|
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]()
الرسول (ص) والثورة الأولى عيسى محمد العيد – جزيرة تاروت قد تحصل لأناس غفلة، أو انحراف عن الطريق الصحيح، أو مرض جسمي فلابد من علاج لتلك الأمراض سواء في جسم الإنسان أو في كيان البشر جميعا. العلاجات قد تكون بسيطة، وقد تكون على مستوى أوسع وأعمق، وفي كل الأحوال لابد منها لتصلح ما قد فسد فيها. فإصلاح البشر يكون إما عبر الرسل أو عبر نهوض الثوار الإصلاحيين. فهناك ثورتان إصلاحيتان في الأمة مرتبطتان ببغضهما بعضاً، وكل واحدة منهما تمهد للأخرى، وقد مرت ونجحت فيما قامت به هذه الشخصيات من نهوض، والثالثة هي الأمل إلى جميع المسلمين، ويتفق المسلمون عليها كل بحسب رأيه، وهذه الثورات هي: الأولى رسالة الرسول محمد بن عبدالله، كان الناس قبل رسالة الرسول وكانت تسودهم القبلية والعرقية، القوي منهم يأكل الضعيف، وكانت المرأة مضطهدة في جميع الأحوال، والكبرياء والعظمة عند أهل مكة وقريش، هي المسيطرة على الوضع العام، حتى جاء الرسول بهذه الهزة والثورة العارمة أصلح المجتمع الغارق في المتاهات، ونشر هذه الصحوة إلى جميع العالم، وذلك لما تحلى به هذا الرسول من أخلاق وقيم حيث قال أما الثورة الثانية هي: ثورة الإمام الحسين فقد أخرج الإمام أحمد بن حنبل في مسنده، حديث رقم (648) بسنده عن عبدالله بن نجي، عن أبيه أنه سار مع علي، وكان صاحب مطهرته، فلما حاذى نينوى وهو منطلق إلى صفين، فنادى علي: صبرا أبا عبدالله صبرا أبا عبدالله بشط فرات، قلت: وماذا؟ قال عليه السلام: دخلت على النبي هذا دليل وغيره يدل على أن ثورة الحسين منصوص عليها من الله ورسوله وأهل البيت وأن غالبية المسلمين يعتقدون بذلك. وثورة الإمام الحسين ثورة إسلامية خالصة وهي طلب الإصلاح في أمة جده، إذ قال هاتان الثورتان من صميم التاريخ الإسلامي هدفهما الإصلاح في الأمة، والأمل في الثورة الثالثة، وهي: الثالثة هي ثورة الأمل المنتظرة وهي التي يقوم بها المهدي المنتظر، وتؤكد الأحاديث المتواترة كقوله فثورة الإمام المنتظر هي الخاتمة وهي الأمل وهي الثورة التي تنتظرها جميع المسلمين على اختلاف مذاهبهم ويتم على يديه الإصلاح في هذه الأمة بما تمر عليها من مزالق وفتن وحروب طاحنة. ماذا حدث للأمة بعد بعثة النبي وثورة الإمام الحسين؟ وماذا حصل بالأمة في انتظار ثورة الإمام المهدي؟ إن هذه الحروب، والفتن الطائفية دليل انحراف الأمة عن تعاليم الدين الإسلامي الحنيف، بعد أن كانت هذه الأمة خير أمة أخرجت للناس، صارت أمة تفرخ الفتن والطائفية البغيضة التي تنخر في أعماق المسلمين وصارت أمة متنازعة قد هيمن عليها الأميركيون والصهاينة المعتدون، وصار المسلم لا يأمن من أخيه المسلم بعدما جاء الرسول بالأمن المؤاخاة بين المسلمين. ولذلك نبقى على أمل، نرقب الثورة الثالثة التي تخلصنا من هذه المناحر، والفتن التي لابد لها من نهاية يقودها المهدي المنتظر إلى جميع المسلمين.
|
![]() |
| ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |