مقالات

احلام تصنعها الشاشة الفضية

فاتن حسين ناجي / عضوة في بنت الرافدين

مع الانتشار الواسع للفضائيات وما تحدثه تلك الفضائيات من ضجة كبيرة داخل الشاشة الفضية اصبحت تلك الفضائيات تشكل خطراً واسعاً على احلام الشباب وطريقة تفكيرهم بالمستقبل حيث استطاعت هذه الفضائيات ان تزعزع القيم وتزرع بدلاً عنها مفاهيم تغالط الواقع الذي نعيش فيه فنظرة الشباب الى كل ما يدور حولهم قد اختلفت اختلافاً واسعاً وجذرياً فلم تعد الفتاة تحلم بأن تكون مهندسة او طبيبة بل كل ما يشغل بالها الآن ان تكون جميلة كفلانة من ممثلات الاعلانات اما الشباب فتغيرت نظرتهم الى الحب والزواج والعلاقة مع الاخرين بل اصبح همهم الاكبر والاوحد هو الجنس الاخر وكيف يضعون شباكهم ليصطادوا تلك الفتاة ومتى تسنح لهم الفرصة ليشاهدوا تلك القنوات .... كل ما يحصل من حولنا هو لعدم النضوج الفكري والعاطفي لدى شبابنا وكل هذا قد يكون التلفزيون سبباً اساسياً فيه فحرية التنقل من قناة الى اخرى وحرية مشاهدة اي قناة يريدها (المراهق) و(المراهقة) كل هذا يؤدي الى تشبع اولئك المراهقين بمفاهيم قد لاتكون صحيحة احيانا فنحن دائما نشبه المراهقين بانهم عجينة سهلة التشكيل فأي شيء يتعرض له قد يسبب له حدثا مهما واي مفاهيم تعرض عليه من اشخاص يعتبرهم مثله الاعلى قد تؤثر فيه تأثيرا بالغا والمشكلة هنا تكمن فيما اذا اعتبر المراهق التلفزيون مثله الاعلى ونحن لانضمن ان جميع ما يعرض على هذه الشاشة قد يكون صحيحا خاليا من الاخطاء بل العكس هو الصحيح اذ ان اغلب ما يعرض على شاشاتنا في هذه الايام بغاية الخطورة ولو اننا ابتدأنا ببرامج الشباب التي تعرض على الشاشات العربية ابتداءا ب(ستار اكاديمي) و(الوادي) و(ياليل ياعين) وانتهاءا بالبرامج الخالية من المعنى التي تقدمها القنوات الراقية ك(بيت بيوت) وهذه البرامج بطبيعتها تجمع الشباب والفتيات في بناية واحدة يأكلون ويعيشون سوية لمدة اربعة اشهر او اكثر وكل ما تحاول هذه البرامج قوله انه لا مشكلة من اختلاط الشباب والفتيات مع بعضهم بهذه الصورة والذي يشاهد هذه البرامج يدرك مدى بشاعة صورة الاختلاط التي تعرضها هذه البرامج ولو ان شبابنا نظروا الى هذه الصور على انها حلم لابد من تحقيقه هنا تكون خطورة لا مثيل لها عندئذٍ تبدأ الفتاة بالتفكير في مدى اعجاب الشباب بها وكيف تجعل من نفسها اكثر سحراً وجاذبية لكي تجذب الاخرين اما الشاب فيصبح همه الاول والاخير هو كيف يصبح بمنتهى الرومانسية .... حديثنا هذا بصورة خاصة اي اننا نقصد البعض وليس الجميع فأحياناً هنالك اشخاص يتأثرون بالأفلام والمسلسلات ويعتبرون حالة التطهير التي تحدث في النهاية هي بمثابة العبرة لهم ويتصورون انفسهم انهم لو دخلوا بمثل المشكلة التي وقع بها البطل سوف يستطيعون التخلص منها كما فعل البطل في النهاية واحياناً يبتعدون عن خطر ما اكدت عليه اكثر الافلام او المسلسلات كخطر المخدرات وخطر الكحول وايضاً قد تساعد بعض البرامج الثقافية ان تجعل من الاشخاص اشخاصاً اخرين اي انها تغيرّ نظرتهم الى الواقع؟ من كل ما تقدم نريد ان نقول ان ليس جميع ما يعرض على الشاشة الفضية هو صحيح لا يؤثر على عقول شبابنا فهناك اشياء كثيرة داخل هذه الشاشات تفسد عقولهم لذا صار لزاما على العائلة ان تحدد ماهي القنوات التي تبقى وما هي القنوات التي يجب ان تلغى وايضاً يجب ان يحرصوا على متابعة طبيعة البرامج التي يفضلها ابناءهم الاطفال منهم او المراهقين فأحياناً قد يفرض التلفزيون مفاهيم على شخصية الانسان تختلف عن مفاهيم مجتمعهِ او مفاهيم البيئة المحيطة به فمجتمعات الغرب ليست كمجتمعاتنا ونظرتهم ليست كنظرتنا الى الامور وايضاً هنالك مجتمعات رغم انها عربية لكن مفاهيمها وعاداتها تختلف عن مفاهيم وعادات مجتمعات عربية اخرى وان كانت بعض الدول العربية تجد ان علاقات الحب بين المراهقين لا اشكال فيها فهنالك دول اخرى تجد ان هذا خطأ فادح يجب تجنبه ... ربما العادات لاننا وما دمنا نعيش في محيط معين صار لزاماً ان نتكيف وذلك المحيط شئنا ام ابينا سواء أكان هذا التكيف بطريقة التفكير او التصرف او حتى طريقة ارتدائنا للملابس فنحن في بلد اسلامي لا نستطيع ان نرتدي كما يرتدي الغرب ....ومن هذا المنطق يجب الحرص على مدى تأثر الفتيات بطريقة لبس فلانة من المطربات او طريقة لبس الحجاب كفلانة من الممثلات ارتدت الحجاب مؤخراً كنوع من \"الموضة\" اذا ان اغلب فتياتنا يتأثرن تأثيراً بالغاً في الخطورة بطريقة لبس المطربات والممثلات وطريقة وضعهن للمكياج .... اما شبابنا فيتأثرون بتسريحة فلان من المطربين وكيف ان الشعر الطويل له جمال خاص لدى الشباب او كيف ان تسريحة فلان من الفنانين قد اعطته \"لوك جديد\".. من كل ما سبق نريد ان نقول ان الفضائيات و الانفتاح على العالم ادّيا الى اهتزاز في القيم الموجودة وبدأت اليوم في مجتمعاتنا تظهر قيم لواقع غير موجود وهذا الواقع نجده في بعض البرامج التي تعرض علينا دونما رقيب.

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com