مقالات

الإمام علي (عليه السلام) والنصارى

جاسم فيصل الزبيدي

sunsetaa@hotmail.com

هل لابد من ضرورة الى ديباجة او مدخل؟؟

اذا كانت فلتكن الى عليّ…ولتكن ركعتان …واحدة:ـ لليد التي امدت لترعى ذلك الرجل النصراني الكبير بعد ان أنهكنهُ الايام وسلبته اجمل لحظات الشباب ورونقها ..فما دام علي وابناء علي في الوجود فالعدل والقسط موجود والثانية:ـ لابتسامة الاحتجاج التي ارتسمت على شفتيّ علي المطعمتين بالصلاة وقداسة الزهد وجوهر التقوى …ابتسامة ارهقتها أماني العراقيين وشغب العرب وعناد المسلمين علي بن ابي طالب(عليه السلام)…رجل لم يعرفهُ العرب والمسلمين سوى مولدهِ ..وكيف يعاشر السيف ،ويعقد مابين حقل ورمح…رجل كان بريئاً من شهوة السلطة الاان يقيم حقاً او يدفع باطلاً..رجل كانت الظروف اكبر من امانيه..كان حريصاً على عدم سفك الدماء..كان ملجماً بالورع والتقوى..ولذلك انتصر خصمهُ في حلبة السياسة التي لاتعرف الرحمة وتعتبر ان الغاية تبرر الوسيلة .

علي بن ابي طالب(عليه السلام)…رجلٌ جمع الكون بكُلْيماتٍ..لإنهُ موقن بان عظمة الله تعالى في معرفتهِ…رجلٌ لم يحاسب أي إنسان بسبب تفكيرهِ أو عقيدتهِ…رجلٌ كان يبكي على أعداءهِ وهو يراهم صرعى مجندلين على الرمضاء وهو يقول:ـ انهم مسلمون؟ عليّ بن ابي طالب(عليه السلام)…رجلٌ مر على خرِبة فقيل لهُ:ـ هذه كنيسة؟..قال:ـ بلى هي كنيسة فقيل لهُ:ـ لكم أُشركَ بالله هاهنا؟فانبرى بأفقه الواسع قائلاً:ـ ولكم عُبدَ الله هاهنا…انتم تنظرون من منظاركم انتم،لا بمنظار اهل بيت النبوة ومعدن الرسالة ومهبط الوحي والتنزيل لاجل هذه النظرة تعشقت النصارى بِحُبِ عليّ وابناءُ عليّ وتغزلت بهم وصدحت حناجرُ شعراؤها هاتفتاً:ـ يقولون:ـما بال النصارى تُحِبُّهم واهل النُهى مِن أعرُبٍ وأعاجمِ فقلت لهم:ـ إني لأحسبُ حبهمُ سرى في قلوب الخلق حتى البهائمِ بقراط بن أشوط(الوامق الارميني) بقراط بن أشوط،الوامق الارميني،النصراني،كبير بطارقة أرمينية في القرن الثالث الهجري،كان عالما بفنون الحرب وشؤونها،وقائداً فذاً في ميادينها،عاش في زمن طاغية بني العباس(المتوكل)الذي منفك يطارد شيعة ومحبيّ أهل البيت(عليهم السلام) يُسمل عيونهم ويقطع أيديهم وأرجلهم ويلصبهم على جذوع النخل،حتى وصل بهِ الأمر إلى هدم قبر الإمام الحسين(عليه السلام)ويضيق الخناق على الإمام علي الهادي(عليه السلام)في أمور يفصلها أصحاب السير والمقاتل فليراجع من احب الاطلاع والزيادة تعشق بقراط بن أشوط بسيرة مولانا أمير المؤمنين(عليه السلام)وانشد فيه الأشعار ضاع منها الكثير سوى ما نقلهُ شيخنا(عبد الحسين الأميني النجفي)في موسوعتهِ الرائعة(الغدير) يصف ابن شهرآشوب بقراط بن أشوط في كتابه(معالم العلماء)بأنهُ:ـ(من مقتصدي المادحين لأهل البيت)واعتقد كما يعتقد الكثيرين من الباحثين ان أحداث أرمينية والاضطرابات التي حصلت كانت نتيجة اعتقال بقراط بن أشوط سنة 237هـ وتسيرهِ مع ولده نعمة إلى المتوكل العباسي كما يذكر ابن الأثير في كامله واليعقوبي في تاريخه يقول بقراط بن أشوط في قصيدته:ـ أليس بخُمًّ قد أقام محمَّد عليّاً بإحضار الملا في المواسمِ فقال لهم:ـمن كنتُ مولاهُ منكُمُ فمولاكُمُ بعدي عليّ بنُ فاطمِ قال:ـإلهي كنْ وليّ وليّهِ وعادِ أعاديه على رغم راغمِ أما رد عمراً يوم سَلعٍ بباترِ كأنّ على جنبيهِ لطخ العنادمِ وعاد ابن معدي نحو أحمد خاضعاً كشاربِ أثلٍ في خطامِ الغمائمِ وعاديتَ في الله القبائل كلها ولم تخشَ في الرحمن لومةُ لائمِ وكنتَ أحقّ الناس بعد محَّمدٍ وليس جهول القوم في حكم عالمِ زينبا بن أسحق الرسعني الموصلي النصراني..بعض المؤرخين يذكر أسمهُ كذا(زبيتا)و(زينبا)وزينب بنت اسحاق ..يذكرهُ شيخنا المرحوم(عبد الحسين الاميني النجفي)(طيب الله ثراه الطاهر)في غديره:ـ(ذكر له البيهقي في المحاسن والمساوئ،والزمخشري في ربيع الابرار،وابو حيّان في تفسيره البحر المحيط،وابو العباس القسطلاني في المواهب اللدنية،وأبو عبد الله الزرقاني المالكي في شرح المواهب،والمقري المالكي في نفح الطيب،والشيخ محمد الصبّان في أسعاف الراغبين(ص117) نقلاُ عن إمامهم أبي عبد الله محمد بن علي بن يوسف الأنصاري الشاطبي قولهُ:ـ عديٌّ وتيمٌ لا أحاول ذِكرَها بسوءٍ،ولكنّي مُحِبٌّ لهاشمِ وما تعتريني في عليٌّ ورهطِهِ إذا ذكروا في الله لومة لائمِ يقولون:ما بال النصارى تُحِبَّهم وأهل النُهى من أعرُبٍ وأعاجمِ؟ فقلت لهم:ـ إني لأحسب حبَّهمْ سرى في قلوب الخلق حتى البهائمِ ومن النصارى أيضاً أبي يعقوب النصراني الذي يذكره الشيخ عماد الدين الطبري في الجزء الثاني من كتابه(بشارة المصطفى)ويذكر مقطع من قصيدته نقتطف منها هذا البيت:ـ إني بحبهم أرجو النجاة غداً والفوزَ معْ زمرةٍ من احسنِ الزُمَرِ عبد المسيح الإنطاكي المصري وهو من متأخري النصارى الذين مدحوا الإمام عليّ(عليه السلام)فقد نظم قصيدته العصماء التي بلغت حسبما ذكرهُ شيخنا المرحوم عبد الحسين الاميني النجفي(طيب الله ثراه(5595) نذكر منها قولهُ:ـ كذا النصارى بحبّ المرتضى شُغِفَت ألبابُها وشَدت فيهِ أغانيها فلست تسمع منها غير مدحته الـ ـغرّاءِ ماذَكَرتهُ في نواديها فارجع لقُسّانها بين الكنائس مع رُهبانِها وهي في الاديار تأويِها إلى آخر القصيدة الجميلة الرائعة واخيرا وليس آخر فقد تحركت قريحة الأستاذ(بولس سلامة)لينظم حبهُ للإمام علي(عليه السلام) شعرا وملحمة اسماها(عيد الغدير)وهي مؤلفة من(3085)بيتاً .ولولا التطول لذكرنا المزيد من شعراء النصارى الذين مدحوا أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة وتغزلوا بمولانا الإمام عليّ بن أبي طالب(عليه السلام).

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com