مذكرات فتاة

 

مساء شتائي حزين .. ينثر الغيوم الرمادية في صفحة السماء ، وبعض من قطرات المطر ، لتغسل قريتنا الصغيرة من هموم الحياة وتتراشق حبات المطر بخجل على نافذتي ..

وقد يكون المطر ضيفاً جميل، لكني استشعره كـ رشة الملح على الجروح لما يحمل لي من ذكريات حزينة، عشتها في شتاء قديم.

وقد تكون تجربتي المريرة خيراً لي .. وهذا ما حدث لي فعلاً كنت أعيش كأي فتاة تلهث جرياً لمواكبة الحضارة المزعومة ، بدءاً من الملابس الغربية و \" الموضة \" ، انتهاءاً بالحفلات والأغاني كنت استمع إلى الأغاني الصاخبة وأضحك ..

وكنت أستمع إلى الأغاني الحزينة ، فأبكي معها بلا شعور

وأقول: \" كنت \" في سبات عميق أشبعني لحد الثمالة من المغريات الدنيوية وبالخصوص الموجّهة للفتيات الشابات أمثالنا، ولكنه سبات أخلف لي فراغ روحي كبير كنت أحس بنقص في حياتي .. بوجع في قلبي ..

ودائماً ما كنت أفكر \" ولماذا إذن لا أشعر بالسعادة ؟ لماذا هذا الوجع اللعين ؟ ،، هنا تبدأ قصتي ، حيث اهتديت

.. وأعود لنافذتي المطريّة

ألقي بتحية المساء الشتائي على قريتنا الصغيرة ولأنسج خيوط ذكرياتي الحزينة، القديمة.