مقالات

ليس للمرأة العراقية عيد…..!!!!

 

مصطفى المهاجر / برزبن ـ استراليا

malmohajer@hotmail.com

 

المرأة العراقية…..أماً… أختاً… زوجةً….. ابنهً، استثناء من كل نساء الدنيا، لم تعرف للفرح طعماً…. ولا للسعادة رسماً، منذ عقود طويلة من تاريخنا الحديث…. وهي غائرة في سواد حزنها….. زادها الدموع… وذكرياتها الفجيعة…… وأحلامها (يالبساطة أحلامها..!!!) عودع غائب……اباً…..أخاً.. زوجاً….. ابنا، من رحلة غامضة الى المجهول …. الى حيث لا مكان ولا زمان، عودة من حرب…. وسجن…… ومنفى…….!!!!

من منا…. من العراقين….. يتذكر صورة امه بغير السواد الذي يلفها من قمة رأسها الى أخمص قدميها……؟!!

في مثل هذه الأيام من العام الماضي…… كنت أقف على قبر أمي والغصة تخنقني…. والوجع يتسرب الى كل خلية من جسدي..، عاجزاً عن الوفاء بنذري يوم وصلني خبر موتها وأنا في اولى خطوات الغربة والمنفى التي نافت على العشرين عاماً…… ولا تزال حبلى بأعوام طويلة قادمة (ربما..!!)، أن أغمر قبرها وقبر ابي بالنفسج والياسمين….إذا قدر الله لي العودة للعراق..!!!! ولكن من اين ياتي البنفسج والياسمين ولم يبق في العراق الا الرصاص والقنابل والقتل المجاني والتخريب الذي لم تنجو منه حتى القبور…….!!! ترى هل سيبقى في العمر متسع للوفاء بنذر كهذا في مرة قادمة…؟!! وهل ستكون هناك مرة قادمة…..؟!!...

 

"نذرا…..

اذا عدت يوماً…..

سأغمره بالنفسج والياسمين…..!!!"

 

في عيد المرأة العالمي….. وليس العراقي…. أعيد إهداء قصيدتي القديمة -الجديدة… الى أمي واخواتي.. وزوجتي…. وابنتي.. الى كل نساء عائلتي… وإلى كل امرأة عراقية… علّ العراق يصنع من حزنهن المعتق في الماضي والحاضر…. أملاً بفرج قادم…..لأمهات المستقبل… ولكل إمرأة عراقيه… وأملاً بحياة تغيب عنها قسوة الفراق… وآلام الانتظار الممض لكل عزيز……!! وتختفي منها كل مظاهر السواد القاتل……!!! لكل نساء وطني في عيدهن المفقود، أنثر كلمات قصيدتي (و لما تزل…!!) تحت أقدامهن وعلى اعتاب عيد قادم…………!!!؟؟؟؟

  برزبن استراليا

عشيه الثامن من آذار

2006

 

 و لمّا تزل………!!!!

 

(الى أم عراقية… انجبت عشرة… وحين أغمضت عينيها الاغماضة الاخيرة.. لم تجد أحدا منهم تحط رأسها المتعب في حجره…. الى امي)

 

 

لأمي

التي وزعت قلبها

في المهاجر.. والمعتقل

لامي

التي لم تجد

من تحط على وجنتيه

القبل

لامي التي ضاع احبابها

و هي لم تزل

تلملم زهر الليالي

التي سهرتها

و تصنع من امنيات المدامع

أحلى الجمل

و ترقب في لهفة العمر

أيامها

و هي تغدو ربيعا

وأبناءها

يصعدون على سلم الامنيات

سريعا

و يكبر ما بين أحداقها

 غامر من أمل

هنالك حطت على العش

عاصفة من رياح

تشتت من تحت أجنحة الوجد

سرب العصافير

ضاعت مع الريح

أمالها في عجل

000000000

 

لامي التي حملت

حزنها…. والهموم…..

و أرخت دموع الفراق

التي عششت في المقل

و راحت تناجي السماء طويلا

طويلاً…..

عسى ان تجيب

و علْ

لامي التي اسلمت روحها…..

و هي لمّا تزل

تردد يا رب

هل من أمل…؟!!

تردد يا رب

من عشرة

واحداً…..

واحداً… وأقل…..

00000000000

 

لامي

التي رغم كل السنين العجاف

التي سحقتني

و لمّا تزل

أراها

و قد حملّت روحها

في القبل

أراها تفيض ابتساما

و حزنا جميلا

و تشعل اشواقها

في الضلوع

لتزهر أعمارنا

بالربيع الذي ضاع منها

و ما أن اطلّ

على آخر العمر

حتى أرتحل

000000000000

 

لامي التي اسلمت

روحها…..

بدناً لم تنله العللْ

فيا قبرها

ضائعا… مثلنا

هنا نحن

يا أمنا

لم نزلْ

نخبىء أعمارنا

كي نعودَ……

لنغمرَ أحجاره….

بالدموع

و نغسل أوزارنا

بالقبلْ.

 

 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com