مقالات

مع الحسين في نهضته (الحلقة الثالثة)

هل نحن حقا من شيعة رسول الله واهل بيته ؟؟

الدكتور عباس العبودي

al.aboudy@btinternet.com

لايخفى على كل ذي عقل وبصيرة ان الاسلام علمنا قوة التحدي للظالمين ورفض كل انواع الظلم ,لان الظلم لاينسجم وحضارة الاسلام .فالاسلام هو حضارة السلم والمحبة والاخوة الانسانية .ويناهض كل انواع الظلم والاستبداد .لذى كانت حركة الامام الحسين (ع) حركة اصلاح واحياء للنفوس التي اماتها النظام الاموي الفاسد واراد بها اعادة الامة .الى طريق صوابها بعد ان طمس معالم نهضتها بني امية من خلال الترغيب والترهيب وتحويل المسار الاسلامي الصحيح الى مسارات جاهلية متوارثة لاتنسجم مع الاسلام المحمدي الاصيل.

 ان احياء ذكرى ثورة الامام الحسين هو احياء لذكرى رسول الله واهل بيته وتجديد الولاء والبيعة للاسلام المحمدي الاصيل من خلال تربية انفسنا, التربية الاسلامية التي ارادها الله تعالى منا ورسوله (ص)واهل بيته(ع)  , وقد علمنا الاسلام ان الرادة الشعوب لاتقهر وان عون الله تعالى حاضر في كل زمان ومكان. , ومامدرسة الامام الحسين(ع) الا من هذا المنهل الطاهر التي علمتنا الصبر والتحدي والعمل الدؤوب في مقارعة الظالمين . وقد ركز ائمة اهل البيت على  احياء ذكرى الامام الحسين  بالطريقة التي تنسجم وواقع الاسلام بعيدا عن كل تطرف او جاهلية او عصبية او حركات عاطفية مجردة قد يغلب عليها الانحراف والابتعاد عن الاسلام المحمدي الاصيل.

اراد ائمة اهل البيت من خلال احياء ذكرى الامام الحسين (ع)  ان تعبد الناس الى الله تعالى واستنكار الباطل والعمل بالحق في كل زمان ومكان.ومنذ فجر الاسلام كان رسول الله (ص) يذكر المسلمين بالحب والولاء لاهل البيت باعتبارهم النموذج القرآني المتحرك الناطق ,وانهم عدل القرآن ,ومن اراد ان يستنطق القران في الحياة يستنطق سلوكهم واخلاقهم وعبادتهم ,

وقد سعى رسول الله (ص) واهل بيته ان يركزوا على المفهوم الاسلامي في الولاء والمحبة , وان يعلمونا ان الاسلام هو قاعدة للعاطفة ,وان الظلم لايدوم , وعلى الناس الذين يسيرون وفق منهج الاسلام ولابد من تحمل مسؤوليتهم في كشف الانحراف ومحاربته ,لانه من رضي بكل عنوان انحراف سيكون شريك هؤلاء المنحرفين ((فمن رضي بعمل قوم حشر معهم)).

فقد وضع الرسول(ص)  واهل بيته(ص)  الاسس المتينة الى اتباعهم ,لكي يحصنوا انفسهم من الانحراف وان لاينساقوا الى العاطفة المجردة من كل فكر لتناول شؤون الحياة , وان ترك النفس الى العاطفة ستؤدي بها الى كوارث اجتماعية قد تؤدي الى انحراف الناس عن جادة الاسلام.  . ومن هذه الاسس التي وضعت هي:

1-    ألانسان قيمة كونية باعتباره يمثل قاعدة الخلافة على هذه الارض وهو متميز بعناصر الذاتية وإن الوجدان ـ وهو المحكمة التي يرجع اليها الانسان قبل أن يدخل إلى عالم المعرفة والدين والفكر المتطور .

2-    أن الولاء الى الله تعالى والى الرسول(ص) والى اهل البيت , هو بالايمان السلوكي وليس الايمان النظري , لان الاسلام اراد من اتباعه ان يعيشوا الاسلام  بكل عناوينه لتتكامل شخصياتهم بالتقوى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ }التوبة119 ,فلكي تكون مع الصادقين عليك ان تعيش الاسلام فكرا وسلوكا واخلاقا لتتكامل شخصيتك حتى تصل الى درجة تؤهلك ان تكون مع رسول الله واهل بيته الكرام

3-    ان رسول الله (ص) واهل بيته ارادوا من اتباعهم  ان يحولوا الارض الى مسجدا لله تعالى ,اي تحوبل كل معالم الحياة الى حركة عبادية وليست حركات مجردة حتى في ادق الخصوصيا الفردية , لكي يكون الانسان في ملبسه وماكله ونومة وراحته كلها في سبيل طاعة الله ,حتى يتحول هذا الانسان الماوالي الى مرآة تجسد حالة الولاء الحقيقي الى الله تعالى والى الرسول (ص)والى اهل البيت (ع),

4-    تقريب ذهنية الناس الى مفهوم الولاء والمحبة السلوكية الى اهل البيت  وربط رضاء الله تعالى برضاهم لانهم عدل القرآن وهم سفينة النجاة  حتى قال الامام الحسين (ع) .«رضا اللّه رضانا اهل البيت . نصبر على بلائه ويوفّينا اجور الصابرين » . « من طلب رضا اللّه بسخط الناس كفاه اللّه امور الناس ، ومن طلب رضا الناس بسخط اللّه وكله اللّه إلى الناس »

5-    تربية اتباعهم لى التوازن في الحياة والابتعاد عن حالة التطرف ,لان التطرف ظلم لايمثل خلق اهل البيت , والتطرف يخالف الفطرة ,ويستنكرها الاسلام والتوازن يمثل الدور الطبيعي في حياة الانسان , فركزوا على تقوية العناصر التالية في شخصية محبيهم :اولا –عنصر العقل واعطاؤه الدور الاساسي في الحياة., فعن علي(ع) «العقول أئمة الافكار ، والافكار أئمة القلوب ، والقلوب أئمة الحواس ، والحواس أئمة الاعضاء»  . «من اراد الغنى بلا مال وراحة القلب من الحسد والسلامة في الدين ، فليتضرع إلى اللّه عز وجل في مسألته بأن يكمل عقله », ثانيا ـ تقوية عنصر الارادة الانسانية,وهذا ما اراده اهل البيت(ع)وخططوا له تخطيطا كبيرا وذكروا به بان الانسان الشيعي الحقيقي هو الانسان الذي يقرب الناس الى معرفة اهل البيت ويزيد في محبتهم من خلال السلوك الطيب والقول بالمعرف والحسنى ,وكسب قلوبهم ,فكما جاء الامام الصادق ((لو عرفونا لاإتبعونا)), . ان كسب قلوب الناس الى الولاء والمحبة للاسلام واهل البيت هو فن يحتاج الى خطةوات سلوكية تنسجم وواقع الاسلام حتى يستطيع الانسان من التوفيق في كسب مسامع قلوب الناس الى اهل البيت , وان هذا الفن يحتاج الى صبر حتى مع الذين يختلفون معنا في كل مجالات التفكير زطريقة الحياةز لذلى اوصى الاسلام على تقوية ارادة الصبر من خلال الصوم و تقوية قوة ارادة السيطرة على الشهوات حتى لاتتغلب على نفسه ,وإلاّ عاد كالحيوان همه علفه . وقد عمل اهل البيت(عليهم السلام) على تقوية هذه الارادة ، وتربية الاتباع الواعين الصابرين عبر النصوص المؤكدة على ذلك ، وعبر التأكيد على ضرورة ضبط النفس والسيطرة على الهوى .فعن امير المؤمنين(ع) «العقل صاحب جيش الرحمن والهوى قائد جيش الشيطان والنفس متجاذبة بينهما، فأيهما غلب كان في حيزه» «العاقل يتقاضى نفسه بما يجب عليه ولا يتقاضى لنفسه بما يجب له»:.ثالثا -التربية العملية لمواليهم على السير نحو طريق التكامل الانساني ,وكانوا هم النماذج الحية لذلك فكانوا هم النماذج الحية .ولكي يتجلى الحب والمودة وترتبط الامة ارتباطا عاطفياً حاراً بهم  ، نجد الصلاة والسلام عليهم واجبة في الصلاة وهم الخلق العالي والسلوك السامي والخلق الحميد ، والعلم الواسع ، والاهتمام الاقصى بقضايا الامة اينما كانت ، والسهر على مصالحها وتقديم مصلحتها على أية مصلحة اخرى. فالامام الحسين حينما  قدم نفسه الطاهرة واهل بيته واصحابه وفاء الى حب لله تعالى ,واراد ان يعلمنا انه من اراد الانعتاق من الظلم والجور فعليه بالتضحية الصادقة ,وان لايركن الى الظالمين,لان الركون الى الظالمين هو الظلم.

 لقد علمنا اهل البيت  عدم الاساءة الى عقائد الاخرين فمن طرق باب الناس طرقت بابه , وان الذين يتحدثون عن الاسلام يجب ان يكونوا سفراء للاسلام بسلوكهم لا بالسنتهم , وان استخدام الادوات الاعلامية بطريقة متطرفة تسئ الى عقائد الاخرين .

ان الذين يتحدثون عن التشيع بطريقة جاهلة عشوائية تثير الاخرين هي تمثل طعنة بالتشيع واساءة الى رسول الله واهل بيته الكرام. لان الاسلام ورسول الالام واهل بيته الكرام كانوا يمثلوة الرحمة والاخلاق العالية التي قربت البعيدين عن الاسلام وغيرته بالاسلام.

ان هذه النمكاذج النحرفة عن التشيع لاتمثل الى انفسهاا والتشيع برئ من اقوالهم وافعالهم.

أن احياء امر اهل البيت ليس بالعاطفة المجردة الخالية من كل بناء فكري صحيح , والذي يستخدم العاطفة المجردة  من خلال ممارساة يستهجنها الرسول واهل البيت وتصب في خدمة اعداء الاسلام واهل البيت. ,إن العاطفة  المجردة تؤدي الى نتائج سلبية  تخالف التشيح والحب الحقيقي لاهل البيت –لان حب اهل البيت هو حب الاسلام. لقد تعلمنا من مدرسة اهل البيت ان الشيعي الحقيقي هو الذي يتمسك بطاعة الله والالتزام بمنهج الرسول والائمة الاطهار(ع) الذين فرض الله سبحانه وتعالى طاعتهم  وولايتهم واي تقصير في هذا الجانب يخل في قاعدة الايمان والتشيع.

 لقد وضع الرسول(ص) واهل بيته (ع) الموازين الصارمة للانسان الشيعي من خلال الميزان الاسلامي للتشيع حتى يميزوا للامة ان التشيع ليس عاطفة مجردة والتشيه ليس هتك حرمات الناس والتشيع ليس هتك حرمات النفس و شق الرؤؤس او تعذيب الاجساد خالية من اي محتوى عقيدي ينسجم مع الخط الاسلامي الاصيل. ان الشيعي الحقيقي هو الوالي الحقيقي للاسلام والى الرسول  واهل بيته الكرام : فالشيعي الحقيقي هو:

1-الذي يتمسك بقييم الاسلام ويكون زينا لرسول الله واهل بيته الكرام.

2-ألشيعي الحقيقي من يتقي الله ويطيع الرسول وأهل بيته الكرام  والمحب الحقيقي للحسين هو الذي يتمسك بقييم الحسين التي نادى بها .

3-.الانسان المسلم الشيعي هو من اهل الورع والاجتهاد واهل الوفاء والامانة واهل الزهد والعبادة

4- الانسان المسلم الشيعي  هو من قدم ما استحسن وامسك ماستقبح واظهر الجميل وسارع بالامر الجليل رغبة الى رحمة الله

5-الشيعة هم المحافظون على الصلاة اقامة لا اداء -اي انهم يقيموا الصلاة فيى معالم حياتهم الفردية والاسرية والاجتماعية ويجعلون هواهم في طاعة الله لا في طاعة انفسهم ا

6-الشيعة  هم المتباذلون في ولاية الله ورسوله واهل بيته – المتحابون في الله- المتزاورون في احياء امر الله لايتخاصمون على مواقع  وولاات دنيوية زائلة بل  هم كالبنيان المرصوص متحابين في الله  ومعتصمين بحبل الله

8- الانسان المسلم الشيعي تعرف الرهبانية في وجهه زهدا في دنيا فانية وراهب في الليل اسد في النهار

9- الشيعي  الذي يقول بلسانه وقلبه وسلوكه من دون تناقض- اي ان فكره يعبر عن سلوكه وسلوكه يعبر عن فكره

 

وروي عن المعصومين ع

لو ان شيعتنا استقاموا لصافحتهم الملائكة ولاظلهم الغمام ولاشرقوا نهارا ولاكلوا من فوقهم ومن تحت ارجلهم ولما سالوا الله شيا لاعطاهم

أما الذين ينتسبون الى التشيع بطريق جاهله ويستخدمون  اوراقهم التي تسئ الى الاسلام والى التشيع فهولاء ليسوا بشيعة ونتبرا الى الله منهم ويمثلون في مواقفهم مدرسة يزيد , وكل من والى الله ورسوله واهل بيته حقا وصدقا يتبرا من فعل هؤلاء وافكارهم وسلوكهم ,وهم مخربون للاسلام ومسيئون الى التشيع المحمدي الاصيل وجائوا بالبدع التي صنعوها لمكاسبهم ومنافعهم , فاذا لم يراجعوا مواقفهم ولم يوقفزا اواقهم من النشر فسوف تلاحقهم اللعنات ,لانهم يسنون سنة سيئة , والقانون سوف يوقفه بالقوة.

فهل يدركون امرهم قبل فوات الاوان

 

ايها الاحبه فللنظر الى تشيعنا

احق نحن احيينا ذكرى الحسين بهذه القييم الخالدة ام اننا افرغناها بافعال لم ولن تكون من منهج اهل البيت (ع) في احياء ثورة الحسين ع و لو كان الرسول والائمة الاطهار امامنا لاستنكروها ولحاربوها وتبرؤا منها لانها تسئ الى الاسلام والى اهل البيت ةالى التشيع.

 بعد كل هذا هل نحن حقا من شيعة الحسين.

 فهل حقا نحن من شيعتهم؟

 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com