مقالات

الانترنت هل هو نعمة ام نقمة

احمد حسيب الرفاعي

Wathig1978@yahoo.com

العالم الإلكتروني ليس مُجرَّداٍ من الأخلاق والآداب التي ينبغي الالتزام بها في الحياة التقليدية، إذ إن العالم الإلكتروني تكتنفه أخلاق العالم التقليدي، إضافة إلى بعض الآداب التي فرضتها طبيعة هذا العالم الإلكتروني الجديد. وهذه المادة موجَّهة أصلا لليافعين ولكنها قد تكون مفيدة للجميع ولا نحسب أن الالتزام بمضمون هذه المادة سيكون صعبا على أي منا فنحن بحكم عقيدتنا الإسلامية وأصالتنا العربية من أصحاب الخُلق الحَسَن والأدب الرفيع، ومن المؤمنين بالسلوكيات الإنسانية المهذَّبة؛ ولهذا ليس من الصعب أن نطبِّق ما نتبنّاه من أخلاق في واقع الحياة اليومية على سلوكنا في عالم الإنترنت وعلى كل حال فإننا نأمل أن تكون هذه المادة تذكيرا بمكارم الأخلاق والانترنت نعمة من نعم الله فأما ان نحسن استخدامها ام اننا نسيء استخدامه حالها كحال بقية النعم التي وهبها الله الى البشر ولكننا نرى وبعد ان انتشر الانترنت في العراق انتشارا ملحوظا ان البعض من الشباب يقبلون على الانترنت اقبالا كبيرا فالبعض منهم يقوم بتصفح الانترنت لمدة ساعات طويلة ليتصفح المواقع الدينية والثقافية والعلمية لابل ان القسم منهم يقوم

بالدراسة عن طريق الانترنت او لكتابة بحث ما بمساعدة الانترنت وهؤلاء تكون نسبتهم قليلة مقارنة مع نسبة الذين يستخدمون الانترنت من اجل الحصول على علاقة مع فتاة مهما كانت ومن اي بلد ولان هذه العلاقة كما هو معلوم هي عن طريق المصادفة فمعظم الشباب يقضون عدة ساعات من اجل البحث عن فتاة ليتم التعارف بينهم وبطبيعة عملي في قاعة للانترنت اجد ان نسبة 80% تقريبا من مستخدمي الانترنت يبحثون عن هكذا علاقات بالاضافة الى المواقع الاباحية 000

ان إقامة علاقة حب علي الانترنت محكوم عليها بالفشل لأنها ليست مبنية علي مشاعر صادقه او أحاسيس حقيقية لان الطرفين يعانون نقص في توازن شخصياتهم والحب الصادق لا يمكن أن ينمو في قلوب تعاني من عدم اشباع عاطفي ووجداني ولتفسير ذلك نستنتج الاتي ولكن قبل هذا هناك تساؤلات عديدة علينا ان نجد جوابا لها وهي :

كثير منا يسمع عن الحب بالانترنت

هل هو مسيء أم منطقي أم أمر طبيعي لا يستدعي الحديث عنه

مالذي يدعونا ان نحب عن طريق الانترنت ؟

هل لأنه الطرف الاخر بعيد عن انظارنا ولا يعلم عيوبنا ؟

هل لاننا نرسم بفكرنا اوصاف خيالية تجعل من نحبه فارس احلامنا ؟

هل سهولة تواجد الانترنت في المنزل يساعد بشكل كبير على الحب عن طريقة الحب

هل هو انعدام وجود من نحبه في مجتمعنا الذي نحن فيه؟

هل هو فراغ عاطفي نقوم بأشباعه من خلال هذه الشاشات؟

1-ان الالتقاء من خلال الانترنت يأتي مصادفه و لا يأتي عمدا حيث ان كل شخص يطلع على ألانترنت لا يعرف من سيقابل ومع من سيتكلم وليس أي طرف من الطرفين له معرفة سابقة كما لا يوجد اتفاق مسبقا بين الطرفين بأنهم يتقابلوا علي الانترنت وكل شي يتم مصادفه فكيف تلتقي بشخص مصادفه وتحبه او تحبها في خلال ساعات؟

2- ان الطرفين لا يعرفون عن بعضهم أي شي ولا يعرفون طباع بعض وإنما يتم التعارف من خلال الرسائل بينهم التي يتبادلونها ومن هنا يبدأ التعارف ولا يوجد أي مصداقية في هذا النوع من الاتصال ويبدأ كل واحد يفكر كيف يصل الي أهدافه 00

3- كثيرا من الشباب يدخلون الى الشات باسماء اميلات مستعارة تحمل اسماء بنات من اجل كسب اكبر عدد ممكن من الشباب واستدراجهم لمعرفة نواياهم ويقومون بالاتصال معهم لعدة اسابيع اذ لم نقل شهور وفي نهاية المطاف يتفاجأ بأنه كان يتكلم مع رجل وليس امرأة 0

2- الكثير من هؤلاء الشباب وبمختلف اعمارهم يقيم العلاقات مع النساء بعلاقات غير صادقة حتى وان كانت متزوجة في كثير من الاحيان ومستعد لتقديم التنازلات لها بمجرد ان يلتقي الرد منها حيث ان الشاب لايكون قنوعا بالبنت الذي كون معها علاقة انما يقوم بالبحث كل مرة عن بنت اخرى وهذا دليل واضح على ان العلاقات عن طريق النت هي علاقات غير دائمة وغير صادقة ويكون ضحيتها الكثير من البنات بعد ان تفصح لها عما بداخلها 0

3- ان الرجل يقوم باستخدام مهاراته في استغلال المرأة حيث ان المرأة في طبيعة الحال تكون قد كشفت اسرارها للرجل بمجرد انه يتكلم معها بحنان ويتبادل معها كلمات الحب التقليدية حيث انها تعطيه حتى الاسرار العائلية 0

والان تعال معي لنعرف ما هي أهداف الذين يدخلون الانترنت وخاصة برنامج الشات بعد دراسة تجريبية ومقابلات مع رجال وشباب يدخلون النت وجدت الأتي000

م 0م 0ع شاب يبلغ من العمر 27 سنة يقول اني استخدم الانترنت لعدة ساعات علي اجد امرأة عن طريق المصادفة لنتبادل بيننا الحب وكلمات الغرام ويمكن ان يكون لي نصيب معها بالزواج لو قدر الله ذلك وهذا يأتي طبعا من الفراغ الذي اعيشه في معظم اوقاتي 00

ع 0 ك 0 م 44 سنة يقول بدأت باستخدام الانترنت منذ سنة تقريبا مع احد اصدقائي الذي شجعني على استخدامه وكانت غاياتي واهتماماتي في البداية تنصب على تصفح المواقع السياحية والدينية والمواقع العلمية ولكن بعدها حاولت الدخول في الشات وبقيت اقضي ساعات طويلة في الشات وتركت المواقع التي كنت اتصفحها سابقا مع علمي بأن الانترنت لاتوجد فيه علاقات حب صادقة يمكن ان تكلل بالزواج وان يكتب لها النجاح 00000

امل 0ع 0 ك 23 سنة طالبة هندسة حاسبات تقول ان استخدامي للانترنت يوميا تقريبا وبقرابة 2 –3 ساعات ويكون استخدامي للانترنت لكل المواقع وللبحث عما هو جديد في عالم النت والحاسبات حيث ان البنت اذا دخلت الى الشات باسم بنت فانها سوف تشمئز وترى العجب العجاب من حالة دخول الشباب عليها بشكل كبير والكثير منهم يتوسلون الى البنت علهم يلقون جوابا منها او حتى كلمة واحدة اما انا فلدي علاقات صداقة فقط في النت قليلا مع البنات والشباب لتبادل الافكار والمناقشات الجادة ولا ارى ان الحب على الانترنت يكون ناجحا لان اغلب الكلام في النت يكون كذبا من اجل التقرب من الشخص المقابل 00

امين محمد علي 55 سنة موظف يقول ان استخدامي الانترنت في البيت بناء على رغبة ابنائي لاستخدام الانترنت والاطلاع على العالم وللاستفادة منه في الدراسة وهذا هو الاهم ولكن الانترنت قام باجبار ابنائي على اهمال دراستهم وتوجههم الى الانترنت توجها كاملا لا بل لساعات طويلة جدا لذا قمت بمنعهم عن استخدام الانترنت الا في العطلة واوقات الفراغ ولاوقات محددة فالكل يعرف ان الانترنت فيه من المواقع المفيدة والجيدة ولكن في المقابل فيه بعض المواقع الاباحية والمفسدة للذوق والتربية والتي منعت وراقبت ابنائي من الدخول اليها وتصفحها لانها تفسد تربيتهم 0000

ومن هنا يتبين لنا ان استخدام الانترنت لابد وان يكون وفق اصولنا واخلاقنا وتربيتنا الاسلامية وفق التعاليم والشرائع السماوية فلانريد استغلال الانترنت باعتباره الجهاز المنفذ لاوامرنا ونطلب منه ماشئنا صحيح ان عمل الانترنت هكذا ولكن علينا ان نفكر ان في الانترنت عدة فوائد منحها لنا اصحابه فعلينا ان نستفاد منها وليس فائدتنا تكون في مواقع هي بعيدة كل البعد عن واقعنا الديني واخلاقنا وتربيتنا التي تربينا عليها كمسلمين وكعرب اصحاب عقيدة واصول 000

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com