مقالات

مسارح الناصرية ... ونهارات المدى

طالب خيون الموسوي

talib_musawy@maktoob.com

انطلقت على قاعة المسرح الوطني صباح أمس السبت فعاليات نهارات المدى الخاصة بمحافظة ذي قار، حيث قدم أكثر من خمسين فناناً وفنانة يمثلون فرقة الناصرية للتمثيل وفرقة بيت الفن للثقافة وللفنون وجمعية التشكيليين العراقيين فرع ذي قار وفرقة الناصرية للفنون الموسيقية عروضاً مسرحية وأعمالاً تشكيلية ومقطوعات موسيقية مستوحاة من التراث الجنوبي وألحاناً وأغاني لمشاهير الأغنية الريفية، (حضيري، داخل حسن، ناصر حكيم).

 

عرض أول

وقد استهلت فعاليات النهار التي انطلقت في الحادية عشررة صباحاً بعرض مسرحي قدمته فرقة الناصرية للتمثيل حيث جسدت كل من الفنانة فاطمة الوادي والفنان عمار نعمة ومؤيد حسين وحميدة مكي وحيدر جبر وستار عبد الواحد وحيدر عبد الرحيم شخوص مسرحية (الموت والعذراء) لارييل دور فمان التي أخرجها ياسر البراك.

 

المسرحية تثير الأسئلة

وقد تحدث الأخير عن طبيعة عمله المسرحي قائلاً:
تناولت المسرحية فترة ما بعد الدكتاتورية وكيفية تعامل أفراد المجتمع مع أزلام تلك الحقبة الذين كانوا يمارسون أبشع الانتهاكات بحق الإنسان، حيث تباينت المواقف الاجتماعية منهم، فالدكتور في المسرحية مثلاً يرى ضرورة تصفيتهم بينما ترى الزوجة أن المحاكمات الفردية وأخذ الثأر هو السبيل المناسب أما المحامي فيرى أن تقديم الجلادين للعدالة هو الكفيل بإسدال الستار على المأساة. لذلك فالمسرحية تثير الأسئلة أكثر مما تقدم إجابات.

 

بين الوتر واللوحة

وعقب العرض المسرحي الذي استغرق زهاء الساعة انتقل الجمهور إلى صالة المعرض التشكيلي الذي شارك فيه أكثر من عشرين فناناً تشكيلياً من أعضاء جمعية التشكيليين العراقيين فرع ذي قار حيث قدم كل من الفنانين محمد سوادي، عادل داود، عادل هليل، لهيب كامل، كاظم الركابي، كاظم جبار، علي عجيل، موسى عبد الله، طلال عبد عبد الله، مهند محمد حسين، عبد الحسن عبد الرزاق، حسين ناصر البطاط، عامر عباس، أسعد الشطري، حيدر فاخر، حسين ثامر، حسين الشنون، حسون الشنون، أنور كاظم، أحمد عبد عصواد.. اثنين وثلاثين عملاً فنياً جسدت تجارب ورؤى عكست الواقع العراقي بشكل عام وذلك عبر اتجاهات فنية متعددة توزعت بين الواقعية والانطباعية والسريالية والتجريد.

 

المكير على المسرح الوطنى

وقد حظيت تلك الأعمال باهتمام الجمهور الذي عاش الأجواء الذيقارية عبر استماعه للمعزوفات الموسيقية التي قدمتها فرقة الناصرية للفنون الموسيقية بقيادة الملحن علي عبد عيد على هامش المعرض حيث عزف كل من مالك سلمان وسالم ياسر وسمير كزار مقطوعات موسيقية عن الهور والناصرية والمكير ونخل السماوة وألحان أغاني اعمدة الأغنية الريفية.
وفى حديث الملحن علي عبد عيد مدير الفرقة عن مشاركته بنهارات المدى :
تمثل دعوتنا للمشاركة بنهارات المدى حافزاً لتفعيل الحركة الموسيقية في المحافظة التي ما زالت تعاني من الإقصاء والتهميش ونحن في هذه المناسبة نشكر المدى التي بادرت بكسر الحواجز ما بين مبدعي المحافظات وجمهور العاصمة.

 

التشكيليون والمدى

أما التشكيلي محمد سوادي رئيس جمعية التشكيليين العراقيين فرع ذي قار فقد قال:>
المشاركة بنشاطات وفعاليات فنية ترعاها مؤسسات ثقافية مستقلة مثل مؤسسة المدى لها وقع خاص بالنسبة للتشكيليين في المحافظة فهي فعاليات بعيدة عن الأغراض السياسية والحزبية الضيقة ولا تدخل في أدلجة الفنان وأعماله الفنية وهي موضع اعتزاز وفخر لكل من يشارك فيها.

 

عرض مسرحي ثاني

وبعد استراحة قصيرة وجولة طاف خلالها الجمهور حول الأعمال التشكيلية التأم شمله ثانية ففي قاعة المسرح حيث قدمت فرقة بيت الفن للثقافة وللفنون مسرحية (هو الذي رأى) تأليف وإخراج عباس منعثر وتمثيل كل من الفنانين عباس كاظم، جمال كامل، محمد رسن، جبار وناس، علي خضير، علي هاشم، حيدر محمد، علي عبد، معين محمد. فضلاً عن الكادر الفني والموسيقي متمثلاً بثائر خضير وعلي عبد النبي وحازم ناجي.
وقد تحدث المخرج المسرحي عباس منعثر عن طبيعة عمله المسرحي قائلاً:
يبحث العمل في فكرة الخلاص الإنساني، وكيفية الوصول إليه من خلال حكاية عجوز أعمى محاط بألم ووحشة الوحدة، وبإحباطات واقعية لا حصر لها، لكنه من خلال الحلم الخادع يعيش في دوامة صراع النفس المستمر عبر حلم يقظة يدفعه إلى التشتت بين البحث عن ابنه المفقود والبقاء في مكانه الذي تأكله فيه الأيام.

انطباعات

اضواء المدى انارت العتمة

ومن جانبه عبر الكاتب المسرحي علي عبد النبي الزيدي عن راية بنهارات وفعاليات ممؤسسة المدى قائلاً:
اعتقد إن محاولة إشعال شمعة في ظلام الواقع الثقافي انطلقت من مؤسسة المدى. أقولها بقوة. فقد حاولت هذه المؤسسة أن تشتغل على مجموعة من المشاريع الهامة ككتاب للجميع وصندوق التنمية الثقافية إضافة إلى نهارات المدى التي حاولت وبصدق أن تستوعب الكثير من الأعمال المسرحية والتشكيلية والموسيقية رغبة منها في تشكيل حياة ثقافية جديدة ومؤثرة بعيداً عن السلطة الراغبة بتحجيم وتهميش دور المثقف العراقي ،إنها بحق أضواء المدى في تلك العتمة التي خنقتنا.

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com