مقالات

 ياعراقاً ..." ياأخا البدر سناء ً وسنى "

خلدون جاويد

khaldoun3@hotmail.com

 بلد السناء هو بلد الشمس . وعراق النخيل والكتب السماوية والرافدين.هو بلد معطاءٌ وطلْقٌ بطبيعته. وهوعلى ازدهاره بلد السنى أي الرفعة ، ولنا في رفعته انه ليس بلدا منطويا على ذاته فرفعته تتصل بأصالته ، لكنه أيضا بلد المعرفة وتضافر الحضارات وان مكوناته العرقية ونزوعه للعلم والحكمة هي التي شكلت مواصفاته الحضارية ومن ثم الأخلاقية .

 كتب الشاعر ابن زيدون ، وهو يعني بذلك ولادّة بنت المستكفي ، بيتين من الشعر بينما يمكن لخيال القارئ ان يعتبر ماكتبه الشاعر خليقا بالعراقيين :

 

يا أخا البدر سناء ً وسنى

رحم الله زمانا أطلعك

ان يطل بعدك ليلي فلكم

بت اشكو قصر الليل معك

 

ان الماضي ليحكي قصة بغداد وسنى وسناء روحها التواقة . واذا ماحكم الدكتاتور في سناء بغداد الوضيئة ، فانه لن يقوى على المس بالسنى منها وذلك لأنها تتبؤأ منبرا معرفيا تاريخيا قل نظيره ، وأكمة تعطي المبرر بألف سبب وسبب على ان بغداد والعراق لن ينهارا او يدحرا ، ولايمكن لعراق يقف على قاعدة تاريخة صلدة ان يهوي في حرب داخلية وتسقط قيمته وينهار إهابُه ُ. نعم انه يتعرض الى هزات ولكنه يقاوم ولن يطيح . أن عاصمة السنى والسناء تقف على أقوى القلاع التاريخية مجدا ً فهي في وحدتها واختلافها في موقعها وطبيعتها والناس والمزاج ، فنار جاذب وبحر صاخب ، وهي –الفاتنة الإملود بغداد - بهاء خاص وفرادة غريبة. فالقراء يقرؤون لها على وساد محبة، والمفسرون يبشرونها بالسلام ، وأهل الحديث يضيئون روحها، والادباء يرسمون على وجنتيها الشفق ، والفلاسفة يشوشون عقلها بالرؤى والخيال ، والتراجمة مرايا عرسها  ، والأطباء ملائكة رحمة خلفها ، والفلكيون زرقاء يمامة في طريقها ، والصوفية نافذة على الروح ، والمغنون ليل ساحر على ضفافها ، والملحنون اساور على معصميها، والعيارون ، والشطار ، وأهل البطالة وجه آخر امام زهوها وبذخها ، اما خلفاؤها والوزراء والقادة فهم امتداد لعمرها الناضج والمرتبك ، ومع النضج والارتباك ، فان تحت ظلال بغداد ورفيف حمامِها ومنائرها عاشت بسلام أقوام اخرى ، كالنصارى ، واليهود ، والصابئة ، والمجوس ، والبراهمة ، قبابا مجيدة واديرة ومدارس للترجمة والثقافة ، عمقت النضج في الفكر واختلفت حتى عن النسق الديني، وبين الحساسيات والتلاقح والعنفوان ظهرت المعافاة في الفكر والخيال والابداع في قرون عديدة  وكلها تمر بفرح وفخر فوق جسر يسمى ثقافة الحوار ومع ذلك كان الاستقرار الاجتماعي وعدم التناحر بل التجاور واصدار نتاج التنوع الهائل المتمثل بآلاف الكتب والرسائل الخوالد .

  ان بغداد والعراق اجمع لعلى فرادة لاتضاهي فهي أُم لأبناء عديدي المشارب ، من صومعة فيلسوف و كوة رجل التزام الى مقهى ! شريف وحداد وملهى ليالي الصفا ! وأي خلل بالبيئة ينعكس بالويل والثبور على احدهما ! من يقوى ان يمنع الكندي من الظهور ثانية ً وأبا نؤآس من البهجة والشعر والحبور فهو واهمٌ لا أتباع له الاّ المجرمون القتلة دعاة القوة والاقتدار ! . ومن يتمكن ان يمنع الشمس والسناء عن الرافدين هو وحده القادر على حجب السنى عن العقل العراقي الحواري النزعة المتبحر والمفلسف لكل شئ ؟ وهذا مستحيل على بشر ! . وحتى يتطور بلدي على قاعدة من قبيل  – لماذا لا – قبل ان ينحني بتخاذل قائلا – نعم – لكل ادلائي حزبوي أوامري اشتراطي ، فان ابن زيدون خالد في الولادة ، والضياء والعلم ناهضان بمناسيب الفرح العراقي القادم لامحالة :

 

 يا أخا البدر سناء ً وسنى

رحم الله زمانا أطلعك

ان يطل بعدك ليلي فلكم

بت اشكو قصر الليل معك .

 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com