بحوث

الواقع الاقتصادي والاجتماعي والثقافي للشباب في العالم العربي

دراسة حول واقع الشباب في العراق

فراس سالم / رئيس منظمة شباب الجنوب

syo_org@yahoo.com

المقدمة :

تتكون جمهورية العراق من قوميتين رئيسيتين وكبيرتين هما (العرب والكرد) وتضاف اليهم قوميات واديان اخرى مختلفة مثل المسيحيين والكلدواشوريين والتركمان واليزيديين. ويعتبر الاسلام دين الدولة الرسمي. وتقدر مساحة العراق بـ (435052) كيلو متر مربع. ويعتبر عدد سكان العراق (22,000,000) مليون نسمة حسب استفتاء عام 1998. ويقدر عدد سكان العراق في الوقت الحاضر ب(28,500,000) مليون نسمة حسب احصائة وزارة التجارة (في توزيع الحصة التموينية) وتقدر نسبة الشباب في العراق ب(65%) من المجتمع.

ساهمت السياسات الخاطئة للحكومة العراقية بالكثير من المعوقات والسلبيات منها الحروب المتعاقبةالتي دخلها العراق والسياسات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية الخاطئة ساهمت بشكل كبير في عرقلة مسيرة الشباب في العراق. ويمكننا ان نقسم دراسة واقع الشباب في العراق الى ثلاث محاور رئيسية وهي (المحور الاقتصادي والمحور الاجتماعي والمحور الثقافي)..

 

اولا / المحور الاقتصادي :

يعاني المجتمع العراقي بصورة عامة من تدهور كبير في الاقتصاد وتدمير شامل للبنية التحتية للاقتصاد العراقي. وذلك جراء الحروب المتعاقبة والحصار الاقتصادي الذي مر بة العراق طيلة 13 عام وكذلك ساهم الاحتلال الاميريكي والارهاب في الوقت الحاضر بتدمير اقتصاد البلد. وبطبيعة الوضع الراهن فان الشباب يتاثرون تاثرا مباشر بهذة المشاكل.. ومن اهم المشاكل التي تواجة شباب العراق هي مشكلة البطالة بحيث انها تصل الى نسبة 60% في اوساط الشباب. بالرغم من اجرائات الدولة العراقية من الحد من هذة النسبة. الا اننا نلاحظ ازدياد واضح في نسبة البطالة. مع العلم ان نسبة الشباب الموجودين حاليا في الوظائف حكومية قليلة جدا تصل الى 10% من عدد الشباب.

ونلاحظ ان نسبة كبيرة من شباب العراق هم موجودين في سلك الجيش والشرطة (وزارتي الدفاع والداخلية). وذلك لاسباب عديدة منها.

1 / ارتفاع نسبة الرواتب الشهرية في الجيش والشرطة بعكس الوظائف المدنية الاخرى.

2 / عدم وجود ابواب للتعيين في الوظائف المدنية الحكومية بعكس وزارتي الدفاع والداخلية.

3 / احتياج الدولة الى اعادة تشكيل الجيش والشرطة مما صب اكثر اهتمامها في هذا المجال.

4 / الفساد الاداري المتفشي في دوائر الدولة.

وبذلك فان اكثر شباب العراق من اصحاب الخبرة ومن ذوي الشهادات العالية ومن خريجي الكليات والمعاهد هم موجودين في اوساطالبطالة وفي سلك الجيش والشرطة.

اما المشكلة الثانية هي مشكلة ترك المقاعد الدراسية فان العديد من شباب العراق من هم دون سن 25 سنة قد تركوا الدراسة (وخاصة في الثانويات) لاسباب اقتصادية. واخذ هولاء يفكرون في العمل الحر والاعمال اليدوية الاخرى لائعالة عوائلهم. فلذلك نلاحظ ظاهرة التهرب من المدرسة.

اما مشكلة غياب الامن تعد من اهم المشاكل في تردي الوضع الاقتصادي في البلد وبالتالي ساهمت بشكل سلبي على حياة الشباب.. ويعكس اثر غياب الامن على مستقبل الفتيات في العراق فان العديد منهن قد تركن الدراسة وخاصة في الكليات والجامعات لاسباب تفشي ظاهرة العنف والارهاب والخطف وتعد مشكلة عزوف الشباب عن الزواج بسبب تردي الاوضاع الاقتصادية للبلد من اهم المشاكل التي تواجة شباب العراق في الوقت الحاضر.

 

ثانيا / المحور الاجتماعي :

تعد العادات والتقاليد والاعراف العشائرية والقبلية التي تحكم المجتمع العراقي من اهم الاسباب التي تقيد حرية الشباب وخاصة الفتيات في المجتمع. ففي بعض المحافظات جنوب العراق تمنع التقاليد والاعراف العشائرية الفتيات من سن (14_25) سنة من دخول مراكز الانترنيت والمكتبات العامة.

وبالتالي تسبب لنا هذة الظاهرة تاخير كبير في تعلم وتطوير قابليات الفتيات. وتنعكس بشكل سلبي على المجتمع العراقي بصورة عامة. ونلاحظ ان هذة العادات والتقاليد العشائرية تمنع الشباب من كلا الجنسين بالاختلاط وخاصة في التعليم والذي بدورة هوة بدورة حالة غير ايجابية في المجتمع العراقي فقد ساهمت سياسة التعليم الخاطئة في العراق تاخر كبير في مستقبل شباب العراق.

 

ثالثا / المحور الثقافي :

بعد الانفتاح الاعلامي وتكلوجيا المعلومات التي جائت بعد سقوط النظام السابق. كان لة الاثر الواضح والكبير في اوساط الشباب , وذلك ان هذا الانفتاح على هذا المجال الواسع لم يكن مدروسا ومبرمجا ووفق خطة تلائم شبابنا وبالتالي كان لة الاثر السلبي الواضح على الشباب وخاصة في مجالات

الستلايت والموبايل والانترنيت التي لم يتم استغلالها بصورة ايجابية. واصبح الشاب العراقي فجائة ينتقل سريعا من الظلمة الدامسة الى النور الساطع. وهذة حالة خطيرة جدا اذا لم تضع لها حلول سريعة. فاننا نترك شباب العراق بمواجهة العولمة الغربية وجها لوجة بدون اي حواجز دفاعية تقي شبابنا من الانجراف في طرق غير جيدة.

 

رابعا / التوصيات :

1 / الحكومة العراقية : نود من الحكومة العراقية الانتباة لشبابنا وفتح المجالات لهم في السعي لتطوير قابلياتهم ليكونوا مستقبل افضل لهم.

2 / القطاع الخاص : فتح كافة الابواب المغلقة بوجة الشباب واتاحة الفرصة لهم في اثبات وجودهم وتطوير مهاراتهم وابداعاتهم. عن طريق اقامة المعارض والندوات.

3 / منظمات المجتمع المدني : تكثيف الجهود في اقامة المؤتمرات والندوات وورش العمل والدورات الهادفة لبناء مستقبل افضل لشبابنا. ونناشد المنظمات والجمعيات والمؤسسات الدولية والعربية مساعدتنا في الاعداد لمجالات (التعلم وتطوير المهارات والقابليات ونبذ العنف).

 

الخاتمة :

اذ نقدم هذة الدراسة المتواضعو فاننا نظع بين ايديكم حقيقة مؤلمة جدا على وضع الشباب في العراق ونحن لم نتطرق الى المحور السياسي والمشاركة السياسية للشباب في العراق بسبب ان هذا المجال هو مغلق بوجة شبابنا.

 

ـــــــــــــــــــــــــــ

قامت بهذة الدراسة (منظمة شباب الجنوب / فرع شبكة تكامل الشبابية العربية في العراق).

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com