مقالات

بأي حالٍ عدتَ يا عيدُ

فاتن حسين ناجي

العيدُ فرحة والفرحة عيد والكل يجمع اماله ِوسعادته ِويتجول بها في ازقة وشوارع العيد... لكن العراقيين في كل عيد يجمعون ويجمعون ويتجولون ولايجدون اماكن ليضعوا عندها امالهم ليس لاَن الاَماكن مقارنة مشغولة لكن السبب هو انه لايوجد اماكن مشغولة لكن السبب هو انه لايوجد اماكن من الاساس في زمننا هذا وفي بلدنا هذا... ولم يعد امامنا سوى ان نضع اصابعنا في اَذاننا ونصمت فلقد سمعنا كثيراً وقلنا كثيرا وتأَلمت النفوس قبل الرؤوس من كثرة الكلام اما اليوم فهو عيد ولابد لنا ان ندرك مامعنى العيد بعيداَعن الاَنفجارات والقتل والذبح والدم فمادامت نفوسنا بحاجة الى الفرح والسعادة صار لابد من النسيان ولكن ماذا ننسى القتل ام الظلم ام التهجير ام قلة الاَمن والاَمان وان استطاعت القلة القليلة ان تنسى ولو للحظات فهل تستطيع ام عراق وزوجة عراق وابن عراق ان ينسى عراق الذي ذبحه المجاهدون وهذاهو العيد الاَول الذي لم يحضره عراق مع اسرته والذي لابد من عائلة عراق ان تذهب الى المقابر ليلقوا تحية العيد على عراق ....وكيف لنا ان ننسى همومنا واَلامنا ومليون عراق وام عراق وزوجة عراق كل يوم يزدادون ...صرنا نتطلع صوب مايحيط بنا من مقابر ونغوص في اعماق هموم الاَخرين ونقارنها مع همومنا ونجد ان همومنا لاشىء مقارنة بهموم اهل العراق مازلنا في اجمل عمرنا صحة وشباب والطرق امامنا مليئة بالعثرات واعيادنا مليئة بالدموع وافراحنا ان فرحنا فهي بلا معنى فكل مايحيط بنا قد حمل بصمة من بصمات القهر والظلم وكل ركن قد حوى بعضاَ من ذكريات الماضى طاغية قد وضع حياتنا تحت التراب وقتلنا ونحن مازلنا احياء وتناسينا ولم ننسى اعيادنا وافراحنا خوفاً من المجهول فبأي حالٍ عدت يا عيد لاَمر ٍمضى ام لاَمرٍ فيهِ تجديد.

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com