مقالات

اماني مع وقف التنفيذ

سارة الطائي

عضوة في منظمة بنت الرافدين / بابل

sara_3053@yahoo.com

ولدت بعد الحرب العراقية الايرانية بثلاث سنوات ومرت السنين واصبح عمري ست سنوات ذهبت الى الابتدائية وفي صباح يومي الاول فيها ايقظتني امي وهي فرحة بي وتعقد الامال علي فأنا سأكبر سأكون طبيبة او مهندسة او محامية لايهم المهم اني سأكون شيئاً تفخر به البستني ملابسي المدرسة ووضعت على جدائلي شرائط بيضاء واخذت يدي ورافقتني الى مدرستي ...مرت سنوات دراستي الابتدائية وبدأ الامل يكبر عند دخولي الى المتوسطة ولكن في مقابل ذلك الامل ثقلت على اهلي موازين المصروفات واختلت ميزانية المنزل والسبب في ذلك بسيط الا وهو اننا _اقصدالعراقيون _ نعيش حالة الحصار الجائرالذىفرضته علينا الولايات المتحدة بسبب غزو النظام الحاكم للكويت ولكن ومع كل هذه الصعبة التي احياها مع عائلتي صممت علي انهاء دراستى وتحقيق حلمي فى ان اكون شيئاً مفيداً لنفسى ولاهلى ومجتمعي مرت السنين الثقيله واصبحت فى الصف النهائى من الدراسه الاعداديه او مايعرف (بالبكلوريا) وماهى الا اشهر معدوده ويحدد القدر مستقبلي ويخط بأنامله مفردات ماتبقى من حياتى وفعلا اجتزت الامتحانات النهائية بتفوق وقدمت الى الجامعة اوراقي لانتسب الى احدى كلياتها لقد رسم القدر لى حياتى ......لقد جعلنى مربيه للاجيال القادمه لقد تم قبولى فى كليه التربيه .

فرحت جدا بقبولى هذا ولم لاافرح لقد جعلنى القدر فى موقع مسؤول فانا اربي الاجيال القادمه سيخرج من بين يدى الطبيب والمهندس بل وحتى رئيس الجمهوريه لما لا ..؟ بدأت احلامي تكبر..وتكبر ..فبعد اربع سنوات ساعتمد على نفسى وربما احمل جزء من اعباء اسرتى ايضا

مرت السنوات الاربعه بسرعه تخرجت من الكليه وبدات رحله جديدة فى حياتى الا وهى رحلة البحث عن التعين قدمت اوراقي الى التربيه على امنية مابرحت تراودنى ليل ونهار الاوهى التعين وانتظرت شهر ...اثنان ...ثلاثه ...وهاقد مرت سنه وانا لم احقق جزء من احلامي او احلام اهلي مرت سنوات دراستي كالشريط امام عيني وانا ارى احلامي تتحطم على صخرة الحياة وانا واقفة لااملك شيئاً لانقاذ بقايا احلامي وفجاة تذكرت ان القدرهومن يخط حياة الناس ويرسم مستقبلهم فذهبت اليه واخبرته بقصتي وعرضت عليه قضيتي فاخبرني انه يعمل قاضيا فى محكمه الزمن وماعلي سوى ان اقدم اوراقى الى تلك المحكمه وسينظر هو فيها حكمه,لملمت اوراقي واحلامي ووضعتها فى ملف وقدمتها الى محكمة الزمن ومرت الساعات وانا انتظر كلمة الفصل من القدر فى قضيتي هاهو القدر يظهر عظيما له هيبةُ فهو يتحكم بمصائر الناس جلس جلسة الحكماء وبدأ يعطي احكامهُ فى القضايا التى امامه ووصل الى ملف قضيتي ومرت الثواني ثقيله كانها سنوات كانها سكاكين تمزق احلامى لا بلمزقت حياتي كلها لقد نطق القدر بحكمه وهو ((انى مربيه للاجيال القادمه وسابقى هكذا العمر كله ولكن مع وقف التنفيذ )) وها انا اليوم اعرض قضيتي على الملأ متحديه القدر وطالبتاً استئناف الحكم فى قضيتي فهل من محامى يستطيع الوقوف معي ضد القدر ...؟ !

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com