بحوث

أسامة أنور عكاشة ورحلة البحث عن الهوية

 

لؤي قاسم عباس

يعد الروائي والسيناريست أسامة أنور عكاشة من ابرز الكتاب في العالم العربي ويرتقي الى مصاف العالمية في إبداعه ورسمه لشخوص رواياته الهادفة والشيقة. وبعد رحيل الأديب الكبير نجيب محفوظ بات الباب مفتوحاً على مصراعيه لأديبنا الكبير أسامة أنور عكاشة لنيل جائزة نوبل للآداب عن جملة من أعماله الأدبية ويتحتم على وزارة الثقافة المصرية ان تطالب بحقه في نيل تلك الجائزة. فلقد قدمَ لنا شيخ الدراما العربية الكم الهائل من الأعمال التي لا تمحى من ذاكرة المشاهد العربي ومن أهمها زيزينيا، الراية البيضا، ارابسيك،أميرة في عابدين، أنا وانت وبابا في المشمش، الشهد والدموع، ليالي الحلمية...

ويشكل عكاشة مع المخرج إسماعيل عبد الحافظ ثنائياً رائعاً للأعمال الدرامية، وثلاثياً لامعاً مع المخرج محمد فاضل والقديرة فردوس عبد الحميد الى الحد الذي يمكن وصف تلك الأعمال التي جمعت بينهم بانها ملاحم درامية.

وعلى الرغم من ان السينارست أسامة أنور عكاشة كان ينتمي الى الفكر الناصري ذو التوجهات القومية واليسارية الا انه تبرء من فكره الناصري وبات غير مهتماً بقضايا القومية العربية التي كما يقول عنها ( تلك القضايا قد أثقلت كاهل مصر ) وبقي محتفظاً بيساريته واهتمامه بقضايا الفقراء.وقد أطلق جملة شهيرة طلق بها قضايا الأمة العربية بقوله ( بح ) أي انتهى كل شئ وهذه ( البح ) تُعدُ طلاقاً بائناً لا رجعة فيه.

لم يكن ذلك الطلاق البائن لقضايا العروبة يأتي من فراغ وانه حَلِم حلماً افزعه ُ وأفاق من نومه ليطلَّق بها أفكاره القديمة ويسعى جاهداً في البحث عن بديل. فالمعروف عنه ومن خلال أعماله انهُ كان مهتماً بقضايا الوحدة العربية وقد جنح به الخيال الى ان يسمي الوطن العربي بـ(الولايات العربية المتحدة ) شأنه شأن غيره من الحالمين بالوحدة العربية.

لقد صرح اسامة أنور عكاشة عن خيبة أمله في قضايا الامة العربية بعد الغزو العراقي للكويت، تلك القضية كانت الصفعة القوية التي هزت أسامة وأيقظته من نومه ليجد ان ذلك الحلم كان مجرد وهماً وضرباً من ضروب الخيال فقضية غزو العراق للكويت وعلى يد من كان يتبنى أفكار العروبة والقومية العربية، ويحمل الوحدة كشعار وهدف يسعى أليه..

وفعلاً كان الغزو العراقي للكويت بمثابة حجر الرحى الذي قضى على تلك الأفكار التي تنادي بالوحدة ووضعت قضايا العروبة بين المطرقة والسندان ووجد العربي نفسه امام نفسهِ يقاتل نفسه ويَقْتُلُ نفسه. ووجد الحالمون بالوحدة بعد ذلك انهم يقفون على أطلالِ عفى عليها الزمن وان شمسَ الوحدة العربية التي كانت في يوم ما تملآ النفوس قد غابتْ لأخر مرة وانه ليس هناك أي بارقة للأمل بان تشرق من جديد. وضاعت الهِوية العربية من فكر أسامة بسبب الأحداث السياسية وضاعت معها أشياء أخرى سنحاول ان نتطرق لها في هذا المقال المتواضع.

ان المتتبع لمقالات أسامة أنور عكاشة يجد مصطلحات غريبة ومبهمة بدأت تطفو على السطح وصارت بديلاً عن مصطلحات القومية العربية التي عكفنا على تلاوتها إناء الليل وأطراف النهار، فالقومية العربية بعد أن كانت مفردة جميلة في قاموس عكاشة، صارت تعبيراً يدل على العنصرية فهي أشبه بالجرمانية النازية والفاشية الإيطالية والصهيونية. وارى لزاماً علي ان اشرح بعض المصطلحات الجديدة في فكر وقاموس أسامة انور عكاشة الجديد لفك الاشتباك من حوله ولدفع الشبهة عنه فللسياسة اليد الطولى في تحويل الحلم الى سراب والحقيقة الى وهم والكاتب اكثر الناس تأثيراً بالأوضاع المحيطة به فهو ابن بيئته... فمن هذه المصطلحات:

 

الإسلام المصري

كنت ُ في شكٍ عن حقيقة وجود مثل هذا المصطلح فكنت أتساءل هل الإسلام المصري يختلف عن الإسلام الذي نعرفه وندين به وكدتُ أسير في ركب الكتاب الذين تعرضوا وهاجموا هذا المصطلح على اعتبار ان الإسلام المصري هو تجزئة للإسلام وان الإسلام المصري يمكن ان ينقسم في يومٍ من الايام الى إسلام قاهري وأسيوطي واسكندراني... واستنفرتُ طاقاتي وشحذتُ همتي للتصدي لذلك المصطلح الغريب وبدأت استجمع عبارات الغضب التي سأوجهها صوب الكاتب اسامة انور عكاشة للدفاع عن بيضة الإسلام. وشاءت العناية الإلهية ان تكشف الغشاوة عن عيني حين حدثت عملية انتحارية بحزام ناسف في سوقٍ شعبي في بغداد، وكان منفذ العملية يهتف الله اكبر في اللحظة التي قرر فيها الانتحار. كنت أظن بان ذلك المسلم قد قتل أعداء الله المارقين في عملية استشهادية بطلة. لكني لم أجد أي اثرٍ لاعداء الله بل أطفال ونساء وشيوخ وكسبة على باب الله.

تلك الحادثة جعلتني أفكرُ ملياً هل إن الإسلام يدعو لقتل الأبرياء بسم الله ؟!. ام إن هناك إسلام ٌ آخر يدعو لقتل الأبرياء. كان الجواب حاضراً حين مرّ في ذهني اسامة انور عكاشة ومصطلح الإسلام المصري فما هي حقيقة الإسلام المصري؟!...

 فهذا الإسلام هو ما تدين به الشعوب بعيداً عن الأفكار السلفية. فهو دين يرتقي بالإنسان ويثمن الإبداع ويعظم الآداب ويحترم الفنون ويقدس المثل العليا والخُلق الرفيع ولا يعادي الأديان الأخرى ويسعى لترسيخ المبادئ السامية أي كان مصدرها.

 اسلامٌ يؤمن بأن الانسان قيمةٌ عليا، يحثُّ على العمل وطلب العلم والتواصل مع الامم والشعوب ولا يؤمن بالخرافات والبدع والهمجية ودعوات العودة إلى الوراء...

 قد لا يختلف الإسلام المصري عن الإسلام العراقي فهو يقوم على أساس احترام المذاهب والطوائف على اختلاف مشاربها وهو ينظر الى أسباب الالتقاء بالآخرين لا على أسباب الاختلاف معهم، اسلامٌ يقوم على الاخوة والمحبة فالمسلم السني يصلي جنباً الى جنب مع اخيه المسلم الشيعي وقد يأتم أحدهما بالآخر ويقوم على مبدأ ( الناس في الخلق سواء، فهم اما اخوةٌ لك في الدين ونضراء لك في الخلق ) قبل ان يتم تصدير الدين الجديد عن طريق دولتين جارتين للعراق احدهما تهتم بالفكر السلفي والأخرى تهتم بالفكر المتشدد.

هذا الإسلام الجديد يقوم على تكفير الأديان والمذاهب الأخرى ويبيح قتل الآخرين، اسلام يستخدم التفخيخ والتفجير والإرهاب أدوات توصله الى الله تعالى.

اسلام غريب لا نكاد نعرفه ولا نؤمن به، اي اسلام هذا الذي يستهدف مشجعين لمنتخب بلادهم وقد عبَّروا عن فرحتهم بالنصر بطريقة عفوية دون ان يمر في بالهم أنَّ هناك نفوس مريضةٌ الى هذا الحد، سوف تنال منهم في ذلك الاحتفال؟!. وأي اسلام هذا واي جهاد في سبيل الله ذلك الذي يستهدف الأطفال والشيوخ والنساء، ولماذا نبقى نردد:- نموت في سبيل الله، اما آن الاوان: ان نحيا من اجل الله، ونفرح في سبيل الله، ونعمل لوجه الله تعالى، ونفكر من اجل إسعاد البشرية لننال مرضاة الله.

 نعم هناك فرق بين اسلام الشعوب التي لا تؤمن بالتشدد والارهاب ودعوات العودة الى عشرات القرون من جهة، وهذا الإسلام الجديد من الجهة الاخرى.وبين الديانتين بونٌ شاسع فهما مختلفان ولا يلتقيان ابداً، احدهما يسير مع عقارب الساعة بحثاً عن التقدم والرقي والنهضة بالإسلام من الكبوات التي تعثر يها عبر تاريخ الطويل، والآخر يسير عكس اتجاه الساعة يؤمن بالجلباب واللحية بأنهما روح الاسلام وان قتل الآخرين بدعوى الجهاد هو أدواته، لقد اعادوا الزمن الى الوراء حتى وصلوا الى مرحلة ما قبل الاسلام فهم يحييون عصور الجاهلية ايام كانت القبائل تغزو بعضها البعض والبعض الاخر قد وصل به العمر الى العصور الحجرية.

اسلامٌ يختلف عما نعرفهُ ونؤمن به فالطريق الى الله لا يمر عبر بوابة القتل والتفخيخ والتفجير والإرهاب وتكفير الآخرين. فالطريق الى الله طريقٌ مستقيم ليس فيه اعوجاج ولا مطبات يبدأ بأن تلقي أخاك بوجه طليق وتحييّه بأحسن التحايا وتتصدق عليه بكلمات طيبات وتساعد وتعاون الآخرين وتحترم الجميع وان تلتزم بقيم الخير والفضيلة إسلامنا يدعو للمحبة والسلام والوئام فهذه هي الطرق المؤدية الى الله تعالى. ان مقياس درجة المسلم في إسلامنا هو مقدار العطاء الذي يقدمه للآخرين.وليس على أساس عدد ضحاياه...

 حين وصل الفتح الإسلامي للعراق قبل آلف واربعمائة عام آمنا به لانه نظام جديد يحترم الإنسان بعيداً عن العبودية الهمجية ويحفظ للمسلم كرامته فوجدنا به الخلاص من الطغيان والاستبداد المتعاقب جاء ليوحدنا ويلم شملنا تحت مضلة الاسلام. ولو جاءنا الإسلام بمصادرة الحقوق وتعطيل الحريات وكتم الأفواه والتفخيخ والتفجير وقتل الآخرين والتفريق بين ابناء البلد الواحد لكنا قومٌ مستميتين في الدفاع عن وثنيتنا فهي ارحم لنا من هذا الإسلام الغريب.

 

الهوية المصرية والدروشة القومية

 يقول اسامة انور عكاشة انه (كان من دراويش القومية العربية ) وانه كان يردد ( لبيك عبد الناصر )، ثم اكتشف ان احلام الوحدة العربية مجرد وهم ادخله في عقولنا شخص يدعى لورانس حيث استطاع اقناع الشريف حسين بتلك الاوهام. وهنا يدعو عكاشة الى تاسيس دول كومينولث للدول الناطقة باللغة العربية بدلاً عن الجامعة العربية، ان فكر اسامة نور عكاشة يصلح ان يكون فكراً تنضيرياً جديداً لم تألفه أسماعنا من قبل وان كانت بعض من أفكاره تتشابه مع الكاتب جمال الغيطاني لكن كاتبنا اكثر حماسة في نشر أفكاره وهو يعمل بدأب كبير على ترويج فكرته من خلال ما سيقدمه من عمل درامي ( المصراوية ) ويضم 150 شخصية والذي سيخرجه إسماعيل عبد الحافظ وهو بلا شك سيدور حول رحلة البحث عن الهوية المصرية وانا لا أريد ان الج نفسي في قضية داخلية لشعب مصر وهو شعب اثق بقدرته على اختيار الأصوب...

يقول عكاشة ان العرب ( قتلوا بعضهم البعض أضعاف ما قتله أعدائهم). وهذه حقيقة فلا زالت المؤامرات والدسائس تحاك بأيدٍ عربية. لذلك رفع شعار ( مصر للمصريين ) وان ( هويتنا مصرية وثقافتنا عربية ) ووصف غزو العراق للكويت بانه ( عادة عربية ظلت مستمرة منذ مئات السنين حيث كانت القبائل تتناحر فيما بينها وكانوا يفتخرون بارتكاب الجرائم )، وكانت القبائل تغير في الليل على قبائل اخرى لنهب ثرواتهم واسر نسائهم وكانوا يفتخرون بذلك العمل، وانهم لا يتوانون عن وصف من لايقوم بعملية الغزو بانه ( جبان ) وانه ( ليس عربي ).وقد دافع اسامة انور عكاشة عن افكاره في لقاء أجرته معه منى الشاذلي في برنامج العاشرة مساءاً عبر ( قناة دريم 2 ).وأبدى استعاده للتنازل عن فكرته لو تحقق وحدة من أي نوع اقتصادية وسياسية اوحتى فنية.

 

الارهاب الفكري وفقهاء الخوارج

الارهاب الفكري مفهوم ٌ واضح فليس هناك كاتب لم يتعرض الى إرهاب فكري فهو محاصر من قبل مجموعة من الأحكام التي تفرض عليه عدم تجاوزها وهناك خطوط حمراء والوان أخرى لا يمكن للكاتب ان يتخطاها وبمرور الأيام تتوسع دائرة الممنوع وتضيق دائرة الحرية وكل ذلك بسبب ممارسات الإرهاب الديني. فهولاء يحملون في جعبهم قوائم كثيرة تحمل في طياتها ممنوع ممنوع. وان هناك عشرات الكتاب قد لقوا حتفهم على أيدي جلاوزة النظام الإسلامي الجديد وهناك أسماء جديدة تنتظر دورها لتنفيذ حكم الشريعة الذي لا يرحم - طبعاً لا اقصد شريعة الله السمحاء بل شريعة الإسلاميين الجدد - وهنا لا بد ان أقول للدول التي تعاني من تنامي الأفكار المتشددة بضرورة زج المتشددين في مستشفيات الأمراض النفسية والعقلية فالتشدد والعودة الى الوراء هي أفكار تأتي نتيجة لصدمات نفسية وعقلية.

وقد اطلق الكاتب أسامة أنور عكاشة هذان المصطلحان عقب تلقيه تهديدات بالقتل وصلت الى سلمى الشماع مذيعة برنامج ( اسهر معانا ) لان اسامة انتقد ظاهرة الحجاب لفنانات، وقام بعض المحامين ( فقهاء الخوارج ) بدعوى تفريق بينه وبين زوجته لكونه خارجاً عن الإسلام بسبب تصريحاته حول عمرو بن العاص.

 

ثقافة التقديس

في هذا المصطلح يلتقي عميد الدراما العربية وعميد الادب العربي طه حسين. اذ دعا العميدان الى ضرورة الفصل بين الدين والتاريخ ومواجهة ثقافة التقديس ولجوء العامة الى استخدام لقب سيدنا لكل شخوص التاريخ. وهنا اذكر حادثة في التاريخ الاسلامي حين مرَّ اعرابي برجل يبكي عند شاهد قبر فسأله عن صاحب القبر قال: -( انه سيدنا حجر بن عدي رضي الله تعالى عنه، قتلهُ سيدنا معاوية رضي الله تعالى عنه، لأنه كان موالياً لسيدنا علي رضي الله تعالى عنه ) فما كان من الأعرابي الا ان قال له:- وأنت يا سيدي رضي الله تعالى عنك ايضاً.

ان تقيم الشخصيات التاريخية يجب ان يتم بعيداً عن الدين، فليس من المعقول ان نتهم بالخروج عن الإسلام إذا ما أبدى أحدنا رأيه الصريح في شخصية ما. أذن ما فائدة دراستنا للتاريخ اذا لم يكن لنا الحق في تقيم الشخوص في ظل الأحداث المؤرخة من قبل رجال ثقات.

 لقد قال الرسول الكريم لعمار بن ياسر:- يا عمار تقتلك الفئة الباغية. وقتل عمار، وبقي قائد الفئة الباغية سيدنا الى يوم يبعثون. وأحداث كثيرة في التاريخ الإسلامي شبيه بهذه الحادثة فلقد طحنت الحروب الثلاثة بعد مقتل الخليفة عثمان بن عفان ( رضي الله عنه ) جل الصحابة الكرام في تلك الحروب، والقاتل والمقتول لا زالوا أسيادنا وقد رضي الله عنهم أجمعين. فاحدهم قد أصاب والآخر قد اخطأ وقد فاز الأول باجرين وفاز الذي اخطأ باجر واحد. وان الدماء التي سالت اجرها عند الله.

لقد أثار أسامة أنور عكاشة هذا المصطلح في تصريحات نارية حول عمرو بن العاص.

 

الدعاة الجدد

قد اختلف مع الكاتب في تقسيم الدعاة الجدد وهم طبعاً الفنانين الذين حملوا لواء الاسلام للتبشير به عبر القنوات الفضائية وكانه لا يوجد غيرهم له القدرة في اقناع البشرية بضرورة التمسك في الدين والطريق الى الله. فهؤلاء الفنانات ينقسمون الى ثلاثة اقسام قسمٌ قد وجد الله في قلبه منذ البداية كالفنانة الرائعة عفاف شعيب ووداد حمدي، يا سيمن الخيام، هناء ثروت وغيرهنَّ... القسم الثاني قد أدرك الإيمان قلبه وهم في ريعان الشباب فتقبل الله توبتهم ومنهم الفنانة حنان ترك وصابرين ومنى عبد الغني وغيرهن َّ اما القسم الثالث فهؤلاء تابوا الى الله بعد ان توقف الطلب على سلعتهم فبارت تجارتهم وكسدت بضاعتهم فغيروا مهنتهم من فنانين وفنانات الى دعاة. ومن المهازل البشرية أن من هولاء الدعاة والداعيات الى الله لازالت أفلامهم تظهر لنا ما حفظته لنا ذاكرة العدسة مشاهد المؤانسة والمعانسة والمداعبة والتقبيل والتشويق ومطارحة الغرام ومناظر البحر وعلى جميع القنوات. بينما يطلون علينا في فضائيات اخرى يدعوننا الى التوبة.

ويتطرق الكاتب الى موضوع الغزو الثقافي القادم من أمريكا وأوربا واليابان فهذه الغزو لا يحمل معه اراقة دماء وإزهاق الأرواح بل على العكس من ذلك هو غزو جميل ومفيد في نفس الوقت وليس هنا أسباب مقنعة تدعو للتخوف من هذا الغزو.

ويقول ان هناك مؤامرة من دولة عربية شقيقة لتشويه صورة الإسلام المصري وافراغ مصر من محتواها الأدبي والثقافي والعودة بها الى خمسة قرون الى الوراء واذا أردنا ان نسير في ركب التقدم التكنلوجي المتسارع فعلينا ان نقفز قفزات لعلنا نستطيع تقليص الفجوة بيننا وبين بقية شعوب العالم لكن المشكلة ان العالم قد دخل مضمار السباق العلمي والحضاري منذ قرون عديدة ونحن لحد الان لم ندخل في هذا المضمار لأننا لا زلنا نائمون وكما يقول عكاشة ( صباح الخير بالليل ).

 

الخاتمة

صدق من قال ان مصر ولادة لازالت تنجب العظماء فهي ام الدنيا ومركز الفنون والابداع وموطن الحب والجمال وبلد الإسلام الحقيقي الذي يعبر عن حقيقة الإسلام والمعايشة السلمية والاخوية مع بقية الاديان فهي تؤمن بالتعددية أي كان نوعها. واسامة انور عكاشة لن يكون اخر العظماء الذين أنجبتهم مصر فمصر ولادة ولا تعقم.

وهنا أورد دليل على عظمة مصر فحين اثيرت زوبعة يقودها الإسلاميون الجدد ضد اسامة انور عكاشة ومحاولة تكفيره بسبب تصريحاته حول عمر بن العاص رفض جمال البنا شقيق حسن البنا مؤسس جماعة الأخوان المسلمين بشدة كل دعوى للمصادرة وتكفير احد... وقال: ان الإسلام لم يعط ابداً سلطة وولاية على الناس والقرآن الكريم لم يمنح الرسول (ص) وصاية على المسلمين، ولذلك نرفض أي هيمنة لاحد ان يفرض نفسه على المسلمين فيكفر من يشاء ويصوب من يشاء.

ليس هناك احد معصوم من الخطأ غير رسول الله.

  

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com