بنت الرافدين

مقالات

استطلاع الواقع الثقافي في قضاء الرفاعي

صادق مجبل الموسوي

sadeq_444@yahoo.com

حيث ترقد على الغراف المتدفق عطاءاً .. تلك المدينة المزخرفة بخضرة النخيل والتي تراقصها تلك الخضره الباسقة والممتدة نحو الفضاء حاملةً معها ذلك الطموح ومسجلة للمواقف الرائعة التي سجلتها لابناء المدينة كما هم سجلوها ، عرفت تلك المدينة منذ زمن بعيد بعطائها وابداعها وشخصياتها فانجبت الرفاعي التي يوجد حولها ضريح السيد احمد الرفاعي وهو من احفاد الامام موسى بن جعفر الكاظم ومرقده مكان لممارسة بعض العادات والتقاليد مثل الدروشة وتتوافد الى المرقد اعداد كبيرة من الناس ،انجبت تلك المدينة الشخصيات التي تبقى في الذاكرة ولاحت في الفضاء في مختلف المجالات كما واعطت المزيد من الشهداء في سبيل الوطن .

المدينة الرمادية –كما يسميها احد ادبائها – عاشت الحرمان كبقية المدن العراقية ابان تعاقب السلطات لاسيما فترة البعث المظلمة التي جثمت على الصدر العراقي طوال ثلاث عقود او اكثر فتشاهد ان الشوارع مهملة يغلب عليها النسيان وترتسم لك شيخوخة الجدران البالية .لكن يبقى السر في جمالها ..عطائها وطيبة اهلها المعروفون بكرمهم الجنوبي الجنوني .الثقافة غي المدينة والادب والصحافة والسياسة واقع يومي للحديث عنه في المقاهي او الملاتقيات لمختلف الطبقات من الرجال الكبار في السن التي طالما يكون المقهى المجمع المعروف لهم او من الشباب والطلبة كما يظهر في المدينة النشاط السياسي والثقافي والأدبي والإبداعي وعرفت بمقارعته للحكم الديكتاتوري وقدمت العديد من الشهداء امثال إحسان عبد غركان وحسام حسن وغيرهم ممن لم تحضرني اسمائهم .

في الأدب والفن انجبت المدينة اسماء كبيرة في الواقع الثقافي العراقي ففي الشعر يضهر عاليا اسم الشاعر والمرحوم قيس لفته مراد والشاعر الكبير عبد الامير الحيدري صاحب الشعر المعروف بــ(الملمع )* ونجله الشاعر المعروف علي عبد الامير الحيدري كما يضهر اسم الشاعر ورجل الدين الشيخ مجيد ال كبة والسيد جابر الفياض والشاعر المقيم في السويد نصيف الناصري بالاضافة الى الجيل الاخر من الشعراء امثال الشاعر ثائر كاظم الكناني والشاعر الشاب والمبدع حيدر شاكر النجم الذي يقيم حاليا في البحرين وغيرهم من الجيل الشاب الذي مثل طلعة ستقطف ثمارها مستقبلا في عالم الشعر حيث بامنت بوادرهم .

في الشعر الشعبي للمدينة حصة كبيرة حيث ظهرت العديد من الاسماء الشعرية التي لا امتلك الحديث الكافي عنها

لم يكن الشعر هو السمة الوحيدة للادب في المدينة حيث تظهر كتابة القصة والنصوص الاخرى مسرحية ونثرية ونقد ففي كتابة القصة يظهر عاليا اسم الكاتب القصصي العراقي المعروف اسماعيل شاكر الرفاعي كما تظهر اسم الكوكبة الجديدة امثال امير عبد الحسين الخفاجي وثائر الكناني وغيرهم

في المسرح هنالك الفنان المسرحي جمال جبار علي كا ابدع نخبة من الفنانين في هيئة المسرح الحسيني التي ابدعت في لمجال المسرحي في قضاء الرفاعي

كما ابدع ابناء الرفاعي في تلك المجالات فان الصحافة كانت احداها حيث ان لفتة مراد والد الشاعر قيس لفتة مراد كان مؤسس لصحيفة من اوائل الصحف المدينة المعروفة باسم جريدة (المنتفق) كما صدرت في المدينة مجلات وصحف صغيرة لم يقاوم عمرها

الصحفين لهم نصيبهم حيث ان رئيس اتحاد او نقلبة الصحفيين في ذي قار الذي تم انتخابه مؤخرا عدنان عبد غركان هو من ابناء الرفاعي كما ان مدير تحرير جريدة اليوم الاخر الزميل فراس الركابي هو ايضا احد ابناء المدينة كما ان نشرة الاديب صدرت في المدينة

لايفوتني ان اذكر المبدعين الاخرين من المدينة حيث شاركت المدينة بعدة معارض فنية وفازت وكان ذلك على يد عدد من الفنانين في الخط والزخرفة الاسلامية فلابد ان نذكر اسم الخطاط ذاكر حسين الدرويش وهادي جودة الزبيدي وغيرهم.في الغناء ينتمي المطرب الريفي المعروف جواد وادي للمدينة

والاسما التي لازالت تمارس دورها الثقافي في الشعر ومختلف الاداب والفنون منهم الشاعر ماجد كبة وعلي حميد الشويلي واحمد البديري وماجد العتابي وصادق الموسوي وامثلهم الكثير

الشيء الذي لابد الاشارة اليه والاشادة به هو صدور نشرة ادبية في المدينة فسحت المجال للاقلام الشابة والاقلام الواعدة حيث كانت منبر لنشر نتاجهم كما ضمت النشرة العديد من المقالات والنصوص من مختلف لاقطار العربية واجرت اللقاءات والاستطلاعات كما ضمت في عملها مراسلين من عدة مدن عراقية وعربية وعالمية

وقد صدر لحد الان العدد الثامن من النشرة وهي في ابداع متواصل وعطاء مستمر . كما استطاعت من الصدور خارج البلاد عبر الانترنت حيث انشأ لها رئيس التحرير موقع اليكتروني نُشرت عبره النشرة كما خصص لها الاخ العزيز الرسام العراقي المقسم في الولايات المتحدة عدنان الشاطي صفحة خاصة في موقع ناصرية نت ونشرت النشرة مواضيعها في مواقع مختلفة مثل الحوار المتمدن وكتابات وبنت الرافدين وسعوديات نت وغيرها .

الانترنت وبعد وصوله الى المدينة انتج عدة امور ايجابية بالنسبة لكتاب وادباء المدينة الذين يبحثون من اجل الابداع حيث كان عدد منهم ينشر في الصحف والمواقع الالكترونية والمداومين على ذلك امير عبد الحسين الخفاجي ولاء الرفاعي وصادق مجبل الموسوي حيث نشر الاخير في مواقع متعددة مثل الحوار المتمدن وكتابات وموسوعة بلاد الرافدين ودروب وناصرية نت وبنت الرافدين وسومريون نت وديوان العرب وصوت العراق وسعوديات نت وعراق الغد وايلاف وغيرها ..

المشهد الثقافي في المدينة.

حالها كحال المدن العراقية.. فقد تعرضت هذه المدينة المطله على نهر الغراف الى الظلم من قبل اللا نظام البعثي وقدمت وما فتئت تقدم المزيد من الشهداء..

ولكل يعلم ان الثقافة العراقية قد تعرضت الى الظلم جراء التعسف من قبل ذلك النظام بحق المثقف.

واليوم بعد ان هوى الصنم وتنفست الثقافة العراقية الهواء واصبح هنالك اتصال بين ادباء المنفى وادباء الداخل ومدينة الرفاعي التي تحتفظ بخزانه ادبية وثقافية واسعة التي انجبت العديد من الرموز التي لاحت في سماء العراق ولوحت بفضائه امثال الاديب الشفوف قيس لفته مــــراد .

الواقع الثقافي فيث مدينة الرفاعي ، الان لا يكاد يكون كمثل قبل حوالي عام فقد كانت تتوالى المهرجانات والندوات الفكرية والثقافية والأمسيات حيث كان المنتدى الثقافي الاسلامي ثم منتدى الجواهري الثقافية

فهنالك الان ثلاث تجمعات رئيسية في الرفاعي وهي:-

منتدى الرفاعي الادبي : وهو منتدى تابع لاتحاد الشعراء وكتاب الادب الشعبي في ذي قار

مجمع الثقافي في الرفاعي : مجمع ثقافي جديد النشاة اسسه عدد من المثقفين ووضع اهدافه العمة للمناقشة .

تجمع الكتاب والادباء في الرفاعي : وهو تجمع ثقافي مستقل اسسه عدد من الادباء والحريصون على الثقافة وقد اصدر نظامه الداخلي ولا زالت متواصله في عقد الامسيات والندوات الحوارية والنقدية .

كما يصدر هذا التجمع نشرة الاديب وهي نشرة ادبية استطاعت قطع مسافة طويلة من المشوار وتمكنت من الوصول الى القراء عبر الانترنت بجهود العاملين ومساعدة الرسام والاخ العزيز عدنان الشاطي ،

ولا زالت الأديب تمثل الواجهه المشرفه للمدينة والازالت تؤسس للمستقبل .

تبقى المدينة منارة للابداع ........ لكن يتطلب ذلك جهود كل ابناءها

* الملمع : نوع من انواع الشعر حيث يكون الصدر من الشعر القريض والعجر من الشعر الشعبي وهذا الون كانت مدينة الرفاعي هي منشأه .