مقالات

التشدد الديني والإسلام السياسي - الجزء الثالث

احسان طالب

ehsantaleb@gmail.com

تحدثنا في الجزئيين الأول والثاني عن ظاهرة التشدد الديني المظاهر الأسباب والدعائم وسنقدم في هذا الجزء استكمالا للمحور المتعلق بالإسلام السياسي بعد تقديمنا خلاصة واستنتاجات للمحور الأول
 

خلاصة ونتائج :

إن انتشار وتوسع مظاهر التشدد والتزمت الديني في البلاد العربية والإسلامية خاصة وفي دول العالم الأخرى ، ليست ظاهرة غيبية قدرية لا تخضع للبحث والتأويل إنما هي محصلة ونتيجة لمجموعة عوامل وظروف موضوعية وتاريخية,ويمكننا تحديدها إجمالا بما يلي :
غياب الإعلام الحر والديمقراطية في الفكر والممارسة ، ظهور أنظمة ديكتاتورية ساهمت بدعم التيارات الدينية ، رغم رفعها لراية العلمانية في بداية استيلاءها على الحكم ،بعد وصولها لقناعة بالاستفادة والاستعانة بالفكر والعمل المتطرف بما يخدم بقاءها وتسلطها ، وتزامن ذلك مع تغيب وغياب الفكر اللبرالي وثقافة الانفتاح على الأخر. وحصر ثقافة التسامح بالمتفق والمتوافق.
الأخطاء والجرائم التي ارتكبتها الحضارة الغربية من عهد الاستعمار الأول ـ الرق وتجارة العبيد ـ إلى عهدا لاستعمار العسكري بعد الحرب العالمية الأولى والفشل وعدم قدرة الغرب على تفهم حقيقة الفكر الديني وعدم قدرته على احتواء ودمج المهاجرين إليه بالمجتمعات الغربية ، مع أخطائها الفادحة في ترك الشعوب نهبة للاستبداد ودعمها للاستقرار الهدام على حساب غياب الحرية والديمقراطية والتستر على انتهاك حقوق الإنسان عبر عقود طويلة من الزمن.
التراث المذهبي والفقهي الإسلامي الذي أشتمل إلى جانبه التنويري والحضاري على مكونات مكرسة ومرسخة للعنف والتطرف والتزمت ،وكذلك الإرث الثقافي القومي المنغلق وتجزر الوعي القبائلي والعشائري في المنظومة العقلية والفكرية للمجتمعات العربية واختلاط مفاهيم الوطنية بالعداء للأخر وتغليب مفاهيم الإقصاء والعزل.
كان ذلك في مقابل عجز وعدم جرأة النخبة الدينية واللبرالية على كسر حاجز الخوف والخروج على المتعارف عليه وتخطأة الموروث وطرح أفكار التجديد وتبني تفاسير وشروح أكثر حداثة وعصرنة , وإخضاع الاجتهاد والفتوى للتوجهات السياسية للحكام والمزاج العام للتيار الشعبوي الديني.
الاعتقاد الفكري الراسخ لدى العامة والنخبة من أبناء الأمة بأنها الأفضل والأكمل والأكرم والأخير ,حاضرا وماضيا ومستقبلا من بين أمم الأرض وتسبب ذلك في تجنب نقد الذات والموقف المتكبر والمتعالي تجاه الآخرين خاصة وأن الأمة تستند إلى المرجعية المقدسة فيما تدعيه وتزعمه.
 عزوف المجتمعات العربية عن ولوج الحداثة في الفكر والسلوك ، والخشية من الذوبان وضياع القيم والعادات والتقاليد من جراء اختلاط المسلمين بالحضارة الغربية عبر الهجرة وثورة الاتصالات ، مع الجهل بحضارات الآخرين وإنجازاتهم الإنسانية.
العجز عن اللحاق بالحضارات الأخرى فبينما كنا نظن سالفا أننا قادرون على الالتحاق بهم ومنافستهم ففوجئنا تاليا باستحالة تجاوزهم ومنافستهم والاستغناء عنهم، مما خلف إحساسا عميقا بالهزيمة والعجز.
الأوضاع السياسية المتأزمة والقضايا الإقليمية الملتهبة وتفاقمها وعجز الدول الكبرى عن إيجاد حلول لها , وتنامي دور الفكر الجهادي في الحراك السياسي العربي الذي قدم نفسه بديلا ناجحا عن الجميع. مع تحقيقه للانتصار مباشر في صراعه مع الشيوعية وإنزاله إصابات خطيرة بالغرب
الهزائم المتوالية وفشل الأنظمة والتيارات القومية والاشتراكية والعلمانية واللبرالية العربية السائدة وحصد الشعوب المزيد من الظلم والتخلف والفقر.
ساهمت الطفرة المادية النفطية العربية إلى حد بعيد تطور أشكال الالتزام الديني حيث أصبح النموذج السعودي أكثر سيطرة ورواجا، ووجد العديد من الأثرياء العرب الفرصة متاحة للتقرب إلى الله بدعم الدعاة وتصديرهم إلى كافة دول العالم والمساهمة في إنشاء وبناء المؤسسات الشرعية بدون قيود وضوابط ،في حين استغل الغلاة والمتطرفون ذلك الدعم وجيروه لصالحهم.


المحور الثاني :
الإسلام السياسي :

في هذا القسم سنبحث في البنيات والأصول والقواعد التي أسست المكون الفكري والقاعدة الأصولية للإسلام السياسي قبل الخوض فيه كممارسة وفعل إذ لابد لنا من فحص وتفكيك تلك البنية التي قام عليها ، والخوض في هذا الموضوع حساس وشائك ، نتيجة لارتباطه بالموروث المقدس والنقول المتراكمة عبر آماد من الزمن ، والتي تحولت إلى فكر وثقافة وممارسة وعقائد راسخة. يعتبر الاقتراب منها أ ومحاولة مراجعتها ونقدها خطا أحمر وتعديا على الوعي الكامن والفاعل في مجتمعاتنا العربية. من هذه الزاوية كان الخوض في مفاهيم الإسلام السياسي شائكا ومعقدا لكنه في نفس الوقت ضرورة وحاجة تقتضيها الحركة المستمرة والمستجدة للأمم والحضارات والشعوب.
و إذا أردنا لبحثنا ودراستنا أن تحقق نقلة وإضافة كان علينا تقديم جديد مبتكر وعلى الأقل تفحص وتمحيص وبحث ما هو موجود والاستفادة منه للتقدم نحو مطروحات تجلي الغموض وتكشف الغطاء الثقيل عن الحقيقة.

 

 أسس المفهوم:
ينطلق الفكر الديني أساسا ً من قاعدة مركزية مفادها أن الإنسان العاقل المدرك الواعي بإمكانياته الذاتية وبأدواته العلمية ومناهجه وأساليبه المعرفية الخاصة غير قادر على الوصول إلى الحقيقة والحق والعدل ولا يمتلك ما يكفيه من العلم والفهم لتشريع أسس وقواعد لحياته وسن قوانين ومراسيم لتنظيم علائقه بالآخر أفرادا ً ومجتمعات. فضلا ً عن محدودية قدرته على استنطاق المعرفة بالتأمل والتفكير والبحث ، لذلك كانت ضرورة النبوة والوحي للهداية وإنارة السبيل والإرشاد ومنها ينبثق التشريع الناظم والمتحكم.
و إذا كان الفكر الديني وتحديدا ً الإسلامي يخصص مكانة ومرتبة مرموقة للعقول والألباب والأفئدة فإن تلك المسميات وهذه المرتكزات تبقى وظيفتها ومهامها مقيدة ومحصورة من حيث المبدأ في الوصول إلى الإيمان والتسليم ومن ثمة الفهم وتأويل وشرح واستنطاق الحقيقة المنزلة والأصول الموضحة والمعروفة ، قبل إعمال البحث وتشغيل الفكر. فالمنطلق والمرتكز والمنبع المتوالد على مر العصور هو الوحي والنبوءة بمركزيته التي ترتبط بها وتنجذب إليها كل المجهودات والتأملات العقلية والمعرفية التي يبذلها الإنسان ويسعى من خلالها لخير وسعادة حاضره ومستقبله والكون المحيط به
( ولا تكونوا كالذين قالوا سمعنا وهم لا يسمعون * إن شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون * ولو علم الله فيهم خيرا لأسمعهم ولو أسمعهم لتولوا وهم معرضون ) الأنفال 21ـ23
" وهم المشركون والمنافقون واليهود والجميع من هؤلاء ، فهم يسمعون بآذانهم من غير فهم ولا عمل.... فهم شر الدواب عند الله ، لأنها تميز بعض التميز ، وتفرق بين ما ينفعها ويضرها " فتح القدير للشوكاني ج 2 ص 298
( وما كان لنفس أن تؤمن إلا بإذن الله ويجعل الرجس على الذين لا يعقلون ) سورة يونس الآية 100
" أي ما صح وما استقام لنفس من الأنفس أن تؤمن بالله إلا بإذنه : أي بتسهيله وتيسيره ومشيئته لذلك فلا يقع غير ما يشاؤه كائنا ما كان ( ويجعل الرجس على الذين لا يعقلون ) أي العذاب والكفر والخذلان الذي هو العذاب.. والمراد بالذين لا يعقلون : هم الكفار الذين لا يتعقلون حجج الله ولا يتفكرون في آياته ولا يتدبرون فيما نصبه لهم من الأدلة " المصدر السابق ص 475
( ولقد ذرانا لجهنم كثيرا من الجن والإنس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها ألئك كالأنعام بل هم أضل ألئك هم الغافلون ) الأعراف 179
" ثم حكم عليهم بأنهم أضل منها ، لأنها تدرك بهذه الأمور ما ينفعها ويضرها... ثم حكم عليهم بالغفلة الكاملة لما هم عليه من عدم التميز الذي هو شأن من له عقل وبصر وسمع " فتح القدير للشوكاني ج 2 ص 267.

 الألباب والأفئدة والعقول والفهم والتفقه وا لبصر والسمع ، مسميات ومرتكزات وأدوات لها وظيفة ومهام مقيدة محصورة من حيث المبدأ بفهم وتأويل وشرح واستنطاق النبوة والشريعة المنزلة المبينة للأصول والقواعد المتضمنة مسبقا في المسموع والمنقول المتوفر على الحكمة والحقيقة كاملة قبل أجهاد العقل وإعمال البحث وتشغيل الفكر.
والوحي المتوالد بمعانيه وتأويلا ته ومفاهيمه عبر العصور ومر الزمان ، القديم الذي لا يبلى ، الحديث الذي لا يهرم ، يستحوذ على الأخلاق والهداية الحقيقية والشريعة الصالحة لكل زمان ومكان
.فالإنسان تحلى بخصائص العقل والفهم والفقه والحكمة ليصل إلى الإقرار بفردانية الوحي وقدرته المطلقة على طرح الحقائق المادية والرمزية النهائية الغير قابلة للنقد والمراجعة. وكنتيجة منطقية لهذا المفهوم وجب على بني البشر الانضباط ووالانتظام بالطرائق والنظم والأساليب التي يفرضها ويوجب الالتزام بها.
 
عناصر المفهوم :

 يتوفر المفهوم الديني للفكر السياسي على مجموعة من القواعد والعناصر التي نشأت مع بدايته وونمت وتطورت إلى عصرنا الراهن وباتت تشكل الأساس والمنطلق للمفكرين الإسلاميين السلفيين والتجديدين مع اختلاف واضح في النظرة والرؤية بين الفريقين :
 ا ـ الحاكمية
ب ـ المرجعية
ج ـ الطاعة والولاء
د ـ التميز والبراء

 

ا ـ الحاكمية :

 ( إن الحكم إلا لله أمر ألا تعبدوا إلا إياه ذلك الدين القيم ) يوسف 40
( والله يحكم لا معقب لحكمه وهو سريع الحساب )الرعد 41
( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون ) المائدة 44
( ومن لم يحكم بما أنزل الله فألئك هم الفاسقون ) المائدة 47
الحاكمية مبدأ مستحدث الصياغة قديم المدلول ، لم يكن متداولا لدى الفقهاء وعلماء الحديث والتفسير لكنه متواجد كمفهوم ذو دلالات محددة ، أرست قواعده آيات وأحاديث ثابتة واجتهادات متعاقبة.
هذه النصوص الكريمة وما دار في فلكها من صور وصياغات متعددة تربط الحكم باعتباره تحكم وتشريع وتقنين وتنظيم شامل جامع لا يغادر زمنا وحالة وأمة وشعبا مهما اختلفت الظروف الموضوعية والتاريخية.
لقد استطاع الفقهاء المسلمون على مر العصور إيجاد ضوابط وأصول وفقه حولت مفهوم الحاكمية المعرفي المجرد إلى معلومات وحقائق قابلة للتطبيق والممارسة وبرع في ذلك مدرسة الرأي التي أسسها أصحاب المذهب الحنفي وتبعتهم المذاهب الأخرى حيث كتب الشافعي كتابه الأم والشاطبي أصول الفقه وأسس الحنابلة والمالكية مع الباقين مبدأ المصلحة المرسلة ومبدأ سد الذرائع والقياس والاجتهاد كاستمرار وتكملة لمناهج وأدوات وقواعد ناظمة لتطبيق المبدأ وتحقيقه.
وقد تختلف المدرسة السلفية التي يعتبر رائدها الأهم أبن تيمية / 611 ـ 728 هجرية / ومحيها الشيخ محمد بن عبد الوهاب في أولوية التوحيد على الحاكمية وترى بأن مدرسة الإخوان المسلمين ومؤسسها الشيخ حسن البنا ومفكرها الأبرز سيد قطب، أخروا الركن الأول والهدف الأسمى للرسالة المحمدية ألا وهو وحدانية الإله وقدموا عليه مبدأ الحاكمية نتيجة لصراعهم السياسي مع نظام جمال عبد الناصر. في ذلك الوقت كانت العلاقة بين السلطة السياسية والدينية في المملكة العربية السعودية قائمة على التفاهم والتعاون والتنسيق لذلك لم يكن هاجس إقامة نظام يحكم بما انزل الله قائما لدى الوهابين وحركتهم المطالبة بتحقيق التوحيد ونبذ البدع واقتفاء أثر السلف في كل صغيرة وكبيرة.
 وفي تقديري فإن الحلاف في النهاية ليس جوهريا ومبدئيا ، فلقد رأى الإخوان بأن مبدأ التوحيد مسلمة وبديهة لا يرتقي إليها الشك لدى عموم المسلمين واعتبروا القيام بالكفاح والجهاد لإقامة دولة الإسلام هو الهدف الأول في حين خالفهم الوهابيون لأن دولة الإسلام قائمة والتوحيد بمفهومه النقي هو المتضرر. ولكن في النهاية التقى الطرفان وخاصة بعد تحول العديد من علماء ومفكري الإخوان من مصر إلى السعودية وتنبهوا إلى ما تعترية عقيدة المسلين من شوائب التوحيد الخالص الذي نزل به القرآن الكريم والسنة النبوية. وساهم مفكرو الإخوان في بناء النظام التربوي والتعليمي السعودي.كما استطاعوا التأسيس لقاعدة دعوية كبيرة انتشرت في كل بقاع الأرض مستفيدة من الدعم المعنوي والمادي السعودي.
وكنموذج لتلاقي الإخوان والسلفيين نلحظ بوضوح لدى زعماء القاعدة. أسامة بن لادن سعودي سلفي من أصل يمني كان تلميذا لعبد الله عزام أحد البارزين من جماعة الإخوان ، أيمن الظواهري الرجل الثاني في تنظيم القاعدة مصري تتلمذ وتربى في أحضان الجماعة في مصر قبل ذهابه إلى أفغانستان.
وهذا لا يعني التشابه المطلق بين القاعدة والإخوان حيث أن الجماعة تطورت لديها المفاهيم وارتفع لديها الوعي السياسي وتقدمت خطوات نحو الحداثة متجاوزة القاعدة وأصوليتها المتحجرة.


ب ـ المرجعية :

 ( فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما ) النساء 65
( يأيها الذين أمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الأخر )النساء 59
( ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ) النساء 83
( وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ) الأحزاب 36

 المرجعية عنصر هام ومركزي من عناصر مفهوم الإسلام السياسي وتعني العودة إلى النص كمستند أساسي ومرجع رئيسي في حالة الخلاف والتنازع فضلا عن الرجوع إلية عند البحت والتحكيم في المستجدات وأحوالها وفض النزاع حول شرعية القوانين والأنظمة ، وبذلك يكون النص الدستور الأول والأب الشرعي لكل ما تقوم علية الدول من تشريعات وأنظمة وقوانين.
و المرجعية صارمة حازمة تمسك بقبضة قوية كل الخيوط والتشعيبات الموصولة بكل ما جد وما يجد وما يستجد في حياة ومعاد ومآل الإنسان أفراد ومجتمعات ودول.و الالتزام بالأصول والقواعد المنصوص عليها ليس مجرد متابعة وملاحقة ة ممارسة ، بل هو أبعد من ذلك بكثير ، فلا يتم الإيمان ولا يستقيم بمجرد العمل إذ لا بد من استيلاء وسيطرة المفهوم على الوجدان وتغلغله في الوعي والإدراك ، وسيكون من الأفضل تأسيسه لقاع الوعي. فالحب والإخلاص والعبودية والاستسلام والانقياد لله والوحي المنزل قيم جوهرية يبني عليها المفهوم الديني. ولا يعتد بأي فعل وممارسة لا تجتمع لها تلك العناصر الوجدانية والعقلية والمعرفية. / راجع كتاب العبودية لأبن تيمية طبعة المكتب الإسلامي ص45ومابعدها/

 

ج ـ الطاعة والولاء :
وهذا عنصر هام من عناصر الفكر السياسي في الإسلام ويقوم على أساس تقديم الطاعة التامة للأوامر والنواهي والاستجابة الكاملة للفروض والبعد عن المحرمات ، المنصوص عليها في الأصول وترك كل ما يتعارض معها.
وفي الأصل تكون الطاعة والولاء لله والرسول ثم سحب إلى أولي الأمر وإلى أمير الجماعة ورئيس التنظيم والحزب وحظر بذلك معارضته ونقده ، وتسبب هذا الأمر في الخلط بين الأصل والفرع ، والتبس موضوع الطاعة والولاء وصعب التفريق بين المصدر الذي هو الوحي والنبوة وبين الواسطة والكيان الممثل لهما.

 

د ـ التميز والبراء :
ويقوم هذا العنصر على الاعتقاد بالحالة المنفردة التي يشكلها المكون الديني بسموه وعلوه على ما دونه من المكونات الأخرى وذلك عائد ببساطة لسمو وعلو مصدره لذلك وجب الاقتصار علية والابتعاد عن سواه ، والبراءة من أي مصدر آخر لكونه يشكل الكمال والتمام ويسعى لتحقيق العدالة المطلقة والحق الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه


نهاية الجزء الثالث ويليه الجزء الرابع

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com