مقالات

التبادل اللغوي بين شعوب العالم .. من منظور عراقي

امير عبد الحسين الخفاجي

ameeer00kafaji@yahoo.co.uk

من الحقائق العلمية المعروفة عن اللغة قدرتها على الانتقال بين شعوب العالم المختلفة، بفعل جملة من العوامل، من ابرزها: السفر (Travel).

حيث يلعب السفر دورا هاما (مباشرا وغير مباشر) في توفير فرص كبيرة لتبادل الثقافات بين تلك الشعوب..

واللغة (Language): تعد من اهم الامور التي يتم تبادلها بين تلك الشعوب بسبب السفر او الاختلاط فيما بينها..

واقصد باللغة هنا: المفردة اللغوية (The Word) ؛ وذلك لانها ترافق المتحدث بها الاصلي (Native Speaker The) اينما ذهب في سفره.

 ويذكر احد مصادر تعليم اللغات بان الشعوب العربية تعد من اكثر شعوب العالم هجرة الى غيرها من البلدان الكجاورة او بلدان العالم الاخرى، اما حبا لفكرة السفر كهواية، او علاجا للازمات النفسة باعتباره نوعا من الترفيه والترويح عن النفس، او تطلعا للتبادل الثقافي (Cultural Exchanging)، او لغرض اكمال الدراسة من خلال البعثات او لغرض العلاج في الدول المتقدمة في المجال الطبي او الروحاني وغيرها من الاسباب.. ((تعددت الاسباب والنتيجة واحدة)).

ولكني اود ان اضيف سببا اخر من اسباب السفر... وهي حقيقة واقعية لمسناها نحن العراقيين.. وعشنا معها.. واستقرت في اذهاننا.. ورافقتنا.. اينما ذهبنا.. هي: التهجير القصري للشعب العراقي.. وتحت عناوين كثيرة..

((ان الشعب العراقي يعتبر من الشعوب النادرة التي وقع عليها عامل الهجرة او التهجير القصري، اكثر من عوامل السفر والهجرة الاخرى.. وربما ينعتني القاريء العزيز بالمجازف فيما لو قلت ان الشعب العراقي يحتل مكان الصدراة بين اكثر شعوب العالم حبا للسفر..)) وارجومن اخي القاريء ان يعتبرها وجهة نظر.. ولكني اغضي عن التفصيل الان للوصول الى النقطة التي في بالي..

حيث ان هذا السفر، او (التهجير القصري)، جعل الشعب العراقي يخالط جميع الشعوب، وبالاخذ بعامل الاحتكاك وتبادل الثقافات ينتج ان الشعب العراقي قد اخذ من جميع الثقافات الموجودة لدى الشعوب التي يهاجر اليها.

وبالرجوع الى عامل انتقال المفردة اللغوية عبر الحدود ((بعوامل شتى اهمها الدراسة في الخارج او الاحتلال او غير ذلك))، فهذا يعني ان اللغة التي يتحدث بها العراقيون – لاشك – وصلت الى ابعد نقطة وصلوا اليها.. وبالمقابل فقد اخذ العراقييون يتاثرون بلغات الشعوب التي وصلوا اليها.. وبما انها اكثر من ان تعد او تذكر في هذه الكلمات القليلة.. ينتج ان الشعب العراقي قد اخذ من جميع لغات العالم.. وانه بمرور الزمن سيكون قادرا على التحدث بها بطلاقة..

والنظرة التفاؤلية لهذه المقالة.. تورث قناعة بان هذا الامر جيد ومفرح وليس سيئا.. لان الانفتاح اللغوي بين البلدان يعني التعرف على هوية كل بلد من البلدان لان اللغة هوية.. الا تلاحظ عزيزي القاريء ان اهم وسائل الاستعمار هو مسخ الهوية العربية من خلال تغيير اللغة العربية التي هي وعاء لمعاني القران الكريم..

فلله الحمد ان العراق وطن الحضارات الاولى.. وعلى ارضه اخترعت اول كتابة وجدت على وجه الارض في اور.. وصاحب اول سلالة جسدت قوانين الانسان والانسانية على مسلة حمورابي التي لا تخفى على المتتبعين او المختصين.. فما يحمله المسافر العراقي هو نفس ما يدفع شعوب العالمين العربي والعالمي للقدوم الى العراق افواجا افواجا للبحث عنه والتنقيب عنه والبحث فيه..

وبودي ان اذكر هذه الحقيقة: وهي ان الوثيقة المسماة بوثيقة مكة التي عقدت في اشرف بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا في ايات بينات مقام ابراهيم ومن دخله كان امنا.. تلك الوثيقة خير دليل على مظلومية الشعب العراقي الذي يحاول الارهاب النيل منهم.. لاسباب هو يعلمها.. بعد ان اتفق الاشراف والعلماء والقادة واهل الحل والعقد على نبذ ذلك الكابوس المشؤوم الجاثم على صدور الشعب العراقي المسالم.. وانا شخصيا لا ابرئء الاحتلال اطلاقا من كل ذلك لان ابقاء العراق على هذه الحالة يوفر له فرصة اكبر للبقاء في العراق.. مشرفا على قواعدة ومراعيا لحقوقة وما تم تمليكه اياه في البلاد..

فلذا ارجو من شعوب العالم الاخرى ان يستفيدوا من هذا الشعب.. وان لا يقطعوا حبل المودة بينهم وبين العراقيين، وان يوسعوا نظرتهم الاجتماعية الاقليمية ولايدعوا الارهاب – فاقدي الحب والانسانية - ان يعاقبوا الشعب بما فعله القادة او حكامهم ؛ لان القادة شيء والشعوب شيءاخر... ولكم حبي وخالص تقديري..

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com