سلاما ً أيٌها الـ .. في بلادِ ماتحت الصفر
نادية فارس
iraqi_dove@hotmail.com
الى الصديق الشاعر سعد
جاسم
نظرت ُ الى نفسي في قصيدتك الأخيرة
فوجدتني هناك!!
كمرايا تشظت .. أجمع ُ بقايا أحلامي المشتتة.. وأسير معك إلى وطني !!
شكرا ً لأنك قرٌرت َ أن تُطلق َ العنان َ لذاتِك وقلمِك .. فأعطيت َ صوتك َ
لعراق نادية فارس .. حينما اشتد وطيس ُ المعركة ِ للتصويت للدستور ِ
المشوٌه كجنين ٍ تنفس اليورانيوم المنضب
وكأنك أدركت أن التصويت أو عدمه .. ليسا محور القضية .. فالنتائج ُ محسوبة
ٌ منذ زمن ٍ ..والخاسر ُ في اللعبة ِ .. هو العراق.
شكرا ً لأنك قرٌرت َ أن تعلن َ محبتك ... في زمن ٍ شُوٌهِت فيه ِ مفاهيم ُ
الصداقة ِ والمواطنة ِ والوطنيةِ ..والأنتماء ِأو اللا.. إنتماء !!
شكرا ً .. لأنك َ قرٌرت أن تدخل َ الغابة َ معي .. دونما مجاملاتٍ .. أو
نفاق ٍ ..أو خوفٍ ..أو تملق ..أو تستٌر
شكرا ً .. لعراقيتك التي امتدت جذورُها ..مابين أوردةِ روحي .. والنسغ ِ
الصاعد الى ضميرك
و..
يا ..أيها ال ....
أ ُرثيك َ... وأ ُرثي العراق
فكلاكما .. منفيان ِ إما في بلاد ِ ماتحت الصفر... أو في بلاد ِ مافوق درجة
ِ الغليان
وكلاكما ..تتأملان جراحكما .. بحكمة
وكلاكما .. خاضعان ِ لمن يجرٌب .. ومن يقتل أو يقاتل ... ومن يعشقَ أو
يتظاهرَ بدور العاشق ... ومن يبرٌرَ ..ومن يبتزٌ ومن يسرق ..ومن يتثاقفَ
..ومن يبيع أويشتري
ألعراق ُ ...وأنت
تحتلان مساحات ٍ شاسعة ًفي ذاكرة التاريخ ..شاء من شاء .. وأبى من أبى
ألعراق ُ ...وأنت
تخضعان لتجربة ٍ في افتراضية ِ..ديكتاتورية الديموقراطية
أنتما .. بانتظار ِ لحظةِ إطلاقِ رصاصة ِ الرحمة ِمن فوهة ِ بندقيةِ أحد
الأحبة ِ.. الأصدقاء .. المواطنين .. ابن الجيران ..البعثيين السابقين
الذين خلعوا ثوب البعث المتهرئ واستبدلوه بقبعة كاوبوي أو عمامة!!
لقد صدرَ الحكم ُ عليكما ... ابتزازا ً حتى الموت .. كما صدر َ على
الكثيرين قبلكما
******
يا.. سعد جاسم
كان يمكنك أن تشدٌ على يدي بحرارة .. دون أن يراك الاخرون
وكان يمكنك أن تعرب َ لي عن اعتزازك َ بي .. سرٌا ً
وكان يمكنك .. أن تحلم َ همسا ً .. في ايميل سري .. أو غرفة محادثة خاصة ..
أو برنامج مسنجر .. حيث ُ تباح العمليات الغرامية ُ والجنسية ُ والأخلاقية
واللأخلاقية .. سرٌا ً
لكنك اخترت َ أن تعلن محبتك .. دون أن تمر ٌ على مقص ِ رقيب
واخترت .. أن تمارس َ الموت .. أو الحب .. أو الصداقة .. بأناقة
دون أقنعة ٍ ..أو مواربة
دون أن تخشَ اتهامك بالحب كجريمة ..عقوبتها أشد ٌ بأسا ً من جريمة ِ خيانة
الوطن ِ والعلم والشعب والدستور
قدٌمت َ مشاعرك لعراقيتك ..
بجمالية جمال جمعة.. وقطته
بعراقية ِ سعدي يوسف
بحميمية ِ مظفر النواب
بعذوبة ِ الفرات .. مهدك الأول
يا.. صديقي
يؤسفني أن أقول لك .. انك خرجت على قانون القبيلة ِ .. وقانون الغجر
..وقانون المافياتِ السياسية .
وإنك .. اخترت صديقة ً لها رب ٌ واحد .. وقانون ٌ واحد .. هما العراق
وهذا مالا يتناسب ُ مع سياقات العصر الحجري الذي نعيشه
عصر الأنتماءات الحزبية والدينية
عصر المسابقات الماراثونية على الكراسي في الدولة .. ومصارعة الثيران من
أجل الأحتفاظ بها
عصر أنصاف المثقفين وأرباع المتعلمين
عصر البذاءات والشتائم والمنافسات غير الشريفة
عصر الأتهامات والسخف والضحك على الذقون
عصر الازدواجية ومسرحة ِ الأدوار
عصر التسقيط والتنكيل .. والأنانية ..ومحاولات استعمار اراء الاخرين .. بل
استحمارهم
فهل قرٌرت َ أن تلعن َ هذا العصر؟ وتخرج َ الينا حاملا ً ايقونة أخرى من
أجل العراق ؟
هل قرٌرت َ أن تمنح َ الضوءَ
المحبة َ
النُبل َ
الجمال َ
الأناقة
للوطن ِ النازف ِ بانتظار ِ رصاصة ِ الرحمة ؟
للعراق القابع ِ على فوهة بركان ؟
هل قررت أن تحتفظ بجدارية ٍ لعراق واحد ٍ.. بعد أن قطعه المافيويون؟
إذن ..
لك كل ٌ الحب .. من أطفال العراق ونخيله ِ ونهريه ِ..وسماواتهِ
لك كل ٌ الدفء .. وخبز الأمهات المثقلات ِ بالهزائم
لكن ياصديقي
لك كل ٌ المنفى !!
لامكان َ لك أيٌها العزيز ُ في ساحة ِ مصارعة الثيران وماراثونات الكراسي
.. ودهاليز المحسوبيات والمنسوبيات
إبق َ هنا .. في بلاد ِ ما تحت الصفر ..منفيا ً مع كل المنفيين من بلاد
تجاوزت درجة الغليان .. بجدارة !!
محبتي لك .. أيها الصديق ُ الجميل
وحبي .. كل الحب .. للعراق