لم يعدْ لي من صاحبٍ سوى الحزن

 "نص"

 مصطفى المهاجر / برزين ـ استراليا

malmohajer@hotmail.com

كلما أعدت حسابات سنيني...... وجدتني خاسراً ،دفاتري القديمة تهرأت أوراقها لكثرة ما قلبتها.....أبحث فيها عن لحظات الفرح بين سطور تراكمت مثقلة بالتوجع و الهم و الأكدار ، أتساءل بجزع الملدوغ كيف تسربت كلّ الأيام من بين أصابعي ....... دون أن أمسك  ولو بعضا من بريقها أخبئه لليالي العمر القادمة...؟؟!

 

0 0 0 0 0 0 0

 

أتلفت في أخرياتٍ ساعاتي الراكضة نحو النهايات القصية .......... باحثاً عمن يمكنني تسميته أخاً أو صاحباً أو صديقاً صدوقاً ........ فلا أجد سوى بضعة أسماء تناثرت حروفها على خارطة هذا العالم المتنائي الأطراف....... تبحث عمن يلمُّ شتات حروفها ليعيد تشكيلها كلمات تضج دلالاتها بالصدق و الوفاء و جميل الذكريات.......!!

 

0 0 0 0 0 0 0

 

غارقاً في لجج البعد و الفجيعة... مترنحاً من هول صفعات الغربة و النفي التي تنهال على ضامر روحي..... ضائعاً في متاهاتٍ لا حدود لوحشتها...... ساهراً تحت سماء غريبة الملامح و القسمات ....... أحصي المتساقط من نجومي تحت حوافر عجلات الطغيان ........ في قعر السجون و على أعواد المشانق وفي رحلات المقابر الجماعية إلى ملكوت العدل الإلهي ......أولئك الذين لم يعد يذكرهم سوى الله في كتابه الذي لا يضلُّ ولا ينسى..........

 

0 0 0 0 0 00

 

لم يعدْ لي من صاحب سوى الحزن... يُفرد لي جناحيه الواسعين ......... يضمني إلى وجيب قلبه المترهل من ثقل هموم أمثالي الغرباء......... يفرش لي أهدابه المثقلات بسحائب دموعنا التي نسيت السماءُ أن تُقفلَ صنبورها ذات حزنٍ قديمٍ ...... فظلت تهطلُ دموعاً... و دماً.. و ظلاماتٍ لا عَدَّ لضحاياها..........

 

0 0 0 0 0 00

 

أيها الحزن....... يا صاحبي في رحلة هذا العمر المشارف على آخر سطوره...... شكراً لرفقتك لي... شكراً لكل تلك اللحظات ....... الساعات..... الأيام..... السنوات...... القرون.... التي كنت فيها أنيسي في وحدتي..... و صاحبي حيث لا صاحب ليّ......... شكراً لأنك الحقيقة الوحيدة التي لازمتني في رحلة الوهم الكبير........... وهم الحياةِ.... والسعادةِ ....... و الأصدقاء.........!!