بحوث

الحد الفاصل بين الصحوة الاسلامية والصحوة الارهابية... (الحلقة الثانية)

 

فاتح منصور السعيد

fmsaed@gmail.com

ولعل الغرب عندما يدعي ان سبب انحطاط العرب والمسلمين هو الاسلام!! هو نتيجة ما يقرأونه ويلمسونه من الافكارالمتطرفة الخطيرة وفتاوى التحريض على العنف والتكفير وما يلحقها من المجازر الرهيبة سواء التي ارتكبها المسلمون حيال بعضهم البعض او التي تجتاح دول وتلف قاراة ،فيتذرعون بها للطعن في الاسلام،على انه دين السيف والارهاب ، ومن هذا المنطلق يرد الامير شكيب ارسلان مصورا اسباب  انحطاط المسلمين  ( اما اسباب انحطاط المسلمين فليس الاسلام كما يدعي كتاب الغرب المغرضون، بل هو الجهل والعلم الناقص وفساد اخلاق الحكام والرعية وتزلف العلماء اليهم  زورا واصابة الناس بالجبن والهلع واستبداد اليأس والقنوط  في نفوسهم ونسيان ماضيهم التليد   وجمودهم على القديم من تراثهم ورفض تعديل اصول التعليم الاسلامي، ظنا منهم بان الاقتداء بالكفار كفر وان نظام التعليم الحديث من صنع الكفار)  لماذا  تاخر المسلمون ولماذا  تقدم  غيرهم  ص88

حقاً انه يجب ان لا يغرب عن بالنا ان للغزو الاستعماري على بلاد المسلمين اثر كبير في ضياع  حواضرهم وتمزيق شملهم من خلال سياسة (فرق تسد) وفي سلب ثرواتهم وتجريف عقول البعض من مثقفيهم ،،! كما وان تكالب قوى الشرق والغرب على الهيمنة عليه وامتصاص ثرواته وتنصيب غلمانهم وعبيدهم من الجهلة الاشقياء المستبدين حكاماً،، وتسليطهم على شعوب المسلمين يذيقونهم الخسف والوان العذاب بلبوس زائفة من الوطنية والقومية والدين وما اليها من شعارات ( الثورجيه والقومجيه والمتأسلمين)...! وإثارة حدة الصراعات ،بين الاخوة والجيران ،عبر الحروب ،لاستنزاف طاقاتها وتبديد موارد ، وتدني هذه الدول، في اسفل قعر التخلف الدولي،وفي  كافة المجالات الاقتصادية ،والعلمية، والزراعية ،والصحية، والتعليمية ،و رغم كل مواردها الهائلة ،ومركزها الحساس والاستراتيجي  بالنسبة للعالم وو  يذكر المؤرخ (ارنولد توينبي ) والمحللون السياسيون :إن ما اصاب الشرق من كوارث ونكبات جراء الهيمنة والاستعمار الغربي يفوق كل ما اصاب الامم والشعوب الاخرى المستعمرة ..! وذلك بدقهم الاسفين في قلبه من اختلاق كيان غريب في جسمه في فلسطين وتهجير اهله ،،مما تسبب فيهم نزفاً دموياً عظيماً وانهيارا ،وعدم اسقرار ،تفاقم كوارث وحروب،ودعم القوى الكبرى واسناد ها للانظمة البوليسية والعشائرية تبعا لمصالحها وعلى حساب ما تتبجح به من مباديء حقوق الانسان، والاعراف الديمقراطية ،  وتفردا هذه القوى بذرائع الشرعية الدولية من خلال السياسات المتناقضة والكيل بمكيالين والنفاق المشهود في التضحية بالقيم وفرض الهيمنة والامر الواقع والتلويح بالعصى الغليظة وو...

الا ان هذه الحقائق المرة كمرارة العلقم هي ليست كل الاشكالية،اذ تبقى الاشكالية الرئيسية فينا نحن بالذات... وان مصيبتنا تكمن اولا: في الحلف غير المقدس بين مرتزقة معممي مدرسة الخلافة وسلاطين الجور والخلفاء الظلمة،سابقا ولاحقا، ليس فقط في تبرير جرائمهم الشنيعة وارهابهم الفضيع بل واحاطته بهالة من التقديس وجعله من صلب الدين..!

وما رفع الشعارات الدينية المبرقعة لتلك الجرائم البشعة انما يقصد تغطيتها وتمريرها ( جعلها مقبولة ) ومسلم بها لدى الامة وكأنها صحيح الدين ونابعة من نصوصه المقدسة..! فلم يكتف الاحبار والكهان وعاظ السلاطين بعبوديتهم للامراء فقط ،بل عمموها وجعلوها تلف الناس جميعاً .. فتارة تبرر انتهاكات الطغاة بتحريف النصوص التي تشدد النكير في الظلم وسفك الدماء، وتارة اخرى تنشط بوضع الاحاديث المكذوبة وتنسبها الى لسان النبي(ص) في حلّيّة او وجوب استعباد السلطان للعباد،فحطموا عقول الائمة واماتوا روحها وسلبوها ارادتها ووفرقوا جمعها جعلوها هملا كهمل النعم السائمة من خلال تلفيقاتهم للفتاوى الضالة فهذه هي الظليمة الاولى  لمقدساة الاسلام والاساءة الكبرى للرسالة والخيانة العظمى للمسلمين ..وهنا نستعرض  ثلة من هذه الفتاوى :

1- ما طرأ على تفسير القران الكريم من تأويل مستنكر وتحريف باطل مستهجن،فقد جاء عن احد كبار مراجع السنة في عصره في تفسير وتأويل قوله تعالى ( يا ايها الذين امنوا  اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي  الامر منكم )النساء 59 ،فيذكر فخرالدين الرازي في التفسير الكبير ج5 ص268 / الطبعة 1 1992 من سلسلة - تراث الاسلام دارالغد العربي يقول :( الامة مجتمعة على ان الامراء والسلاطين- انما تجب طاعتهم فحينئذ لا يكون هذا الوجوب منفصلاً عن طاعة الكتاب والسنة وعن طاعة الله ورسوله (ص)- بل يكون داخلاً فيه ) .وهنا يستشهد الامام الرازي

بقوله (ص):( من اطاعني فقد اطاع الله ومن اطاع اميري فقد اطاعني ومن عصاني فقد عصى الله ومن عصى اميري فقد عصاني )المصدر السابق نفس الصفحة.. !  وقد عقب فخرالدين الرازي على هذا الحديث بقوله :( ان النبي (ص) بالغ في الترغيب في اطاعة الامراء - وذلك ليضع الرازي حداً لما قد توجد كلمة (اميري) من لبس بانه ليس الاميرالمعين من قبل الرسول(ص) فحسب ولا يتعدى الامر والنهي الواردان به الى غيرهما من الامراء بل يسري الى كل امير فقال الرازي في طاعة الامراء بعامة من عينهم محمد (ص) او من لم يعينهم،اي من يأتون بعده)..انظر الى الافتراء الفاضح لهذا الشيخ ،والدس الواضح والتدليس في النصوص لتتوائم مع هوى السلطان ..! وما يثيرالعجب اضافة هذا – الامام- من الشرعية على كل الامراء حتى الظلمة امثال بسر ابن ارطاة ومسلم بن عقبة المري والحجاج بن يوسف الثقفي واضرابهم من الذين ارعبوا العباد وسفكوا الدماء وذبحوا الصلحاء وهدموا مساجد الله وعاثوا في الارض الفساد ..اؤلئك الذين نصبهم معاوية وابنه يزيد وعبد الملك بن مروان وغيرهم من خلفاء الجور .. كل هذا والقرآن يصدح هاتفاً: ( ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار وما لكم من دون الله من أولياء ثم لا تنصرون ) هود 113

 2-  تبرير نزو كل الامراء او الخلفاء على سدة الخلافة او الامارة بحد السيف ومن غير مشورة ولا اهلية لذلك،، بمعنى من غير مشورة (اهل الحل والعقد) بل بحد السيف ،فيمنحونهم الشرعية ويجعلوا الكل امراء للنبي (ص) وواجبي الطاعة ..فهذا الرازي وهو من الائمة الاكابر والمتضلعين في فنون العلوم النقلية والعقلية وتفسيره من التفاسير الموسوعية المهمة التي لها مكانتها ،نراه يقرر بحسم ان الامة اجمعت على طاعة الامراء والسلاطين وانّ طاعتهم لا تنفصل عن طاعته تعالى وطاعة رسوله (ص) وانها مقرّة بالكتاب والسنة..!! وهناك تفاسير لدى مدرسة الخلفاء  تنحوا منحاه وتسلك طريقه .

3- وصل الكذب واصطناع الحديث حداً إشمأزت منه النفوس فصار كل واحد - من مرتزقة أئمة دار الخلافة – لا بد وان يدلو بدلوه في هذا السبيل ليُشهَد له عند الامير، فبلغ سيل الكذب في هذا السبيل ركاماً هائلاً فاق اضعاف مضاعفة كذب وتزوير احبار اليهود لحقائق التوراة ووصايا النبي موسى  (ع) وانبياء بني اسرائيل ..! كـ ( اطاعة من تغلب بالسيف من الحكام وان كان فاسقاً ..او عليك أن تخنع إن تولى عليك الحاكم الظالم الغشوم ..او إن تصبر وان تسلط عليك الفاجر -عليه الوزر ولك الاجر- ومنها التأكيد على عدم الخروج على الظالم حتى لا تشق العصا وتحدث فتنة)..!! هذا المعنى يؤكده الامام ابن حنبل ويشدد بعدم الخروج على الحاكم او الثورة عليه وان كان فاجراً  عاصياً..! الى ما هنالك من هذه الاباطيل التي خدّرت المسلمين قروناً،وجعلتهم خانعين للذل ولسياط الجلادين ثم انزلتهم الى الحضيض ..ولا ندري لعل هذه- الفتوى-هي التي شجعت العائلة السعودية  في الاخذ بالسلفية الوهابية ..!! فهنا نتساءل:: اذا كان امام السلفية الوهابية يأمر بعدم الخروج والثورة على الظلمة والمفسدين حتى لاتحدث فتنة ، فلماذا خرج اتباعه ومريدوه ومن اتبعه اتباع الفصيل لامه من الجماعات (المتأسلمة ) كالقاعدة والطالبان وغيرهما من التكفيريين والمتطرفين،،خرجوا على حكامهم وسفهوا أئمتهم ونددوا بعلمائهم ؟؟؟ ثم راحوا يشيعون الرعب والقتل والابادة في صفوف المسلمين وغيرهم حتى عمت فتنتهم الخافقين وجرت البلايا على المسلمين ؟؟!!

4- لم يكتفوا بمساندة ودعم الخليفة الجائر او الامير الفاجر و السلطان الفاسق وكيفما كان سبيل وصوله الى سدة الحكم - حتى جوزوا لمن يعتلي  كرسي الخلافة ان يستمر فيها – فاجراص كان وظلوماً غشوماً بل وإن كان خارجاًعن طاعة الله- وفي هذا المجال يقول :العلامة التفتزاني ( ولا ينعزل الامام بالفسق او بالخروج عن طاعة الله ) شرح العقائد النسفية 185-186 .. فلا ندرى ماذا ستحكم ايها القارئ وانت تسمع ما يسطره منطق العلامة (القاضي) البقلاني المتناقض والذي لا يقره دين ولا يقبله عقل ولا يرتضيه الوجدان ، فهو يصف الحاكم بـ(الامام ) فأي إمام هذا الذي يرتكب كل تلك المحرمات ويفعل الموبقات ويستهين بالشرع ويبطل حدود الله ويقتل النفوس المحترمة ويستبيح الاعراض ويصادر الاموال من غير واعز او رادع؟؟ اذن لماذا يستنكرون جرائم هولاكو وتيمورلنك؟ وفي ذات الحال يقرون شنائع وفعال هؤلاء الحكام الائمة؟؟.. فعلى أي أسس شرعية اقام البقلاني حكمه: ( لا ينخلع الامام بفسقه وظلمه وغصبه الاموال وضرب الابشار وتناول النفوس المحرمة وتضييعه الحقوق وتعطيله الحدود ) التمهيد للقاضي البقلاني 181 ..بل الانكى والامرّ ما يؤكده: (وترك طاعته في شىء مما يدعو اليه من معاصي الله ) وهذا ما لم يذهب اليه شرع ولا دين ولا حتى رأي في الجاهلية الاولى.!! بل يتنافى مع صحيح السنة الشريفة  فالرسول (ص) يقول: ( لا طاعة المخلوق في معصية الخالق ) و( إن حرمة قطرة من دم المسلم تعادل عند الله سبحانه البيت الحرام بمكة ) و في حجة الوداع قوله (ص): (إن اموالكم وانفسكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا) .. فلماذا كل هذا التزييف وهذا الخبط والتنكر الفاضح للمبادئ في تبرير الجور والطغيان والارهاب للسلطان واعطائه المبرر الشرعي لكل تجاوزاته؟؟ ألاجل استمرار الفرعونية؟ ام ان تكون له عوناً في اجرامه وجندياً له على بغيه وعبداً يجاريه في ارهابه وان جار واستكبر ..؟؟

انه تخدير للامة وامتهاناً للشريعة وتجاوزاً على القيم اذ جعلوا للخليفة من الحماية والمصونية ما يفوق التصور.!! ما لم يثبت به حق حتى للانبياء والاولياء المعصومين..! والغريب المستهجن إن علماء السنة يرفضون عصمة الانبياء في الوقت الذي نراهم يبالغون في العبودية للظالمين من الحكام وجعلهم في مصاف الالهة!! فلا حساب عليهم ولا كتاب يفوق عصمة الانبياء المنزهين من الرجس والدنس..

5- بلغ الحد بالبعض من العلماء من يفتي بالمناكير والبواطل من الاحكام على انها من صلب الدين، فهذا الامام ابو بكر الطرطوشي يبرر تعسف الحاكم و ظلمه و يجعل من هذا التعسف الظالم امراً  واجباً وضرورة لازمة، فيقول :( الله سبحانه وتعالى جبل الخلق على عدم الانصاف فمتى لم يكن لهم سلطان قاهر لم ينتظم لهم امر ولم يستقر لهم معاش...وانه بذاته من حجج الله على وجود سبحانه ومن علامات توحيده، فالعالم باسره  في سلطان الله كالبلد الواحد في يد السلطان )..!!( واذا كان السلطان قاهراً للرعية كانت المنفعة به عامة وكانت الدماء في اهبها محقونة والحرم  في خدورهن مصونة والاسواق عامرة والاموال محروسة ) سرج الملوك -الباب السابع - ص 156.

  ولم يكتفوا بهذا حتى جعلوا مفارقة الامام الجائر والحاكم الظالم كفراً، واليك هذه المحزنة: سأل سائل الحسن البصري : ما تقول في ائمتنا؟؟ قال :( اقول انهم في خمسة من ديننا : الجمعة والجماعة والفيء والثغور والحدود، ولا يستقيم الدين الا بهم وما يصلح الله بهم اكثر وان جاروا وظلموا فان مفارقتهم كفر ) الجليس الصالح والانيس الناصح ص207

6-  هناك قسم من - المعممين- المأجورين لم يبال من وضع احاديث عن رسول الله (ص) تؤكد  غفران ظلم وجور الحكام!! بدعوى ان رسول الله(ص) دعا الله ان يغفر للظالم وان يعوض المظلوم   فاستجاب له ربه!!!  فهل لعاقل ان يقنع بتبرير كهذا لظلم الظالم وتخنيع المظلوم؟؟ وهو خلاف  العدل الالهي وخلاف المنطق، وسبحانه يقول في محكم كتابه الكريم :(  ليس بامانيكم ولا اهل الكتاب  من يعمل سوءاً يجز به )النساء/123 وقوله سبحانه :(من يعمل مثقال ذرة خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره)الزلزلة7-8

7- : وقد بلغ الحد منتهاه عندما ايقن الخلفاء انفسهم بانهم غير مسؤولين ولا محاسبين مهما ارتكبوا من الجرائم ومهما فعلوا من المنكرات، وذلك بتاثير ما اشبعوا به حد الثمالة ما كان يدلي به الشيوخ ومرتزقة المعممين وهذا السيل الطافح من الفتاوى الزائفة ..ولقد جاء في تاريخ ابن كثير ج9ص232 انه عندما ولّي يزيد بن عبد الملك واراد إن يسير بسيرة عمر بن عبد العزيز فشق ذلك على أوان الظلم ودعاة الباطل، فاتوا اليه باربعين شيخاً شهدوا له انه ما على الخلفاء من حساب ولا عذاب، فخدعوه بذلك وكان كلامهم موافقاً لهواه فانهمك في اللذات واللهو والطرب ولم يرقب الله ولم يخشه. سمط النجوم العوالي ج3ص209 

8-والبعض الاخر من سدنة السلطنة اعيته الحيلة فاستغرق في التمحل حدا لا يصدق فأخذ بذرائع زائفة وكاذيب فاضحة لتبرير والتماس المعاذير لانتهاكات الحكام وفضائع الطغاة وجرائم الخلفاء - من منطلق نظرية (الجبر) التي دعمها الخلفاء وراو فيها خير مخرج لكل جرائمهم-على اساس انها مقدرة من الله و إن الانسان مجبر على عمله،فتلك هي ارادة الله ولا يمكن الخروج منها..!! والحال هنا ذاتها في ما يزعم المشركون ببقائهم على شركهم بذريعة انها ارادة وقدر الله!! وقد جاء في الذكر الحكيم (وقال الذين أشركوا لوشاء الله ماعبدنا من دونه من شيئ نحن ولا ءاباؤنا ولا حرمنا من دونه من شيئ وكذلك فعل الذين من قبلهم فهل على الرسول إلا البلاغ المبين)النحل/35

اخيرا يقول امام اهل السنة (ابو حامد الغزالي )إنا كلنا أبرياء:السلطة بريئة والقاتل بريء ،نمرود بريء ،فرعون بريء،ابو لهب بريء، ومعاوية وبسر و الحجاج وابن عقبة المري والمنصور وسليم ...كلهم أبرياء لان الله هو الفاعل الحقيقي :(إن الله هو الذي خلق القدر في الانسان على فعل الاعمال، فالله بهذا النظر هو المخترع للعمل كله لان الانسان ما كان قادراًعلى فعل ما لم يخلق الله فيه القدرة على ذلك الفعل)!!

 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com