مقالات

(ابو خليل) الجديد والاخطبوط الغادر

رغدان الإمارة / بابل

raghdan_emara@yahoo.com

لحظات كانت طويلة وكأن عجلة الزمن أوشكت على التوقف. فالموقف والواقف لم يكونا عابرين .. وهذه المرة اكتحلت مقلتي بك وانت تسجل موقفاً حفر اخاديداً ليس في ذاكرتي فقط بل في ذاكرة المئات غيري.

الحياة يا (أبا خليل) موقف ولا أعلم كيف لذاكرة الزمن أن تؤرخ لك موقفك هذا.

وبصراحة (وتحملني هذه المرة)، كنتَ آلة بيد أولئك الذاهبين الى الجحيم استعملوك علينا لتبطش وتنكّل وتقتل .. هل أذكرك يا (أبا خليل) بالخمسينيات أم الستينيات أو السبعينيات ... هل تذكر حلبجة وخمسة آلافها أم الأنفال وقراها؟؟!

سأزحف بك لنقلب سوياً بعض دفاتر الزمان، وسأفتح صفحة الكويت واغتصابها ثم سأعرج على شعبان وحرق القبب الصفراء و.. و.. القائمة طويلة.

بالأمس فتحتُ صفحة زمنية جديدة ووجدتك هناك .. فأنت هو (أبو خليل) بشخصه وهيئته ذاتها لكن الموقف والمستعمِل اختلفا .. وكم هو جميل أن تكون عوناً للضعيف لا كما كنت سابقاً.

أمس يا (أبا خليل) انطبعت في ذاكرة بناة المستقبل صورة ليس من السهل خدشها .. ولم لا فأناملك هذه المرة تركت الزناد جانباً .. وأنقذت حياة الكثير من الطلبة إذ مزقت تلك الأنامل التي توضأت بماء الفرات أذرع الاخطبوط الذي كمن لهم ليظفي على صباحهم حمرة الدم القاني.

كم وددت لو كانت هناك العشرات من الكاميرات وهي تسجل لك هذا الحدث وأنت تدفع بيديك كابوس الغدر عن أبنائك وأخوانك القاصدين الحرم الجامعي في بابل والذين ادهشتم تلك الشجاعة الفريدة وأنت تواجه العبوة وتقطّع أوصالها بأناملك الرقيقة.

لا أعرف كيف طغت صورة أمس الوضاءة على كل صورك القاتمة السابقة وأزاحتها جانباً لتتربع على عرش الذاكرة معنونة ذلك المشهد بـ (أبي خليل الجديد).

فكيف لي أن أجدك وأعطر فمي بقبلة من خدك المملوح؟!

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com