مقالات

 وصية بديع الزمان الشيخ سعيد النورسي لشعب كوردستان قبل قرن من الزمان

ترجمها عن الكوردية: محسن جوامير ـ كاتب كوردستاني

mohsinjwamir@hotmail.com

أيها الشعب الكوردي!

في الإتفاق قوة.. في الإتحاد حياة.. في الاُخوة سعادة.. وفي الدولة والحكم سلامة.

تمسكوا بعِصَم الإتحاد واعتصموا بحبل المحبة وبقوة، لكي تتخلصوا من البلايا والمحن!

 

إسمعوني جيداً.! كي أقول لكم شيئا:

إعلموا بأننا نمتلك ثلاثة جواهر يتعين علينا حفظها:

الجوهرالأول: الإسلامية، التي من أجلها ضحت الألوف المؤلفة بدماءهم الغالية.

الجوهرالثاني: الإنسانية، التي يجب علينا وعن طريق تقديم الخدمات العقلية والفكرية والرجولة والإنسانية، جلب أنظار الناس إلينا.

الجوهرالثالث: القومية " المِللية "، التي أعطتنا ميزة خاصة بنا.. والذين سبقونا، بقي ذكرهم الجليل بفضل صلاحهم وطيبتهم.. ونحن بسلوكنا وإحتفاظنا بالروح القومية، علينا أن نجعل أرواحهم في قبورهم سعيدة.

 

ثم لدينا ثلاثة أعداء يدمروننا:

العدوالأول: الفقر، والدليل على ذلك وجود 40 ألف حمال " كوردي " في إسطنبول.

العدوالثاني: الجهل والأمية، وبسببهما لا يوجد من بين كل ألف شخص منا، واحد يستطيع قراءة جريدة.

العدوالثالث: العداوة والإختلاف، اللذان تسببا في ضياع قوتنا.. لذلك نحن بحاجة إلى تربية وتوجيه.. والحكومة لكونها غير منصفة، ظلمتنا.

 

عندما تعرفون ذلك.. إعلموا أن علاجنا يكمن في أن نضع في معصمنا ثلاثة أسورة من الماس.. آنذاك باستطاعتنا طرد الأعداء الثلاثة من بيننا، وتلكم الأسورة هي:

أولا: سوار المعرفة والقراءة.

ثانيا: سوار الإتفاق والمحبة القومية " كوردايه تى ".

ثالثا: سوارٌ، أن يؤدي الإنسان ما على عاتقه بيده، وأن لايكون كالسفلة الذين يتواكلون ويعتمدون على جهد وقدرة الآخرين.

 

الوصية الأخيرة:

 القراءة.. القراءة.. القراءة..! و: الإتحاد.. الإتحاد.. الإتحاد..

 الملا سعيد

 

 ملاحظة! نشرت هذه الوصية في العدد الأول من جريدة التعاون والترقي الكوردية الصادرة في إسطنبول / تشرين الثاني 1908 م. وهي منشورة في موقع سه رحه د الكوردي. وما ورد بين العلامتين" " من إضافة المترجم للتوضيح.

 

نبذة عن حياة بديع الزمان النورسي

 ولد بديع الزمان عام 1876 في قرية ( نورس ) الواقعة في شمال كوردستان.. بدت عليه وفي مرحلة مبكرة من عمره العبقرية والذكاء. كان تواقا للمعرفة وصاحب ذاكرة قوية، حيث حفظ حوالي 90 كتابا من أمهات الكتب عن ظهر قلب وكان مازال شابا.

 في عام 1897 إرتحل إلى مدينة " وان " الكوردية.. هناك تعمق في دراسة العلوم المختلفة من رياضيات وكيمياء وفيزياء وفلسفة وتأريخ وجغرافية.. إلخ. ولنبوغه سمي ب " بديع الزمان ".

 في عام 1907 زار عاصمة الخلافة إسطنبول، وهناك قدم مشروعا للسلطان عبدالحميد يقترح فيه إنشاء جامعة إسلامية في كوردستان على غرار جامعة الأزهر في القاهرة وتحت إسم " مدرسة الزهراء "، تدرس فيها العلوم المختلفة من إسلامية وكونية على مائدة العقل والروح.. وكان ينوي أن يجعل الدراسة فيها باللغات العربية والكوردية والتركية، كما يذكر بعض المطلعين.

 وبعد تأسيس الجمهورية التركية ولغاية وفاته، تعرض لأشد أنواع الملاحقات والسجن والتنكيل والعذابات والنفي والتشريد من لدن كل الحكومات المتعاقبة.

 إنتقل النورسي العارف إلى جوار ربه عام 1960، ودفن في مدينة أورفة.. وبعد أربعة أشهر من وفاته، أخرج العسكر التركي رفاته من القبر، ونقلوه بالطائرة إلى جهة مجهولة لم تعرف لحد الآن.

 ألف أكثر من ( 130 ) رسالة باسم ( رسائل النور ) بالعربية والتركية، ولعل تسمية ( النور ) ماخوذة كذلك من حروف إسم قريته ( نورس ) التي ولدته امه فيها. وقد ترجم الأستاذ إحسان قاسم الصالحي أغلبها إلى العربية، واستفدت مما أوردته هنا من كتابات كتبها الشيخ الصالحي. وتُرجمت مجموعة من رسائله إلى الكوردية في شمال وجنوب كوردستان.

 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com