مقالات

على مشارف الاربعين

سعد الركابي

rikabisumar@yahoo.com

كل النساء ورود لدى الرجال في بلدي.... ورود بعطورهن وألوانهن.

ورقتهن ..ولكنهن زهور باعمارهن ايضا...

فالزهرة هي زهرة ...

والزهرة التي تقف على اعتاب الاربعين ..لاتكون سوى زهرة ذابلة...

مهملة ...غير مغرية ... و لاتجذب رائحتها انف الفضول.

مشارف الأربعين للمرأة الشرقية هبوط اضطراري في خانة الأهمال..

فالمراة التي هرعت اعوامها الثلاثين نحو الامس بسرعة. تجد نفسها غير محسودة أبدا في ساحة من  الأماني الفانية التي كانت في يوم ما جزء من عالمها..كل شيء بعد الاربعين يصير بأعين الاخرين  ضربا من الجنون والاندفاع الغير منطقي والمبالغ فيه دائما ... الرقيب دوما يسلط عليها الاضواء الناقدة والمنتقدة والتي تقذفها بالكثير من اشارات الازدراء تجاه كيانها عامة....

الاطفال ...العائلة ...الطلبات اليومية للزوج ...عالم المرأة  المتزوجة يخفف عنها الاحساس بثقل الاعوام .فهي ترى في سعادة الابناء عزاء كبير وجزء اساس من  سعادتها هي....ولكن ماذا تفعل المراة الوحيدة؟

هي لاتملك أطفال تتردد أصداء ضحكاتهم و العابهم حولها ولاتقنعها نظراتها بان ثمة حلم جديد قد يجمل ساعات نهارها ويشغل لوحة احلامها. دبيب الملل النيسرب الى قلب فارغ والاستهزاء الذي تواجهه المرأة في عيون الناس ينقلب الى صور متكررة من الوجع تستنطق داخلها وتطلع من كل مكان...بدءا بصفحات الدفاتر..وانتهاءا بالمرايا ..

شفا الاربعين ....قطار الاحلام سوف لن ينطلق بعدها الى اي مكان... فالرجال لايبحثون عن الورود الميتة ...بلا رائحة او ملمس او عطر؟

الرجل الشرقي المصنوع من طينة ذات اندفاع جامح  تجاه المغريات التي تحيط بعالم الازهار ...ينتقل تدريجيا من اللامبالاة بتلك الزهرة الكبيرة الى الوقوف على تل من التعالي... .يصبح  خشنا وقاسيا بل ساذجا في التعامل المراة ذات الاربعين..نفس الرجل الذي كان يطارد خيالات المراة صار يعتبرها الان تمثالا مهملا وجامدا ...لاقيمة لوجوده...فالجمال خلق للفنانين ..والرجل فنان ...فنان مشغول ...مشغول بالبحث عن ازهار لاتشيخ.

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com