بحوث

مناظرات لرد الشبهات حول القران والاسلام

 اسامة النجفي

aldallal@rocketmail. com

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد واله الطاهرين

 هذه مناظرات جرت بين كاتب هذه المقالة والدكتور كامل النجار المعروف باثارته الشبهات والتشكيك في القران والاسلام والاستهزاءباحكامه. الهدف منها هو تبرئة الدين الاسلامي من دعاوى التخلف والارهاب والظلم ولازالة الشبهات المنتشرة في الوقت الحالي عمدا بايدي كتاب الماسونيه ودعاة الالحاد.. عموما الشبهات التي يطرحها النجار حول الاسلام هي تقريبا نفس الشبهات التي يطرحها باقي الكتاب اللادينيين الذين يدعون لفكرة مؤداها ان الاسلام كدين وشريعة ومنهاج هو سبب الظلم التي تعاني منه البشرية وانه يمثل عقبة باتجاه التطور بزعمهم وحاولوا نسف الاسس العقلية التى يقوم عليها الاسلام. وانت ترى ان هذه الهجمة الشرسة ليست وليدة اليوم الا انها تكثفت اكثر في وقتنا الحالي وما اتهام البابا للاسلام الا حلقة من هذه السلسلة!. شبهات الكاتب كامل النجار ذكرناها والرد عليها (وفق المنهج العقلي الذي التزمه النجار) جاء على شكل نقاط تيسيرا للقارئ الذي لم يطلع على المقالات كاملة. وما توفيقي الا بالله عليه توكلت واليه انيب.

 

المقاله الاولى

 تطالعنا بين الفينه والفينه كتابات لكامل النجار تحاول في مجملها تشوية الدين الاسلامي والاستهزاء باحكام القرآن والسنه والاحتجاج ببعض الحوادث التأريخية لاثبات اقواله، ومجمل احتجاجات وآراء د. كامل النجار يمكن تقييمها بأنها تفتقر لابسط اساليب البحث والمنهج العلمي السليم الذي يفترض أن يكون موسعاً وشاملاً فعندما يتم مثلا الاحتجاج بآيه من القران يفترض ان تبحث معها جميع الايات المتعلقه معنى وتلازما معها.ويستشهد د. كامل النجار بالاحداث التاريخيه المشكوك في صحة اكثرها. فالمنهج العلمي السليم يؤكد ان القضيه التأريخية التي لايمكن اثباتها بنحو التواتر والاجماع المؤدي الى اليقين والاطمئنان لايمكن الاستدلال العلمي بها. فلاثبات اي قضيه عقليه (كما في علم المنطق) يجب أن تدرس جميع جوانبها العلمية والفلسفية المتعلقه بها وخاصه فيما يتعلق بالابحاث الدينية وهي قضيه بحد ذاتها رافقت الانسان منذ بدء الخليقه ولحد الأن.

 

1-يربط د.كامل النجار بين وأد البنات وقتل الشرف:

الجواب: على الرغم أن نتيجة وأد البنات وقتل الشرف واحده وهي القتل الغير مشروع الا أنه لايوجد تلازم منطقي بين وأد البنات وقتل الشرف فوأد البنات قضيه كانت منتشره بين عرب الجاهلية، ولايوجد اثبات أن اليهود والنصارى الذين كانوا يتعايشون مع العرب آنذاك كانوا لايئدون بناتهم. اما قتل الشرف فهو ليس له اساس شرعي اطلاقاً، فهذه احكام الاسلام واضحة أن الزاني والزانية الغير متزوجة لاتقتل وانما يتم التعزير والتغريب وغير ذلك. واثبات الزنابحد ذاته يحتاج الى شروط مستحيله اغلب الاحيان مثل وجود شهود عدول (متقين) ولا ينفذها اي شخص انما تتم عبر مراحل قضائيه مطوله غالباًوتحت اشراف الحاكم الشرعي. اما مايحصل من مايسمى (قتل الشرف) فهو وازع شخصي بحت ولا علاقة له بالاسلام، وحتى بين المسيحين المعاصرين في العراق وسوريا ومصر من يفعلون ذلك دفاعاً عن الشرف بزعمهم. ولا شك أن هذه افعال خاطئه محرمه شرعاً والقاتل يعتبر قاتلاً عند الله تعالى وجزائه الدنيوي والاخروي معروف.

 

2-يدعي الكاتب أن الاسلام لم يجعل العبيد والأمراء سواسيه:

الجواب: هذا ادعاء باطل من اساسه فقد قال تعالى {ان اكرمكم عند الله اتقاكم} وكذلك حديث الرسول (ص) (لافضل لعربي على اعجمي الا بالتقوى) فقد جعلت التقوى والتي من مصاديقها حسن المعامله والاخلاق هي الميزان وهي قضيه مطلقة. واذا كان معظم حكام المسلمين قد فعلوا فظائع في حكمهم سواء في العهد الاسلامي القديم وفي وقتنا الحالي، فهذه التصرفات الشخصيه حجة على صاحبها ولا تمت الى الاسلام بصله. واما في مايتعلق في الاماء والعبيد فنقول ان الاسلام كان لابد له أن يتعايش مع الظروف الزمانية والمكانية انذاك. ولذا لم يكن ممكنا من الناحيه العمليه أن يحرم الاسلام الاماء والعبيد في تلك الظروف وانما شدد ورغب في العتق واوجب العتق للعبيد والاماء في احكام كثيره مثل كفاره شهر رمضان التي توجب عتق رقبه وكذلك باقي الكفارات لمخالفة العهد والنذر وغير ذلك والواضح أن كل مسلم لابد وانه ارتكب بعض الذنوب التي توجب كفارتها العتق وهذا دليل واضح على محاوله الاسلام عتق الاماء والعبيد ولو بالتدريج. وهذا الحل لايوجد في المسحيه واليهوديه اذ انه لا يوجد عندهم نص تشريعي يحرم وجود الاماء والعبيد ولم تقترح هذه الاديان حلولا كما في الاسلام علما ان النصارى واليهود كذلك مارسوا اتخاذ الاماء والعبيد وعبر مختلف العصور.

 3-يدعي الكاتب بالايه الكريمة {للفقراء والمساكين والعامبين عليها والمؤلفه قلوبهم} أن الاسلام لايدفع اموال الزكاة لغير المسلمين:

 الجواب:

الآيه هنا من ايات الاحكام المحكمة المعنى فالمؤلفه قلوبهم اصطلاحا في العصر النبوي الشريف هم قوم مسضعفين من غير المسلمين، يعطون الزكاة لاجل استمالتهم للاسلام واستمر هذا الحكم في العصور الاسلاميه الاولى. وهذا عموما مبحث فقهي لانريد الخوض فيه في هذه العجالة.

 ب- الزكاه كمعنى مطلق تجيز كذلك اعطاء الصدقة المستحبه للكافر بل حتى للحيوان كما في الحديث الشريف (أن لكل كبد حرى أجر).

 ج- الآيه الشريفة {لاينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من ديارهم أن تبروهم وتقسطوا اليهم} من اعظم مصاديق الانسانيه في الاسلام فالبر في الايه الكريمه يعني مطلق الاحسان ويشمل الصدقة وفعل الخير والاحسان لكل انسان شرط ان لايكون محاربا يرهب البلاد والعباد. وبالتالي تدحض كذلك حجة كامل النجار عند قوله أن الاسلام يحرم صداقة اليهود والنصارى.

 4- احتج د. كامل النجار أن الاسلام يدعو الى القتل والحرب واستشهد بآيه{قاتلوهم يعذبهم الله بايديكم} وهذا الاستنتاج بحد ذاته مضحك فأن الآيه الشريفه في بيان المشركين والكفار الذين يحاربون المسلمين وليس معناه ان الاسلام يدعو الى القتل والحرب... وقوله تعالى واضح {لاينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم عن ديارهم أن تبروهم وتقسطوا اليهم} دال دلاله واضحه ان الاسلام لايبادر بالقتال والحرب مالم يكون مجبرا على ذلك بل يفضل السلم اذا كان ممكنا كقوله تعالى(وان جنحوا للسلم فاجنح لها).

 5. احتج الكاتب أن الرسول (ص) فضل عائشة على باقي ازواجه:

 الجواب: نعم ورد هذا في بعض الكتب التاريخيه التي لااجماع بين المسلمين على صحتها فضلا عن توثيقها. وهذه من التدليسات في الأ حاديث التي ثبت ايضا ضعفها. اما منع الرسول (ص) صهره علي (ع) من الزواج ببنت اني جهل، فهذا غير مقبول منطقيا فضلا عن عدم عقلانيته اذ كيف يحرم رسول الله (ص)شيئا اباحه الله تعالى. وهي مره أخرى قضيه تأريخيه مختلف على صحتها ولايمكن الاستدلال بها. وبالنسبه الى زواج الرسول(ص) فان الرسول تزوج امراه واحده وهي خديجه بن خويلد (رض) لعده سنين وبعد وفاتها اقتضت المصلحة الاسلاميه التصاهر مع عده قبائل عربية ولايوجد حديث نبوي موثوق مجمع عليه يبين ان الرسول (ص) كان يفضل عائشه وهذا كما قلنا من تدليسات الامويين. وهذا ايضا يخالف القران الذي وصف رسوله بقوله وانك على خلق عظيم والخلق العظيم يتعالى على امثال هذه الامور التي لاقدر لها ولا اساس.

 

6- يستهزئ كامل النجار في زواج المتعه:

 اقول هذا غريب جداً من الباحث الموضوعي الذي يفترض ان يتادب باداب النقاش واحترام مشاعر الاخرين. فهذا زواج شرعي عند شريحه واسعه من المسلمين وهم الشيعه وحتى فقهاء السنه يجوزونه اذا اضطر الشخص ذلك. فزواج المتعه يمثل حلاً عمليا للمضطر والمسافر الذي يريد حلاً مؤقتاً ومثله مثل الزواج الدائمي وليس هو امتهاناً لكرامه المرأة، فان المرأة غير مجبوره على هذا الزواج ولها مطلق الحرية أن ترفض وتقبل،وهو حل منهجي موثق لأن الزواج بما يتضمنه من العقد والتفاهم بين الزوجين افضل من تحليل الغرب بتعدد الصديقات والخليلات بلاوازع. فهذه القوانين النرويجية تجوز ان يكون للزوج خليله اضافه الى زوجته. وهو حل يلزم الاب ان يرعى حرمه اولاده شرعا اذا حملت المراه منه وليس مثل اتخاذ المومسات.وعموما فقدكتب الكثير عن هذا الزواج فلا نطيل والقضيه فقهيه بحته في احكامها وشروطها.

 6-اما قضيه بني قنيقاع وامر الرسول بحرق وقطع نخيل بني القنيقاع كما احتج النجاربكونه يمثل ارهابا

 فهو ان ثبت فعلاً، فلا يدل الا على المعامله بالمثل لليهود الذين كانوا يتعرضون للمسلمين بالقتل ويبيحون دماؤهم واموالهم،وحاول الرسول(ص) لعدة مرات اللجوء الى حل سلمي معهم الا انهم ازدادوا عتوا وظلما.لذافهذا حل مع ارهابيين في ذلك الوقت وعاملهم الرسول (ص) بما فيه ردع شرهم وتخويفهم من ارهاب البلاد والعباد. والقضيه مع ذلك قابله للنقاش واثباتها تأريخياً مشكل جداً ومره أخرى فان القضيه التأريخية التي لايمكن اثباتها بنحو التواتر والاجماع المؤدي الى اليقين لايمكن الاستدلال العلمي بها.

 واختم الحديث مستشهدا بقول الشاعر:

 يامن تدعي في العلم فلسفة عرفت شيئا وغابت عنك اشياء

 

المقاله الثانية

في جدل عقيم يدور في حلقة مفرعة يخرج مره اخرى د. كامل النجار لنا بمقال يتضمن رده على المقال السابق. والرد عليه كالاتي مستشهدا بالنقاط التي اثارها:

 1. يستدل الكاتب من الآ يه الكريمه {افلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيرا}سورة النساء - آية 82 أن الله تعالى يطلب منا أن نتدبرالقرآن لنرى إن كان فيه اختلاف كثير ام لا.

الجواب: ان تفسيره هذا للايه الكريمه سطحي ولااساس له فالمراد من الآيه (كما في تفسير الميزان)هو ترغيبهم أن يتدبروا في الآيات القرآنية ويراجعوا في كل حكم نازل وحكمة مبينة وقصة وعظة وغير ذلك جميع الآيات المرتبطة به مما نزلت مكيتها ومدينتها ومحكمها ومتشابهها ويضموا البعض إلى البعض حتى يظهر لهم أنه لا اختلاف بينها. فالآيات يصدق قديمها حديثها ويشهد بعضها على بعض من غير أن يكون بينها أي اختلاف مفروض, لا اختلاف التناقض بأن ينفي بعضها بعضا ويتدافعا ولا اختلاف التفاوت بأن يتفاوت الآيتان من حيث تشابه البيان ومتانة المعاني والمقاصد بكون البعض أحكم بيانا وأشد ركنا من بعض. فارتفاع هذه الاختلافات من القرآن يهديهم إلى أنه كتاب منزل من الله وليس من عند غيره إذ لو كان من عند غيره لم يسلم من كثرة الاختلاف وذلك أن غيره تعالى من هذه الموجودات الكونية ولا سيما الإنسان الذي يرتاب أهل الريب أنه من كلامه كلها موضوعة بحسب الكينونة الوجودية وطبيعة الكون على التحرك والتغير والتكامل فما من واحد منها إلا أن امتداد زمان وجوده مختلف الأطراف متفاوت الحالات(راجع ايضا تفسير الميزان وتفسير الفخر الرازي ففيه نكات متقنة حول الموضوع). ان الانسان في تطور فكري مع الزمن فما من إنسان إلا وهو يرى كل يوم أنه أعقل من أمس وأن ما ينشئه من عمل وصنعة وما أشبه ذلك ويدبره من رأي ونظر ونحوهما أخيرا أحكم وأمتن مما أتى به أولا. حتى العمل الواحد الذي فيه شيء من الامتداد الوجودي كالكتاب يكتبه الكاتب والشعر يقوله الشاعر والخطبة يخطبها الخطيب وهكذا يوجد عند الإمعان آخره خيرا من أوله وبعضه أفضل من بعض. فالواحد من الإنسان لا يسلم في نفسه وما يأتي به من العمل من الاختلاف، وليس هو بالواحد والاثنين من التفاوت والتناقض بل الاختلاف الكثير، وهذا ناموس كلي جار في الإنسان وما دونه من الكائنات الواقعة تحت سيطرة التحول والتكامل العامين لا ترى واحدا من هذه الموجودات يبقى آنين متواليين على حال واحد بل لا يزال يختلف ذاته وأحواله..

و من هنا يظهر وجه التقييد بالكثير في قوله: «اختلافا كثيرا» فالوصف وصف توضيحي لا احترازي، والمعنى: لو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا وكان ذلك الاختلاف كثيرا على حد الاختلاف الكثير الذي في كل ما هو من عند غير الله، وليس المعنى أن المرفوع من القرآن هو الاختلاف الكثير دون اليسير. وبالجملة لا يلبث المتدبرون أن يشاهد أن القرآن كتاب يداخل جميع الشئون المرتبطة بالإنسانية من معارف المبدأ والمعاد والخلق والإيجاد، ثم الفضائل العامة الإنسانية، ثم القوانين الاجتماعية والفردية الحاكمة في النوع حكومة لا يشذ منها دقيق ولا جليل، ثم القصص والعبر والمواعظ ببيان دعا إلى مثلها أهل الدنيا، وبآيات نازلة نجوما في مدة تعدل ثلاثا وعشرين سنة على اختلاف الأحوال من ليل ونهار، ومن حضر وسفر، ومن حرب وسلم، ومن ضراء وسراء، ومن شدة ورخاء، فلم يختلف حاله في بلاغته الخارقة المعجزة، ولا في معارفه العالية وحكمه السامية، ولا في قوانينه الاجتماعية والفردية، بل ينعطف آخره إلى ما قر عليه أوله، وترجع تفاصيله وفروعه إلى ما ثبت فيه أعراقه وأصوله، يعود تفاصيل شرائعه وحكمه بالتحليل إلى حاق التوحيد الخالص، وينقلب توحيده الخالص بالتركيب إلى أعيان ما أفاده من التفاصيل، هذا شأن القرآن.. والإنسان المتدبر فيه هذا التدبر يقضي بشعوره الحي، وقضائه الجبلي أن المتكلم بهذا الكلام ليس ممن يحكم فيه مرور الأيام والتحول والتكامل العاملان في الأكوان بل هو الله الواحد القهار. وقد تبين من الآية أولا: أن القرآن مما يناله الفهم العادي..

و ثانيا: أن الآيات القرآنية يفسر بعضها بعضا..

و ثالثا: أن القرآن كتاب لا يقبل نسخا ولا إبطالا ولا تكميلا ولا تهذيبا، ولا أي حاكم يحكم عليه أبدا، وذلك أن ما يقبل شيئا منها لا مناص من كونه يقبل نوعا من التحول والتغير بالضرورة، وإذ كان القرآن لا يقبل الاختلاف فليس يقبل التحول والتغير فليس يقبل نسخا ولا إبطالا ولا غير ذلك، ولازم ذلك أن الشريعة الإسلامية مستمرة إلى يوم القيامة.. (تفسير الميزان)

وهنا نلاحظ انه كلما فسر كامل النجار آيه كريمه من القران كلما زاد مأزقه وتبينت ضحالة فكرته.

 2. ثم يؤكد كامل النجار أن القرآن يحتوي على آيات متناقضه ! فهذا بزعمه ليس استهزاءاً بالقرآن !

 اقول إن هذا هو الاستهزاء الاكبر بالقرآن فإن القرآن مادام يحتوي على آيات متناقضه، فإنه يفقد مشروعيته ككتاب تشريعي لأن التناقض يعني سقوط الحجة ! وبالتالي تزول قيمته.

أن القرآن الكريم هو كتاب الهي يحتوي على العديد من الآيات المحكمه والمتشابه وهي منسوجه نسجاً ومرتبطة ككتله واحده فلا يمكننا منطقياً أن نرى جزءاً من الصوره من دون رؤيه اجزاء الصور مجتمعه كما وضحنا انفا وفي هذا يقول تعالى (وما كان هذا القران ان يفترى من دون الله ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين) سورة يونس –ايه 37.

 3ـ واما بالنسبه الى اكتفاء الأنسان بآيه دون أخرى كما يدعي الكاتب أن الرسول (ص) كلما نزلت آيه فسرها للمسلمين. فالجواب أن تفسير الرسول (ص) للآيه في وقت نزولها هولاجل ان بعض الآيات كانت بيان لحادثه حدثت للمسلمين، وليس معناه الاكتفاء بهذه الآيه من دون مجموع القرآن.

فالله تعالى يؤكد {افلا يتدبرون القرآن} والقرآن هنا ليس معناه آيه واحده واثنتين انما يعني كل ما يحتوي القرآن بين الدفتين. أي أن الله تعا لى يريد هنا التدبر في كل القرآن والا لكان الخطاب افلا يتدبرون الآيه وماشاكل ذلك، يعني التدبرفي كل القرآن وليس بعضه. وبالتالي يدحض رآي كامل النجار أن كل آيه يمكن أن تقف منفرده وتقبل التفسير..

مره آخرى يؤكد النجار منهجه التأريخي، ونكررهنا نفس الشيء: ان المنهج التأريخي لايمكن اعتماده في استدلال وحجة، مالم يوافق القرآن والسنه ويؤدي الى اليقين. لأن الاحداث التاريخيه المذكوره في الكتب متناقضه مع بعضها وهو يعترف أن التاريخ كتب من قبل المنتصر لا المهزوم، وهو اعتراف ضمني منه بسقوط الاستدلال بالتاريخ بالمنهج الذي ارتآه..

 4ـ يدعي النجار أن قتل الشرف غالبيته سببه الاسلام. وهذا باطل من اساسه كما اوضحنا في مقالنا السابق إذ ان الاسلام يحرم قتل الشرف، واما ما يفعله المسلمون فهو كما ذكرنا في مقالنا لاعلاقة له بالاسلام. ثم يقول لا نرى أن الهنود الهندوس يقتلون بناتهم من أجل الشرف،والجواب هو من اين لك اثبات ذلك؟ فقتل الشرف لايعرف اعتناق دين ومذهب وانما هو تصرف شخصي مبني اما على العادات والتقاليد والمجتمع والظروف الزمانيه والمكانيه. فهناك مثلا حالات سجلت لقتل الشرف وكان اشخاصها شيوعيون ملحدون!

 5ـ يربط الكاتب بين فعل المسلمين وبين احكام الاسلام، وهذا لعمري المنطق الاعوج فمتى كان فعل المسلمين حجة على الاسلام ؟الاسلام برئ من كل من يخالف تعاليمه الوارده في القران والسنه النبويه واهل البيت. واذا كان احد الالمان مثلا قد فعل القبيح وازهق الارواح فلا يدل ان هذا هو ما يامر به القانون الالماني وانما هو تصرف شخصي له ويعاقب عليه.

قال تعالى في هذا الصدد:(واطيعوا الله واطيعوا الرسول واحذروا فان توليتم فاعلموا انما على رسولنا البلاغ المبين) سورة المائدة – آية 92..

 6ـ يدور كامل النجار مره أخرى في حلقه مفرغه ويسال لماذا لم يحرم الاسلام الرق ؟ وقد اسلفنا أن هذا لم يمكن عملياً طبقاً للظروف السائده في تلك العصور فاي تشريع في هذه القضيه يجب أن يكون مرتبطا بقانون دولي يحتم على جميع الامم تحريم الرق، فالقضيه لايمكن ربطها بالخمر والربا وهي احكام عائده للشخص ذاته وليس لها بعد دولي.والعبيد والأماء كانت مسأله دوليه تحتاج الى حلول جذريه بالتفاهم مع جميع الدول ولم يكن هذا ممكناً في تلك العصور اذ لم يكن عندهم امم متحده وهيئه عالميه يرجعون اليها. وبالتالي فالاسلام لم يشجع على اقتناء العبيد إلا لعتقهم وتحريرهم، والا لماذا اوجب العتق في كثير من احكام الشريعه الاسلاميه التي غالبا مايبتلي بها المسلم كالكفارات. اما افعال بعض المسلمين وحكامهم الباطله المناقضه للقران والتي يستشهد بها في مقالاته فهي لاعلاقه لها بتاتا بالاسلام.

 7ـ المؤلفه قلوبهم حسب المشهور من فقهاء المسلمين هم قوم من غير المسلمين. واما ما ذكر من حديث سعيد بن جير {لاتتصدقوا الا على اهل دينكم} فهذا مردود اساساً لانه يخالف القرآن في قوله تعالى:(لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (8) إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (9)) سورة الممتحنة. فكم هنالك من الاحاديث الضعيفة في سندها والميزان هو عرض الحديث على القران فان وافقه وكان سنده قويا قبل والا فلا وهذا امر فقهي يحتاج الى دراسه فقهيه مستقله فالمشهور من المذاهب السنيه الاربعه والمذهب الشيعي الامامي جوازاعطاء الصدقة المستحبه الى الكافرالذي لايحارب المسلمين، وهذه مراجع الدين فاسإلهم. وايضا فالقرآن الكريم يتحدث بشكل مجمل والتفصيل موكول الى السنه.

 6ـ اما استشهاد كامل النجار بالايات الكريمه (يا ايها النبي حرض المؤمنين على القرآن)و {ومالكم لاتقاتلون في سبيل الله} فهي كما ذكرنا آيات تدعو المؤمنين الى القتال حفاظاً على انفسهم ودفعا لعدوهم. فالقتال المأمور به انما هو جهاد دفاعي لدفع الخطر والخوف وكذلك جهاد هجومي اذا اقتضى الدفاع الهجوم.

8ـمرة اخرى يثير كامل النجار قضيه بني قنيقاع ولماذا امرالرسول بحرق وقطع نخيل بني القنيقاع.

نقول اضافة الى ما ذكر في المقالة الاولى (النقطة السادسة) ومن يثبت أن اليهود لم يحرقوا نخيل المسلمين ؟ فالقضيه غامضه ورواياتها تتناقض في كتب التاريخ. فالمنهج التأريخي الذي يستدل به د. كامل النجار باطل علمياً لأن في التاريخ الاسلامي بالخصوص اقوال متناقضه ولا يوجد تواتر بينها فتسقط من الحجية والطريف بكامل النجار هواستشهاده هنا بابن تيمية الذي اتفق اغلب المسلمون على ابتداعه واقواله المتناقضه ويمكنكم مطالعة كتاب الوافي بالوفيات في هذا الشان.

 9ـ المرأة اطلاقاً ليست مجبره على زواج المتعه حتى لو كان ذلك الفقركما يدعي النجار. فما فرق هذا الزواج عن الزواج الدائمي ؟ فزواج المتعه هو زواج مؤقت لفتره محدده واذا كانت المرأة مجبره على الزواج نتيجة الفقر كما يزعم كامل النجار فالاولى ان تختار الزواج الدائمي لانه سوف يكفل لها مورد رزق ثابت بزعمه..

 10ـ اتهمني د.كامل النجار بالجهل:اقول هذا غريب جدا فانه يفترض بالباحث الموضوعي ان يكون مؤدبا باداب الحوار والنقاش والخلق الحسن ولكن هيهات فكل اناء بالذي فيه ينضح.

 وبالتالي نستنتج ان د.كامل النجار قد وقع في تناقضات ابرزها:

.التاريخ الاسلامي كما يدعي النجار يكتبه المنتصر.مع ذلك يستدل بالاحداث التاريخيه ويبني عليها استنتاجه وهنا نتساءل هل هذا هو المنهج العلمي السليم؟ فمادام التاريخ لايكتبه الضعيف والمهزوم فلا يمكن الاستدلال به لانه والحال هذا فقد شرط المصداقيه حتى يحتج به واما قوله ان الحوادث التاريخيه لايمكن اثباتها بالتواتر فهذا غريب اذ ان التواتر معناه هنا اتفاق اشخاص لانحتمل كذبهم على نقل حادثه تاريخيه عبر مختلف العصور وهو منهج تطبيقي في ابحاث التاريخ. اذ اننا لانصدق حادثه تاريخيه ما اذا رواها شخص لانثق بصدق رواياته..

 ب. يكتفي الكاتب بآيه قرآنيه ويبني على اساسهااستنتاجه وقد بينا خطا هذا الطريق.قال الله سبحانه وتعالى: (افتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم الا خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون الى اشد العذاب) سورة البقرة – آية 85. فان القران اصلا يفسر بعضه بعضا. قال الله سبحانه وتعالى (وما كان هذا القران ان يفترى من دون الله ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين) سورة يونس – آية 37.

فالقران لايعني آيه واحده تاخذمنها ماتريد وانما يشمل كل الايات التي تؤلف القران.والخاص والعام والمحكم والمتشابه.و مالم نرجع الى ماوضحه وفسره الرسول ص واهل بيته (ع) وهم الطريق الصحيح لفهم القران فانه لايمكننا ان نفسر القران على اهوائنا. قال تعالى (ولو اتبع الحق اهواءهم لفسدت السماوات والارض ومن فيهن بل اتيناهم بذكرهم فهم عن ذكرهم معرضون) سورة المؤمنون - آية 71

 

 المقالة الثالثة: دخول احد الكتاب في المناظرة

 في مقاله خاطفه كتب الخميسي (الصابئي) معلقا على ردودي على د.كامل النجار. هذه المقالة تنقض اقوال الخميسي مع ذكر شبهاته:

 1. ادعى الخميسي ان بيت المال يشكل عنصر ضغط قوي على المسلمين حيث لايتم مساعدتهم الابعد ان يتخلوا عن دينهم.

 الجواب:هذا الادعاء مضحك ولااساس له لان بيت المال مخصص لمساعدة افراد المجتمع الاسلامي بمن فيهم اليهود والمسيحيين والصابئه الذين عقدوا الاتفاقيات (المعاهدين) مع المسلمين. والتاريخ يروي لنا مثلا الحادثه المتواتره المشهوره ان خليفة المسلمين علي بن ابي طالب (ع) امر باعطاء راتب من بيت المال لاحد المسيحيين.

واما الزكاة الواجبة فنحن قلنا ان المؤلفة قلوبهم هم من غير المسلمين يعطون الزكاة لاجل استمالتهم للاسلام وليس لاجبارهم على ترك دينهم فان الاجبار على ترك الدين محرم في الاسلام كقوله تعالى(لااكراه في الدين) سورة البقره: 256. واضيف اكثر بان الاسلام قد شرع ايضا اعطاء اللجوء للكافر المشرك كقوله تعالى (وان احد من المشركين استجارك فاجره حتى يسمع كلام الله ثم ابلغه مامنه) سورة التوبة:6 وان الاسلام كذلك اجاز الاحسان والبر والخير لكل من لايحارب المسلمين كقوله تعالى (لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (8) إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (9): الممتحنه.

ويضا فالاحاديث النبويه الشريفة تشير الى الرفق بالحيوان والصدقه على الحيوانات واغاثة الملهوف حتى الحيوان.

 2. استشهد الخميسي بامر(اضربوهن) في القران وانه قسوة ضد المراة.

 الجواب: ان هذه حاله اخرى لاعلاقه لها بالقسوة وتمثل معالجة الاسلام للمشاكل الاسريه المعقده احيانا وذلك حين يبدر تصرف من قبل الزوجه يكون سببا لانهيار الاسره ومن ثم الانهيار الاسري والاخلاقي في المجتمع ككل كما هو الحاصل في المجتمع الغربي. ولتفسيرنا للايه الكريمه نقول: قوله تعالى: «و اللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن» النساء 34 والمراد بخوف النشوز ظهور آياته وعلائمه، ولعل التفريع على خوف النشوز دون نفسه لمراعاة حال العظة من بين العلاجات الثلاث المذكورة فإن الوعظ كما أن له محلا مع تحقق العصيان كذلك له محل مع بدو آثار العصيان وعلائمه. والأمور الثلاثة أعني ما يدل عليه قوله: «فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن» وإن ذكرت معا وعطف بعضها على بعض بالواو فهي أمور مترتبة تدريجية: فالموعظة، فإن لم تنجح فالهجرة، فإن لم تنفع فالضرب، ويدل على كون المراد بها التدرج فيها بحسب الترتيب المأخوذ في الكلام، فالترتيب مفهوم من السياق (راجع تفسير الرازي وابن كثير من اهل السنة والجماعة وتفسير الميزان للطباطبائي من الشيعة الامامية).

والضرب هنا لايعني الضرب المتعارف فان كل ضرب للزوجه والاولاد يؤدي الى الالم واحمرار الجلد محرم في الاسلام وعلى الضارب تعويض مالي للمضروب (الدية). ولذلك يكون الضرب ببعود السواك الملفوف بالقماش (راجع جواهر الكلام للشيخ اية الله محمد حسن النجفي الجواهري) وماشابه وذلك لاظهار الامتعاض والاسى من تصرف سئ وغير مقبول من الزوجه قد يكون سببا لانهيار الاسره. طبعا هذا بعد استنفاد جميع الحلول الممكنه ولم يمكن الطلاق. فالاسلام وان تشدد بالنظريه الا انه تسامح بالتطبيق. وهنا يتبين مقدار رحمة الاسلام بالاسره: قارن هذا التشريع مع ما موجود عند اليهود والمسيحيين والصابئه! اما ما موجود في الغرب فانه وان اعطى الحريه المطلقه للمراه الا انه ساهم في القضاء على الاسره وضياعها وتفشي اللااخلاق والنتيجه الانتحاربمئات الالاف سنويا والايدز (بالملايين!) والاجهاضات التي وصلت ارقاما فلكيه وستكون سببا لانهيار الغرب كما برهن ذلك الفيلسوف الالماني شبنغلر والفيلسوف الفرنسي روجيه غاردي وغيرهم. طبعا هنالك اسباب اخرى وراء التشريعات الالهيه وان بدات الابحاث العلميه تكشف لنا تدريجيا مدى حكمة الله تعالى في تشريعاته.... وان كان غير ممكن في هذه العجاله التطرق التفصيلي لها.

طبعا لايمكننا هنا الربط بين تصرفات المسلمين واحكام الاسلام. وللاسف فان تصرفات اغلب المسلمين لاتمت الى الاسلام بصله وانما تحكمها العادات والتقاليد والظروف.

كلمة اخيره جعلت نفسك ياصاحب حكما في هذا النزال ونحن نقول: من جعلك حكما؟ (اتامرون الناس بالبر وتنسون انفسكم وانتم تتلون الكتاب افلا تعقلون).

 

 المقالة الرابعة

 مرة اخرى يخرج الينا الكاتب د.كامل النجار في مقاله غاضبه ردا على المقالات السابقة محاولا مرة اخرى تاويل آيات القرآن الكريم بشكل ساذج يفتقد لابسط قواعد البلاغه وعلوم العربيه.فالقران الكريم بحر عظيم لايستنزف وان تفسيره وتاويله عمليه معقده جدا وليس كل من هب ودب يدس انفه في تفسيره ولذلك حرم التفسير بالراي. وتفسيري هنا للآيات الكريمه مؤسس على اقوال اهم المفسرين المجتهدين مع استخدام ادوات علم الاصول والمنطق والبلاغه عند الحاجه اليها. وحيث ان كامل النجار يهدف بكتاباته هدم الاسلام والدين (سواءا علم بذلك ام لم يعلم) ارى نفسي مضطرا ان اقتحم مجال تفسير القران ومرة اخرى سنجعل هنا حججه وآراءه مثل رماد اشتدت به الريح في يوم عاصف.

 1. يستدل النجار بالآيه الكريمه(ما ننسخ من آية وننسها نأت بخير منها ومثلها ألم تعلم أن الله على كل شئ قدير.") (البقرة 106)ان القران نفسه يقول أن بعض الآيات خيرٌ من بعض (بالمعنى المتعارف)،و أن وهناك اختلاف في الأحكام، وإلا لما احتاج الله أن ينسخ بعض الآيات ويأتي بخير منها.

 الجواب: اقول وهذا تفسير سطحي وغير صحيح: فقوله تعالى: ما ننسخ، النسخ هو الإزالة، يقال: نسخت الشمس الظل إذا أزالته وذهبت به، من قولهم: نسخت الكتاب إذا نقل من نسخة إلى أخرى فكأن الكتاب أذهب به وأبدل مكانه ولذلك بدل لفظ النسخ من التبديل في قوله تعالى: «و إذا بدلنا آية مكان آية والله أعلم بما ينزل قالوا إنما أنت مفتر بل أكثرهم لا يعلمون»: النحل - 101، وكيف كان فالنسخ لا يوجب زوال نفس الآية من الوجود وبطلان تحققها بل الحكم حيث علق بالوصف وهو الآية والعلامة مع ما يلحق بها من التعليل في الآية بقوله تعالى: أ لم تعلم، إلخ أفاد ذلك أن المراد بالنسخ هو إذهاب أثر الآية من حيث إنها آية (تفسير الميزان)، أعني إذهاب كون الشيء آية وعلامة مع حفظ أصله فبالنسخ يزول أثره من تكليف وغيره مع بقاء أصله وهذا هو المستفاد من اقتران قوله: ننسها بقوله: ما ننسخ، والإنساء إفعال من النسيان وهو الإذهاب عن العلم كما أن النسخ هو الإذهاب عن العين فيكون المعنى ما نذهب بآية عن العين وعن العلم نأت بخير منها ومثلها. ثم إن كون الشيء آية يختلف باختلاف الأشياء والحيثيات والجهات، فالبعض من القرآن آية لله سبحانه باعتبار عجز البشر عن إتيان مثله، والأحكام والتكاليف الإلهية آيات له تعالى باعتبار حصول التقوى والقرب بها منه تعالى، والموجودات العينية آيات له تعالى باعتبار كشفها بوجودها عن وجود صانعها وبخصوصيات وجودها عن خصوصيات صفاته وأسمائه سبحانه، وأنبياء الله وأولياؤه تعالى آيات له تعالى باعتبار دعوتهم إليه بالقول والفعل وهكذا، ولذلك كانت الآية تقبل الشدة والضعف قال الله تعالى: «لقد رأى من آيات ربه الكبرى»: النجم - 18. فأن الناسخ ينافي المنسوخ بحسب صورته وإنما يرتفع التناقض بينهما من جهة اشتمال كليهما على المصلحة المشتركة فإذا توفي نبي وبعث نبي آخر وهما آيتان من آيات الله تعالى أحدهما ناسخ للآخر كان ذلك جريانا على ما يقتضيه ناموس الطبيعة من الحياة والموت والرزق والأجل وما يقتضيه اختلاف مصالح العباد بحسب اختلاف الأعصار وتكامل الأفراد من الإنسان، وإذا نسخ حكم ديني بحكم ديني كان الجميع مشتملا على مصلحة الدين وكل من الحكمين أطبق على مصلحة الوقت.

وبالتالي نستنتج ان آيات الله تعالى وحده واحده لاتتجزا وان ادعاء النجار أن بعض الآيات خيرٌ (مطلقا كما يتبادر الى الذهن) من بعض هو ادعاء باطل.

 2. يقول كامل النجار(فما كان يجب التعميم هنا كقوله " ما من إنسان " إذ ليس كل إنسان يجد نفسه أعقل من أمس، فهناك أعداد هائلة من البشر الذين تقدم بهم العمر يجدون أن ذاكرتهم وقوة تركيزهم وفهمهم للأشياء قد تدهور نتيجة تلف خلايا الدماغ. وهذا شئ طبيعي يصيب نسبة عالية من كبار السن. وكلما كبر الإنسان كلما قل عدد خلايا الدماغ، وقد يصبح بعضهم كالطفل في تفكيره وفهمه للأشياء. ويقول القرآن: " وخلقنا الإنسان في أحسن تقويم ثم رددناه أسفل سافلين " وقال فقهاء التفسير إن الله قصد الكبر الذي يجعل الإنسان كالطفل)

 الجواب: ان كلمة ما من انسان لاتفيد التعميم المطلق الموجب لليقين (ولو ان القضيه فيها خلاف بين النحو واللغه), والمؤكد اننا عندما نضيف التعريف للانسان يصبح عندنا الاستغراق لجميع الافراد. والمضحك في دعوى النجار هو انه ربط بين عدد خلايا الدماغ والعقل: فهذا الادعاء باطل فيسيولوجيا فالتفكير عمليه فيسيولوجيه معقدة جدا لم تكتشف اسرارها لحد الان ولاربط بينها وبين عدد الخلايا. وهو يناقض نفسه بقوله (قد يصبح بعضهم كالطفل في تفكيره وفهمه للأشياء) والجواب ان هذاالبعض وليس الكل يصبح كذلك لطروء حاله مرضيه ولشيخوخة خلايا الجسد عدا خلايا الدماغ. ولايوجد بحث طبي مبرهن ان خلايا الدماغ تشيخ من تلقاء نفسها.

 3. ثم يقول كامل النجار((خلقنا الإنسان في أحسن تقويم ثم رددناه أسفل سافلين) وقال فقهاء التفسير إن الله قصد الكبر الذي يجعل الإنسان كالطفل!).

 ونجيبه: وهل هناك فقهاء للتفسير ؟ فالفقه شئ والتفسير شئ اخر ولايوجد عندنا فقهاء التفسير بل عندنا فقهاء ومفسرون. والتفسيرالمذكور للآيه ايضا غير صحيح فقوله تعالى: «لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم» جواب للقسم والمراد بكون خلقه في أحسن تقويم اشتمال التقويم عليه في جميع شئونه وجهات وجوده، والتقويم جعل الشيء ذا قوام وقوام الشيء ما يقوم به ويثبت فالإنسان والمراد به الجنس ذو أحسن قوام بحسب الخلقة. ومعنى كونه ذا أحسن قوام بحسب الخلقة على ما يستفاد من قوله بعد: «ثم رددناه أسفل سافلين إلا الذين» إلخ صلوحه بحسب الخلقة للعروج إلى الرفيع الأعلى والفوز بحياة خالدة عند ربه سعيدة لا شقوة معها، وذلك بما جهزه الله به من العلم النافع ومكنه منه من العمل الصالح قال تعالى: «و نفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها»: الشمس: 8 فإذا آمن بما علم وزاول صالح العمل رفعه الله إليه كما قال: «إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه»: فاطر: 10، وقال: «و لكن يناله التقوى منكم»: الحج: 37. وقال: «يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات»: المجادلة: 11 وقال: «فأولئك لهم الدرجات العلى»: طه: 75 إلى غير ذلك من الآيات الدالة على ارتفاع مقام الإنسان وارتقائه بالإيمان والعمل الصالح عطاء من الله غير مجذوذ، وقد سماه تعالى أجرا كما يشير إليه قوله الآتي: «فلهم أجر غير ممنون». قوله تعالى: «ثم رددناه أسفل سافلين» ظاهر الرد أن يكون بمعناه المعروف فأسفل منصوب بنزع الخافض، والمراد بأسفل سافلين مقام منحط هو أسفل من سفل من أهل الشقوة والخسران والمعنى ثم رددنا الإنسان إلى أسفل من سفل من أهل العذاب. فالله تعالى لايرد المؤمن الصالح الى اسفل سافلين والخطاب القراني واضح: يستثنى منهم «إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات» من الاستثناء الظاهر في المتصل (تفسير الميزان).

 4. يقول كامل النجار:(ثم يتفوق د. أسامة على القرآن نفسه فيقول: " وثالثا: أن القرآن كتاب لا يقبل نسخا ولا إبطالا ولا تكميلا ولا تهذيبا، ولا أي حاكم يحكم عليه أبدا، وذلك أن ما يقبل شيئا منها لا مناص من كونه يقبل نوعا من التحول والتغير بالضرورة، وإذ كان القرآن لا يقبل الاختلاف فليس يقبل التحول والتغير فليس يقبل نسخا ولا إبطالا ولا غير ذلك، ولازم ذلك أن الشريعة الإسلامية مستمرة إلى يوم القيامة..ألم يقل القرآن نفسه " ما ننسخ من آية وننسها نأتي بأحسن منها ومثلها "؟ ألم يقل القرآن: " وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته فينسخ الله ما ألقى الشيطان ثم يحكم الله آياته " (الحج 52). وكان هذا بمناسبة الآيات الشيطانية التي نطق بها النبي فنسخها الله).

 الجواب: هذا منطق اعوج وذلك لان القرآن يعني كل القرآن بين الدفتين وانه لايقبل نسخا من احد. فبعد اكمال تنزيل القران لاياتي مثلا احد الناس مهما كانت مرتبته ومقامه عند الله تعالى ويقول ان الحادثه الفلانيه يجب ان تنسخ الايه. ثم يؤكد لنا النجاراستهزاءه بكلمات الله بقوله:(الآيات الشيطانية التي نطق بها النبي فنسخها الله!) فهل هنالك والعياذ بالله آيات شيطانيه؟ واذا قصد الكاتب من بعض الروايات الساقطه الضعيفه فهذا ايضا باطل لكونه يناقض القران الكريم الذي وصف النبي (ص) وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (4) النجم 3 و4. والمراد بالهوى هوى النفس المحكوم من الشيطان ورأيها وقوله تعالى:(وانك لعلى خلق عظيم) فكيف ينطق بالايات الشيطانيه؟ نعم ورد مثل ذلك في كتب الصحاح السنية وهذا باطل لمخالفته القران والسنه والاجماع والعقل بل ان نفس علماء السنة استنكروامثل هذه الاحاديث الضعيفة سندا المتهافته متنا، في تفصيل ليس محله الان.

 5. يقول كامل النجار: (ويستمر د. أسامة في تحليله الرائع فيقول: " فالله تعالى يؤكد {افلا يتدبرون القرآن} والقرآن هنا ليس معناه آيه واحده واثنتين انما يعني كل ما يحتوي القرآن بين الدفتين. أي أن الله تعا لى يريد هنا التدبر في كل القرآن والا لكان الخطاب افلا يتدبرون الآيه وماشاكل ذلك، يعني التدبرفي كل القرآن وليس بعضه. وبالتالي يدحض رآي كامل النجار أن كل آيه يمكن أن تقف منفرده وتقبل التفسير.."

ولو قرأ د. أسامة سورة " ص" لوجد الآية 29 تقول: " كتابٌ أنزلناه إليك مباركٌ ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب ". وسورة " ص" نزلت بمكة قبل أن يكتمل من القرآن حتى نصفه، فكل السور الطويلة (السبع المثاني) نزلت بالمدينة. ولكن رغم ذلك قال القرآن " ليتدبروا آياته " وهذا يعني أننا يمكن أن نتدبر الآيات منفصلة، ولم يكن من الواجب علي المسلمين أن ينتظروا حتى يتم تنزيل القرآن كله قبل أن يتدبروا آياته. وقوله " ليدبروا آياته " يعني تدبر الآيات الاثنين والعشرة، فكل ما زاد عن آية واحدة فهو آيات.)

 الجواب: ان الآيه الكريمه (كتابٌ أنزلناه إليك مباركٌ ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب) والتي نزلت قبل أن يكتمل من القرآن حتى نصفه, تعني (والله العالم) القران كله الذي نزله الله على صدر النبي (ص) في ليلة القدر وهو خاص بالنبي دون المؤمنين كما في قوله تعالى في سورة القدر(إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْر).ِفقوله تعالى: «إنا أنزلناه في ليلة القدر» ضمير «أنزلناه» للقرآن وظاهره جملة الكتاب العزيز لا بعض آياته ويؤيده التعبير بالإنزال الظاهر في اعتبار الدفعة دون التنزيل الظاهر في التدريج. وفي معنى الآية قوله تعالى: «و الكتاب المبين إنا أنزلناه في ليلة مباركة»: الدخان: 3 وظاهره الإقسام بجملة الكتاب المبين ثم الإخبار عن إنزال ما أقسم به جملة. فمدلول الآيات أن للقرآن نزولا جمليا على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) غير نزوله التدريجي الذي تم في مدة ثلاث وعشرين سنة كما يشير إليه قوله: «و قرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا»: إسراء: 106 وقوله: «و قال الذين كفروا لو لا نزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا»: الفرقان: 32.

اي ان الله تعالى اراد من المؤمنين تنبيههم ان القرآن الذي نزل تدريجيا هو ليس القران كله وانما بعضه وعليهم التدبر في كل القران حينما يكمل نزوله التدريجي وان القران الكامل موجود فعليا وهو منزل على قلب الرسول (ص) والحكمه تقتضي طاعة الرسول في ما يبلغه بامرالله تعالى بالتدريج. فالقران لم يكن مخصصا لمرحلة الرسول فقط وانما لكل الازمنه.. فقول الله سبحانه وتعالى: (افتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم الا خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون الى اشد العذاب) سورة البقرة – آية 85 هو خطاب موجه الى الناس في كل زمان ومكان ان يؤمنوا ويصدقوا وياخذوا بالكتاب كله وليس بعض اياته.

 6. يقول كامل النجار: (وقتل الشرف لا يحدث إلا في البلاد الإسلامية، وإذا كان هذا لا علاقة له بالإسلام، فهل يستطيع د. أسامة أن يبين لنا لماذا انحصر هذا النوع من القتل في البلاد الإسلامية ؟ وسؤاله: " من أين لك هذا " سؤال في غير محله، إذ أن كل مطلعٍ على الأخبار يقرأ أن الهنود قتلوا امرأة لم توفِ بدفع مهرها لأهل العريس كما تقتضي العادات عندهم، ولم نسمع أن امرأة هندية هندوسية قُتلت دفاعاً عن الشرف. ويدعي د. أسامة أن قتل الشرف يرجع للعادات والتقاليد وليس للإسلام، وقد نسى، ولم يعلم د. أسامة أن الرسول قال: " الإسلام يُجبُّ ما قبله " وهذا يعني أن كل العادات والتقاليد التي عرفها العرب قبل الإسلام ألغاها الإسلام وكل ما فعله العرب بعد ذلك كان نابعاً من الإسلام)

 الجواب: ان قوله:(قتل الشرف لا يحدث إلا في البلاد الإسلامية) هو ادعاء باطل ففي السويد مثلا سجلت حالات قتل الشرف من قبل عوائل مسلمه غير متدينه ومسيحيه وصابئيه (متحرره) عاشت ردحا من الزمان في السويد ! ونقول مرة اخرى ان الاسلام يحرم قتل الشرف، واما ما يفعله المسلمون فهو كما ذكرنا في مقالنا لاعلاقة له بالاسلام. ثم يقول: (اولم يعلم د. أسامة أن الرسول قال: " الإسلام يُجبُّ ما قبله " وهذا يعني أن كل العادات والتقاليد التي عرفها العرب قبل الإسلام ألغاها الإسلام وكل ما فعله العرب بعد ذلك كان نابعاً من الإسلام). وهذا لعمري المنطق الخاطئ ذاته فقول الرسول " الإسلام يُجبُّ ما قبله "يعني ان مافعله الكافر في الجاهليه من الفواحش والمنكرات يغفرها الله تعالى اذا اسلم لله وهو مؤمن ولم يفعلها مرة اخرى (واما حقوق الناس فالامر ليس كذلك وفيه تفصيل). وكم امر الاسلام باشياء واحكام لايطبقها المسلمون. وعصيان الانسان لله لايعني ان الشريعه الالهيه لم تامر بالمعروف وتنهى على المنكر.فالله تعالى يقول:(واطيعوا الله واطيعوا الرسول واحذروا فان توليتم فاعلموا انما على رسولنا البلاغ المبين) سورة المائدة – آية 92 وقوله تعالى(قل اطيعوا الله واطيعوا الرسول فان تولوا فانما عليه ما حمل وعليكم ما حملتم وان تطيعوه تهتدوا وما على الرسول الا البلاغ المبين) انور 24 وقوله تعالى(ولو ان اهل القرى امنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والارض ولكن كذبوا فاخذناهم بما كانوا يكسبون) الاعراف 7. وقوله تعالى(فمن افترى على الله الكذب من بعد ذلك فاولئك هم الظالمون) ال عمران 3 كلها ايات تحذر المسلمين من عصيان الله تعالى. واما قوله(أن الهنود قتلوا امرأة لم توفِ بدفع مهرها لأهل العريس كما تقتضي العادات عندهم، ولم نسمع أن امرأة هندية هندوسية قُتلت دفاعاً عن الشرف): فنقول ان هذا لايعني عقلا ان الهندوس ليس عندهم قتل الشرف فالهندوس يعدون بالملايين وتتبع اخبارهم لايتيسر الا لمن عاش بين ظهرانيهم وصحفهم لاتنقل تفصيلات علاقاتهم وقتل الشرف يعد عند الاغلب قضيه دينيه بزعمهم والهندوس لاينشرون عادة قضاياهم الدينيه في الاعلام عكس المسلمين. واني تتبعت بعض جرائدهم ولم ارهم ينقلون قضاياهم الدينيه والله العالم.

 7. يقول كامل النجار: (وليس من المصلحة الاستمرار في مناقشة د. أسامة نقطة بنقطة إذ أن منطقه لا يختلف عن منطق أم أحمد التي قالت في ردها عليّ إن موسى شق نهر النيل وإن هناك حرباً ضروساً بين إنكلترا وسكوتلاندا. ولكن الغريب أن د. أسامة قال: " اتهمني د.كامل النجار بالجهل:اقول هذا غريب جدا فانه يفترض بالباحث الموضوعي ان يكون مؤدبا باداب الحوار والنقاش والخلق الحسن ولكن هيهات فكل اناء بالذي فيه ينضح." ونسى د. أسامة أنه هو الذي بدأ القذف بالجهل حينما استشهد ببيت أبي نواس وزعم أني أدعي الفلسفة والعلم. ولما رددنا عليه ببيت شعر مماثل لم يعجبه ما قرأ)

 الجواب: كل ما تقوله مردود عليك ومره اخرى تثبت عدم معرفتك باللغه العربيه فان قولى(يامن تدعي في العلم فلسفة) لايعني انك جاهل فالادعاء هو قول جدلى يجب اثباته ولايعني الجهل بقرينة قولي عرفت شيئا وغابت عنك اشياء اي انك تعرف بعض الاشياء وعليك معرفة الاشياء الاخرى فهي غابت عنك اي لاتعني بالضرورة انك تجهلها. والجهل كلمه تفيد الاستغراق التام في المعنى. واقول هنا: اذا كنت لاتعرف كيف تفسر بيت شعري فالاولى لك ان لاتقتحم ميدانا لست من فرسانه فكيف بك تفسر القران الكريم الذي عجز البلغاء والحكماء ان ياتوا بمثله.

 8. يقول كامل النجار:(وأخيراً أقول: يُحكى أن الإمام الشافعي (علي ذمة صديق عزيز روى لي) كان إذا دخل عليه في مجلسه شخص عالم، طوى الشافعي رجليه تحته تأدباً للعالم. وفي مرة دخل عليه رجل يدل مظهره على العلم، فطوى الإمام رجليه، ولكن بعد أن سمع ما قاله الزائر، قال: " لقد ولكن بعد أن سمع ما قاله الزائر، قال: " لقد حان للشافعي أن يمد رجله ". وهأنذا أمد رجلي وأطوي قلمي عن هذه المساجلة نهائيا)

الجواب: هل هذه الجمل تدل على ادب الحواروالمناظره؟ هل هذا هو المنطق والجدال الحسن؟. هب اننا تغاضينا عن هفوتك الاولى باتهامنا بالجهل فما هذا الاصرار على سوء الادب والخلق؟ واني انزه لساني عن الرد المقابل.

 

 المقالة االخامسة: الجنس والمراة في الاسلام

 ان التركيز على مفهوم الحياة الجنسية والرغبات الجسدية والكبت الجنسي للمراة يحول موضوع النقاش الى عملية تحجيم للنساء واهانة كبيرة لهن وكأن المراة هي اعلان جنسي وسلعة جنسية لاهم لها الاشيئان وها الاشباع الجنسي بمختلف طرائقه(المتاحة!)و تنفيس الكبت الجنسي وبشكل مجحف لم يدعو اليه حتىسيغموند فرويد نفسه.هذا المقال هو نقض لما اورده د. كامل النجار حول مقالتي حول مكانة المراة في الاسلام والتي كانت اساسا للرد على احدى الكاتبات التي تدعو الى التحرر الجنسي.

 1. يعترض الكاتب كامل النجار بقوله (ان الجنس هو الماكينة التي تجعل هذا العالم يتحرك وينتج)!.

 الجواب: ان هذا تدليس محظ لان الكثير من الفلاسفة والعلماء والعظماء الذين حركوا العالم كانوا عزاب ولم ينقل التاريخ ان الجنس كان من همومهم ومن مشاغلهم !:خذ مثلا الفيلسوف المسيحي القديس اوغسطين والسيد المسيح (ع) ونبي الله يحيى (ع) المشهور بيوحنا المعمدان وعالم الفيزياء الشهير نيوتن والفيلسوف الالماني ايمانويل كانط الذي وصفته الموسوعة البريطانية الفلسفية انه اعظم فيلسوف عرفته البشرية وانه اثر على المدارس العلمية والفلسفية ولحد الان.... والقائمة تطول.اذ ان درجة الابداع (حتى لدى العلماء والمفكرين الغير عزاب الذين صنعوا الحضارة الانسانية) لاتتوقف على ممارسة الجنس وتعتمد على درجة الهوس الجنسي ! فاذن يسقط هذا الادعاء!

 2. يقول النجار(وللدلالة على أهمية الجنس يخبرنا رواة تاريخ الأديان أن الله بمجرد أن رأى أن آدم وحواء قد أكلا من الشجرة المحرّمة، أظهر لهما سوأتيهما في إشارة واضحة إلى أن هذين العضوين التناسليين سوف يحكمان حياتهما إلى الأبد!).

 اقول: سبحان الله على هذا المنطق المتهافت الذي يفتقر لابسط شروط التفسير فضلا عن فهم دلالة القران الكريم. فقوله تعالى:(يا بني ادم قد انزلنا عليكم لباسا يواري سوءاتكم وريشا ولباس التقوى ذلك خير ذلك من ايات الله لعلهم يذكرون. الاعراف 7 هو في بيان تقوى الانسان وامتثاله لاوامر الله تعالى: فقوله تعالى: «يواري سوآتكم» له دلالة في قبال لباس التقوى وطاعة الله(ولباس التقوى ذلك خير) إلى آخر الآية.وفي تفسير الميزان: ان الله سبحانه انتقل في وصفه من لباس الظاهر الذي يواري سوآت الإنسان فيتقي به أن يظهر منه ما يسوؤه ظهوره، إلى لباس الباطن الذي يواري السوآت الباطنية التي يسوء الإنسان ظهورها وهي رذائل المعاصي من الشرك وغيره، وهذا اللباس هو التقوى الذي أمر الله به. وذلك أن الذي يصيب الإنسان من ألم المساءة وذلة الهوان من ظهور سوآته روحي من سنخ واحد في السوآتين إلا أن ألم ظهور السوآت الباطنية أشد وأمر وأبقى فالمحاسب هو الله، والتبعة شقوة لازمة، ونار تطلع على الأفئدة، ولذلك كان لباس التقوى خيرا من لباس الظاهر.و للإشارة إلى هذا المعنى وتتميم الفائدة عقب الكلام بقوله: «ذلك من آيات الله لعلهم يذكرون» فاللباس الذي اهتدى إليه الإنسان ليرفع به حاجته إلى مواراة سوآته التي يسوؤه ظهورها آية إلهية إن تأمله الإنسان وتبصر به تذكر أن له سوآت باطنية تسوؤه إن ظهرت وهي رذائل النفس، وسترها عليه أوجب وألزم من ستر السوآت الظاهرية بلباس الظاهر واللباس الذي يسترها ويرفع حاجة الإنسان الضرورية هو لباس التقوى الذي أمر الله به وبينه بلسان أنبيائه. وفي تفسير لباس التقوى أقوال أخر مأثورة عن المفسرين، فقيل: هو الإيمان والعمل الصالح، وقيل: هو حسن السمت الظاهر، وقيل: هو الحياء، وقيل: هو لباس النسك والتواضع كلبس الصوف والخشن، وقيل: هو الإسلام، وقيل: هو لباس الحرب، وقيل: هو ما يستر العورة، وقيل: هو خشية الله، وقيل: هو ما يلبسه المتقون يوم القيامة هو خير من لباس الدنيا، وأنت ترى أن شيئا من هذه الأقوال لا ينطبق على السياق ذلك الانطباق. وقوله تعالى: «يا بني آدم لا يفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة» إلى آخر الآية. الكلام وإن كان مفصولا عما قبله بتصديره بخطاب «يا بني آدم» إلا أنه بحسب المعنى من تتمة المفاد السابق، ولذا أعاد ذكر السوآت ثانيا فيرجع المعنى إلى: أن لكم معاشر الآدميين سوآت لا يسترها إلا لباس التقوى الذي ألبسناكموه بحسب الفطرة التي فطرناكم عليها فإياكم أن يفتنكم الشيطان فينزع عنكم ذلك كما نزع لباس أبويكم في الجنة ليريهما سوآتهما فإنا جعلنا الشياطين أولياء لمن تبعهم ولم يؤمن بآياتنا.و من هنا يظهر أن ما صنعه إبليس بهما في الجنة من نزع لباسهما ليريهما سوآتهما كان مثالا لنزع لباس التقوى عن الآدميين بالفتنة (تفسير الميزان) وإن الإنسان في جنة السعادة ما لم يفتتن به فإذا افتتن أخرجه الله منها. وكما ترى فان دلالة الايه المباركة لاعلاقة لها بالتحرر الجنسي !

 3. ثم يقول النجار(أن أبناء آدم ضاجعوا أخواتهم، وأحفادهم ضاجعوا أخواتهم وخالاتهم وعماتهم. وهذه منتهى الحرية الجنسية) !

 الجواب: من اين لك ان أبناء آدم ضاجعوا أخواتهم؟ سبحان الله ان هذا الا افتراء. فان تفاصيل خلق الانسان مجهولة لنا ولانعلم الظروف التكوينيه في تلكم العصور. فالقضية مجهولة اساسا ولا يمكننا الاحتجاج بتفسيرات من عند انفسنا! فان الله تعالى اكرم من ان يفعل ذلك وهو الذي خلق الانسان في احسن تقويم وكرمه على باقي خلقه. وايضا توجد روايات عن اهل البيت (ع) تؤكد ان الله تعالى انزل حوريات من الجنه للغرض ذاته(وسواء صحت هذه الروايات ام لم تصح فان الله تعالى اعلم). المهم انه لاتوجد علاقة تلازميه اواستنتاجيه بين ادعاءك هذا والحرية الجنسية! كما هو الواضح لو تاملت جيدا في ذلك.

 4. يقول النجار:(ولو تركنا القصص الدينية جانباً وأخذنا بنظرية دارون في التطور، فإنسان الغابة وإنسان الكهف والمزارع البدائي كان كالوعل يناطح غيره من الرجال للحصول على النساء دون أي قيود ووازع. ثم جاءت الأديان لتقنن العلاقات الجنسية بين البشر).

 الجواب: انت اجبت نفسك فان هناك نظرية دارون ولاتوجد قوانين دارون وحقائق داروينية. اي هي نظرية قابلة للصح والخطا ومع هذافقد ثبت بطلان الكثير من افتراضاتها فلا يمكنك ان تؤسس لفكرة وادعاء على فرضيات لم تثبت بنحو القانون!

5. ثم يقول النجار وان النبي قال: " لو صلح لبشر أن يسجد لبشر لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها من عظم حقه عليها، والذي نفسي بيده، لو كان من قدمه إلى مفرق رأسه قرحةً تنبجس بالقيح، والصديد، ثم استقبلته تلحسه ما أدت حقه." (رواه أحمد في المسند ج3 ص 158،وقال المنذري: رواه أحمد والنسائي بإسناد جيد).

 والجواب: ان هذا منطق متهافت فالحديث المروي هو باسناد جيد(كذا!) وليس باسناد صحيح حتى نحتج به اي ان الحديث ليس صحيحا وانما يكون في حكم الاعتبار اذا وافق من حيث الدلالة احاديث صحيحة مجمع عليها ولاتوجد هكذا روايات. ومع هذا فان مراجعتي لمتن واسناد الحديث دل على ان اغلب الرواة ضعفاء! فالرواية ساقطة من حيث السند والمتن. وايضا فالحديث ينافي كرامة المراة المؤمنه التي دعا اليها القران.

 6. يقول النجار(يستدل د. أسامة بالحديث: " أى رجل لطم امرأته لطمة أمر الله عز وجل خازن النيران فيلطمه على حر وجهه سبعين لطمة من نار جهنم. " لأن هذا الحديث يتعارض مع القرآن: " واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن " (النساء 34). ورغم بهلوانيات المفسرين عن نوعية الضرب، فالقرآن هنا لم يحدد نوعية الضرب. وهناك من الصحابة من ضربوا زوجاتهم ضرباً مبرحاً).

 الجواب: ان هذا الحديث الشريف لاينافي القران فان لطم الرجل زوجته محرم في الاسلام مهما كان السبب واما الضرب في الاية القرانيه فهو بشكل لايؤدي الى احمرار الجلد والالم(لان ذلك محرم في حد ذاته) ـ راجع مقالتي السابقه! ـ وطبعا هذالا يحدث الا في حالات نادرة اذا لم يفيد الوعظ والنصيحة والهجر (في حالة النشوز الاخلاقي الذي يؤدي الى تهديم الاسرة). والوارد عن اهل البيت (ع) عن الرسول الاعظم (ص) في روايات صحيحة، ان الضرب يكون بعود صغير هو عود السواك بعد ان يلف بقماش. وهذا ليس الا لاجل اظهار الاسى والامتعاض وحتى لا تؤذى كرامة المراة. واما ما فعله الصحابي فهو ليس حجة في نفسه فالصحابي ليس معصوما من الخطا والذنب والمعصية.

 7. قال النجار:(قال أحدهم وهو عالم النفس تريب (إنّ إثارة الجنس تتوقف على وجود عقبات وموانع في طريقه. زوال هذه العقبات والموانع يزيل معه الإثارة واللذة)ولو كان هذا الافتراض صحيحاً لانقرض الجنس البشري منذ آلاف السنين عندما كان الجنس البشري محصوراً في القارة الإفريقية وكانوا عراة لأن حرارة الطقس لم تشجعهم على ارتداء الملابس.)

 الجواب: انك لم تفهم المعنى الذي قصده العالم النفسي تريب (وياليتك فهمته!)فالمعنى ان الجنس ـ في هذه الحالةـ يصبح كاي عملية ميكانيكية تفتقد عنصر الاثارة مثل الاكل الذي تاكله بدون لذة فلا تستسيغه الا اضطرارا فسلجيا ولانك متعود نفسيا على ذلك! والعالم النفسي تريب شخصية اكاديمية مرموقه يؤسس كلامه على التجارب والاختبار فاذا اردت ان تدحض حجته فعليك ان تعمل بنفس منهجه وترينا خطاه !

 8. يقول النجار: (فعلاقة الأمراض بالجنس علاقة قديمة سبقت الثورة الجنسية التي صاحبتها ثورة في التثقيف الجنسي في المدارس وأصبح النشئ أكثر وعياً ومعرفة بهذه الأمراض وبسبل تفاديها).

 الجواب: الاحصائيات التي ذكرناها تؤكد عكس ذلك اذ ان الايدز والامراض الجنسية مازالت بتزايد كبير في المجتمع الغربي المثقف(!) وان الثورة الجنسية زادت منها بشكل رهيب جدا!

 7. يقول النجار:(والإجهاض من الحمل غير الشرعي ليس مقصوراً على أمريكا وأوربا، فنسبة الإجهاض في الأزقة الخلفية في المدن العربية والإسلامية لا تقل عن مثيلاتها في الدول الأوربية،).

 اقول: هذا كلام غير علمي ويجب الاستناد الى الاحصائيات والدراسات ومن دونها لايمكنك الادعاء. طبعا نحن لاننكر وجود مثل هذه الحالات الا انه لايمكننا تاسيس حقائق من دون دليل علمي ثابت!

 8. قول النجار:(فيظهر من هذا السرد ن التكتم على الأحداث ودفن الرؤوس في الرمال من أجل إدعاء الشرف والعفة لا يحل قضايا العالم الإسلامي وعلى القائمين عليه مجابهة الأمر بشجاعة وأمانة، وعليهم وقف قذف الحجارة على الآخرين وهم نفسهم يسكنون في بيوت من زجاج).

 الجواب: اننا لاننكر وجود الامراض الجنسية ووجود حالات العنف في المجتمع الاسلامى فهذا امر واضح للعيان وان سببه الاساسي هو الانحراف عن جادة الشريعه المقدسة والابتعاد عن روح الاسلام والشريعه الالهية وعصيان الله تعالى. قال تعالى (ولو ان اهل القرى امنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والارض ولكن كذبوا فاخذناهم بما كانوا يكسبون) الاعراف 7.

 وعلى اية حال فالامراض الجنسيه والايدز والعنف الاسري وانتحار الافراد منتشر بشكل متزايد جدا في الغرب واحد اسبابه هو التحرر الجنسي الذي يدعو اليه واثبتنا في هذا المقال ومقالنا السابق ان هذا المنهج خاطئ علميا ومدمر للمجتمع والحضارة ونتيجته هو ما نراه في المجتمع الغربي و(العاقل من اتعظ بغيره). وعلى اسوأ الاحتمالات فان ذلك يقل بكثير عن ماهو موجود في البلدان الاسلاميه على الرغم من انه لايوجد تطبيق متكامل وصحيح من المسلمين لاوامر الله سبحانه وتعالى.

 وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين

 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain. com