مقالات

رثاء في أربعينية أخي الشهيد أسعد السهيل في جامع براثا

جواد السعيد / السويد

J12alsaaid@hotmail.com

هل يعلم الراهب أن صومعته هذه ستكون مسجدا كبيرا يوما ما، ترى ماذا لقنه علي حينما التقاه, بماذا نبأه؟ هل نبأه بأن نجمين من أحفاد رسول الله سيدفنان على مرمى حجر منه؟ هل نبأه عن بغداد وجسورها؟ هل أوحى إليه أن قوما سيبعثون لأعمار مسجده بالقرب من دجلة؟ أي علم عندك ياراهب الزوراء خبرنا بالله عليك؟

هل علم الراهب بيوم الجمعة الدامي؟ هل أحصى عدد الملائكة الذين عرجوا بتلك الأرواح الى الملكوت الأعلى؟ نعم يابراثا حدثننا عن تلك الأجساد التي عفرت على ثراك الطاهر أي منكم زاد الآخر قداسة أنت أم أجساد أتباع علي؟ براثا حدثنا من أرتوى من تراتيل صلوات الجمعة أنت أم أرواح  الشهداء في محرابك؟

هناك في بغداد يابراثا عمل حثيث وبحنق على تشتيت أتباع آل الرسول، في بغداد وليلها تحاك المؤامرات ضدنا ومنذ تشييدها وفي داخل أسوارها وبين أساطين جدرانها دفنت أجساد لنا تضم بين جنبيها حب علي وأولاده في بغداد وليالي ألقها وسمارها نعذب كل يوم وليلة ألف مرة ومرة؟ في بغداد يابراثا يرقصون ويحتفلون كل يوم على اشلاء قتلانا ، في بغداد يابراثا تغتصب عشرات العذارى وتنتهك الأعراض دون وازع من ضمير أو رادع من دين.

في عمر تاريخ بغداد لم نجد سوى الأحن والأحقاد وفي أعماق نهر دجلة غرقت كل البشائر وأخذها الطمى وراح يلوي بها صوب الجنوب ليدفنها مع أحلام أبناءه الضائعة.

الى بغداد يعود أحفاد الأنكشارية من جديد للقمع والقتل والغدر, في عمر بغداد لم تحكم من أبنائها ولم تهنأ بدجلتها الذي كان يبتلعها أحيانا بفيضانه بدل أن يفيض عليها خيرا, نعم هي بغداد بنيت وصممت لتحتضن الغرباء فقط وتقتل أبناءها.

 بغداد أية مدينة أنت قاسية في السرمهادنة في العلن خادعة ماكرة, بغداد لم تفقد عذريتها يوم جاءها البعثيون الأدعياء واستولوا على عرشها بل اغتصبت يوم أدخل عليها هارون البرامكة ويوم جاء المعتصم بالترك ويوم نهبها هولوكو، ويوم استولى على قرارها المماليك والأنكشارية، ألم أقل لكم أن بغداد لم تحكم من أبنائها على طول التاريخ!!

وأنت أيها الشهيد الغريب في بلاده، العزيز عند الله عرفناك في ستوكهولم لتذهب الى بغداد زائرا ليتلاقاك مسجد براثا محتضنك بشوق, عرفناك في هذا المكان المبارك الذي كان لك وطن وصرنا لك أهلا، فأهلك ياأسعد نحن الذين بكيناك بحرقة ودخل الحزن بيوتنا جميعا وعرفوا أولادنا صغارا وكبارا أنك عمهم صاحب القلب الطيب والوجه الباسم، تستقبلنا بابتسامتك المعهودة لم نعرف عنك إلا الحب للجميع والتسامح ودماثة الخلق, في هذا المكان يا أسعد في مجمع أهل البيت عليهم السلام في ستوكهولم الذي صير مشاعرنا واحدة اعتدنا نلقاك ونسمع صوتك هنا الذي لازال صداه يتردد على جدران المجمع  نتذكر كل كلمة لك كل تسبيحة في صلوات الجمعة كل موقف جميل. لايصبرنا عنك سوى علمنا انك مضيت الى خير منزل وجاورت ربك وهو خير جار واختتمت حياتك بعاقبة كلها خير انشاء الله.... وابنك الجميل فاضل الذي فارق الحياة غضا كم فرحت بلقاءه الملائكة فلا ذنب اقترف ولاجريمة ارتكب فقط انه يحمل في فطرته وأعماق سريرته الطاهرة حب علي وأولاد علي فالى الجنان أيها الشهيد العزيز محتضنا ابنك بين ذراعيك تشكو مظلوميته للزهراء عليها السلام.

أيها الشهيد الغالي لا أريد أن أعزي أخي الحاج أبو إيثار لوحده وكل آل السهيل، بل العزاء لنا جميعا نحن شيعة ستوكهولم لأن المصاب جلل والفقيدعزيزنا ولكن كما جرى العرف والعادة لابد لي من أن أقدم التعازي لك أخي الكريم فكلنا نحيك على صبرك واحتسابك ورضاك بقضاء الله وقدره، ولك أسوة في أهل بيت النبوة لقد سبقونا الى ذلك كله فصبرا الى يوم نلقاهم فهم أملنا في النجاة يوم تنكشف السرائر، فعظم الله لك الأجر،والحمد لله رب العالمين.

 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com