صيام من اجل العراق

زينب الشمري (بنت الرافدين) / بابل

z_alshemary@yahoo.com

كل عام في مثل هذه الايام القمرية يحل ضيف عزيز على قلبنا المكسورة والتي هدتها سنوات المحن وايام العذاب .. هذا الضيف الذي يطل علينا بهلاله المنير يضيء لنا الدرب فنعرف خطايا انفسنا الأمارة بالسوء والمتخمة بالمدنسات واللخبائث هذا الضيف العزيز هو شهر رمضان الكريم.

ونحن في رحاب شهر الله نتعلم فنون الصبر وزكاة الجسد والطاعة والغفران والتوبة.. فهذا الشهر الفضيل هو رحمة من الباري تعالى بعباده.. حيث يمتحننا الخالق بالصبر على البلايا والمكاره والتوبة والإستغفار بالإبكار والعشي.

فتقاس النفوس بدرجة تحملها للنوائب وصبرها على المحن والمصائب ولا اعتقد بأن شعباً ذاق آلام وشجون الدهر مثل الشعب العراقي.

فلماذا لا ننتهز فرصة وجود هذا الضيف العزيز بيننا ونجعله مقياساً لأعمالنا التي نحسب انها خالصة لوجه الله ونزكي انفسنا من الأخطاء ونعمل بنيّات صادقة وقلوب طاهرة كي يوفقنا الباري ويرحمنا ويتب علينا بمغفرته. فالفرص تمر علينا مرور السحاب ويحب علينا ان ننتهزها. فمن منا في جيبه صك البقاء الى العام القادم.

هيا جميعاً لنجرب ان نصوم ليس فقط من المعاصي والخطايا والفواحش بل فلنصم كذلك لأجل العراق كي تنضج بنا القدرة لبناء حياة منعمة ومستقرة .. ولتكن البداية من الهاجس اليومي الذي يؤرق كل المتواجدين على ارض الرافدين وهو هاجس القتل ولتكن دعوة لكل مسلح ميليشيا كان او مقاومة او ارهاب بإسم الدين كي يصوموا فقط عن سفك الدماء ولمدة شهر واحد ..

ودعوة اخرى الى كل مسؤول في هذا البلد ان يصوم عن ظلم الناس والتسيب وعدم الإخلاص وخيانة الأمانة ولشهر واحد فقط.

ليس فقط هؤلاء بل حتى اصحاب محلات البقالة فليصوموا عن الغش وبخس الكيل والميزان وليكن لشهر واحد ايضاً.

فلنصم كلنا .. بجميع مذاهبنا وطوائفنا وقومياتنا وحرفنا واتجاهاتنا السياسية والفكرية و... لأجل العراق فقط.

ولنجعل اول ايام العيد المبارك يوماً لكشف جميع اوراقنا كي نعرف من منا صاحب (الجوكر).

ولنجعل قول الرسول الكريم (ص) نصب اعيننا ما اصدقه من قول:

(ايها الناس ان ابواب الجنة في هذا الشهر مفتحة فأسئلوا ربكم ان لا يغلقها عليكم .. وابواب النيران مغلقة، فأسئلوا الله ربكم أن لا يفتحها عليكم والشياطين مغلولة، فأسئلوا الله ربكم ان لا يسلطها عليكم)).