر النداء هل من ناصر ينصرنا , وان قلنا لبيك ياحسين , فلتكن تلبتينا حبا لله وطاعة له وامتثالا لاوامره وابتعادنا عن كل موقع يبعدنا عن الله ويقربنا الى مشروع يزيد. ,فمن يريد ان يكون مع الحسين فليعيش الحسين فكرا وسلوكا واخلاقا ومنهجا وعبادة .ومن لايتمكن من ذلك فهو مع مشروع يزيد وان كانت عاطفته حبا ظاهريا للحسين.(ع).

اذا عشنا هذه المعاني السامية نكون قد انتصرنا عل مشروع يزيد ونكون قد احببنا الحسين الحب العملي ونصرنا مشروعه التغييري اما اذا لم نلتزم بذلك عمليا ولم نطع الله ورسوله واولي امرنا (اهل البيت) الذي فرض علينا طاعتهم وولايتهم نكون قذد نصرنا مشروع يزيد وان كنا نحب الحسين من الناحية العاطفيةالظاهرية المجردة فسيكون دورنا كما عبر عن ذلك الفرزدق (قلوبهم معك وسيوفهم عليك) ونكون ممن حارب مشروع الحسن بمشروع يزيد .

اذن فلابد ان نعيش الحسن في كل جوانب حياتنا العملية لنكون مع مشروع دائما وابدا .

أحرم الحجاج عن لذاتهم بعض الشهور

 وأنا المحرم عن لذاته كل الدهور

الســـــــــلام على من غسله دمه والتراب كافوره والريح أكفانه وفي قلوب مواليه قبره
السلام على الدعاة الى الله السلام على اهل طاعة الله نسال الله تعالى ان يجمعنا واياكم مع محمد وال محمد

وان يوفقنا لنكون من انصار مشروع الحسين في سرنا وعلانيتنا

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com