مقالات

شخبطة على الحائط ..

حيامن الرجال آخذة في التناقص انها طامة للتاريخ

توما شماني – تورونتو / عضو اتحاد المؤرخين العرب

tshamani@rogers.com

انها حقا صعقة للتاريخ او لعنه منه فالرجال الصناديد الذين حملوا السيوف البتارة وارتادوا التاريخ وكتبوه، معرضون للاندثار كما اندثرت الديناسورات قبل 60 مليون سنة، لتحل المرأة لاعبا كبيرا في في شؤون الدنيا.

الحيامن بيضاء اللون او رمادية وفي بعض الاحيان تبدو صفراء او قرنفلية واذا كانت الحيامن ممزوجة بالدم فينبغي مراجعة الطبيب لمعرفة الاسباب. والحيامن بمجرد خروجها في السائل منوي تتخثر في الحال وتغدو صمغية ثم تغدو سائلا رجراجا ثم خلال 5 الى 40 دقيقة تعود الى السيولة وهذا يعني بان السائل المنوي صحيحا معافى صالحا لتلقيح البويضة. اما الفشل في التخثر ثم السيولة فتعني هناك مشاكل في التلقيح. منظمة الصحة العالمية تضع تعريفا للحيامن السوية وهي ان تركيز الحيامن ينبغي ان يكون هناك على الاقل 20 مليون حيمن في الملليمتر الواحد من القذفة. ومجموع الحيامن في القذفة الواحدة 40 مليون على الاقل وان يكون 75 % من عدد الحيامن حيا ولا يهم اذا كان هناك 25 % ميتا وان يكون على الاقل 30% من الحيامن بصورة صحيحة وان يكون 25 % من الحيامن سابحا الى الامام او ان يكون على الاقل اكثره سابحا الى الامام ولو ببطء.

المعروف ان ركوب الدراجة له علاقة بمشاكل الخصوبة الذي يؤدي الى موت حجيرات الدم بسبب احتكاك صفن الخصية بالسرج خاصة عند ولوج المطبات في الطرق الوعرة بسبب احتكاك الصفن والشرج بالسرج لان هذه المنطقة لها تاثير على الانتصاب. مايقرب من 50% من الازواج مصابون بمشاكل في عدد الحيامن وتجرى لهم عملية عد الحيامن واذا حدث ان اصيب الرجل بالحمى الشديدة فهناك احتمال بانخفاض الحيامن لفترة من الزمن. عند عد الحيامن ينبغي ملاحظة ان تكون متحركة وتملك شكلا صحيحا.

هناك انواع من الحالات غير الطبيعية منها انعدام وجود الحيامن في القذفة او عدم تواجد الحيامن بعدد كاف او هناك تركيز عالي من الحيامن او ان قذفة الرجل ليست بحجم كاف او حجم القذفة يقل عن 1.5 ملليمتر او اكثر من 5.5 مليمتر او تواجد مادة (اللوكوسايتس) وهي حجيرات حياتية تحارب الجراثيم او تواجد حجيرات الدم الحمراء او ان حركة الحيامن باقل من 40% من الحركة اللازمة او ان 40% من الحيامن غير طبيعية او ان الحيامن ميتة او ان كثافة الحركة اقل من 8 ملايين حيمن في الملليمتر. هذا وينبغي ذكر ان يكون معدل تواجد الحيامن طبيعيا في العدد، فالقذفة الصغيرة تاتي جراء استهلاك الحيامن بالقذفات المتكررة اما القذفة العالية العدد فتاتي جراء الانقطاع الطويل عن الممارسة الجنسية. كتبت مقالات كثيرة اشارت الى ان اعداد الحيامن آخذة في التدني في الاعداد والنتيجة ان قابلية التخصيب للبويضات آخذ في التناقص والانحدار.

ان اهم تلك الدراسات قام بها كاريسون وفريقه عام 1992 في عملية دراسة لـ 61 بحث نشر منذ 1983، حيث اجمع الباحثون فيها على تناقص الحيامن بنسبة 42% الا ان تحليلات نتائج هذه البحوث تشير الى انها غير معتمدة، ثم اجريت ابحاث كثيرة بعدئذ ظهر فيها ما يؤكد هذه الفكرة او نفيها.

البيئة التي نعيشها غير تلك البيئة التي عاشها الابطال الصناديد من الرجال في عهود التاريخ الماضية فالآن نستنشق هواء ملوثا ونشرب ماء ملوثا وناكل طعاما ملوثا ونستهلك انواعا من الكيماويات والسموم والمكروبات تؤثر بالتالي على حيامن الرجال دون ان يدروا. ومن هذه السموم الخفية (الثاليتس) المادة الخفية في تصنيع البلاستيك وبالتالي البلاستيكات التي يواجهها الناس من المهد الى اللحد، و(الالكينوفينولس) التي تدخل في المنظفات الصناعية والملابس و(بسفينول اي) يستخدم في المشروبات الكحولية والاغذية وفي علاجات الاسنان، وهناك مبيدات الحشرات (كالليندين والدي دي تي وغيرها) التي تستخدم في الحبوب والفاكهة الطرية واللهانة، و(الدايوكسينات) المستخدمة في انتاج الورق وفي اماكن طرح الكترونيات المرمية في الازبال. و(فينكوزولين) مبيدات العفن المستخدمة في الاغذية ثم (الفينوستيروجينات) المستخدمة في منتجات باقلاء الصويا. كما ان الاصابة بالحمى العالية اي الصخونة كما نسميها نحن في العراق، وفي حمام السونا او في الحوض الساخن فان الحيامن تبدأ بالتناقص الموقت وفي التخصيب ويجب ان نعلم بان استخدام الكوكائين او الماريوانا يقلل عدد الحيامن بمقدار 50% كما يقلل من القدرة على اختراق البويضة والتدخين يسبب نفس الاثار السابقة وقد تحدث تبدلات وراثية تؤثر على الاولاد والبنات ويقلل من القدرة الجنسية للرجل. واشارت دراسات ان السمنة المفرطة تؤدي الى تقليل تعداد الحيامن.

اما الاسباب الوراثية فتلعب ادوارا اخرى في نقصان القدرة على التخصيب فبعضها ارث بيئي او حالات مرضية موروثة من مورثات الام او الاب منها التليف الحويصلي (Cystic fibrosis) نتيجة انسداد البربخ الذي ينقل الحيامن فيقل خروجها وهناك ما يسمى مجموعة اعراض مرض (كلينفلتر) حيث يملك الرجل 2 من المورث X وواحد المورث Y والصحيح ان يكون هناك واحد اكس وواحد واي، المرض هذه يسبب انسداد انبوب الحيامن وهذه حالة نادرة. كما ان التعرض للمعادن الثقيلة له اثرة السيئ على الحيامن كالرصاص والكاديوم والزرنيخ ولو بكميات قليلة حيث تعمل على منع الانزيمات من القيام بفعالياتها الصحيحة على الغشاء الذي يغطي رؤوس الحيامن. وينبغي القول ان العلاجات باشعة اكس (وليس في الفحوصات بالاشعة) تؤثر على الانقسام السريع في الحيامن وتكون الحيامن الجديدة المتولدة من الانقسام سريعة التلف باشعة اكس وكذلك الوحدات الحياتية المعرضة لزيادة بـ (اشعة اكس) اذ يتطلب الامر مرور عامين حتى تستعيد قواها وفي حالات التعرض الشديد قد لا ترجع الى ماكانت عليه ابدا. هناك دراسات تشير الى ان الدردشة عبر التلفون الخلوي لاربع ساعات يوميا انما تخفض اعداد الحيامن الى 50 مليونا في الملليمتر. ولعل اسوأ ما يخص الرجال ان تسمى الحيامن بالحيوانات المنوية وهذا ما هو دائر في بعض الكتابات العربية. فهل تندثر تلك الحيوانات لتاخذ البويضة الخالدة مكان الصدارة وبالاستنساخ يمكن الاستغناء عن الحيامن، فهل هي في طريقها الى الاندثار كما اندثرت الدينوساروت. انها صعقة للتاريخ.

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com