عبث العراق

سناء الانصاري

sana_957@yahoo.com

الانسان هو الموجود الذي حير الجميع... و اعقد ما في هذا الموجود هي النفس الانسانية... فما هو السبيل للرقي بهذه النفس...و بهذا الانسان... و الارتفاع به نحو الاهداف العليا ...و القيم السامية...ليس هناك شيء سوى التربية التي تصوغ شخصية الانسان و تعطيها ابعادها الراقية فتحقق بها اعظم الانتصارات الفردية و الاجتماعية... فقد اجمع الجميع على ان التربية هي من الامور الاكتسابية... و قد اخبرنا عؤ من قائل في القرآن الكريم \" و الله اخرجكم من بطون امهاتكم لا تعلمون شيئا, و جعل لكم السمع و الابصار و الافئدة لعلكم تشكرون\".
ان السمع و البصر و الفؤاد هي منافذ المعرفة و الرقي للأنسان...و أسمى انواع التربية و أعلاها هي التربية الروحية التي ترتقي بالأنسان الى الافاق البعيدة....تحلق به في سماء القيم و المثل العليا كي يحقق الانسان انسانيته على وجه الارض....و يكون بحق خليفة له سبحانه.....
فما بال هذا الانسان اليوم... لايعرف غير سفك الدماء و زهق الانفس و الارواح...و لا أبجدية له غيرها...
أنها التربية.... نعم نستطيع ان نقول بملئ الفم هذه تربيتهم و لا يجيدون غيرها....فما كفاكم سفكا لدماء العراقيين لمدة خمسة و ثلاثين عاما...يا عبث العراق ألا تتعظون بمصير سيدكم الذليل و ازلامه....
لم و لن تصلوا لما تطمحون اليه لان عبثكم قبر في مزبلة التأريخ و لارجعة له حتى لو تقتلون اخر عراقي.. فلا تسبحون كثيرا في اوهامكم فلن تحصلوا على ما تطمحون حتى لو كانت اميركا سندكم و كما هي طول تاريخكم.
فانتظروا انا منتظرون