مقالات

خلقة اخر زمان

سعد الركابي

rikabisumar@yahoo.com

من يعيش بدويا لايستطيع ان ينسى بداوته وان ركب السيارة بدلا عن الحمار وطالته مرغما منجزات الكافرين من تبريد وثريد عوضا عن لفح الشمس وحرارتها. العصبية القبلية ميراث ازلي لقوم يابون مفارقته  ونعم الله الكثيرة التي تتفجر من تحت ارجلهم والتي لم تستنزلها بركات دعائهم او صالح الاعمال لديهم ما اغنت عنهم من الخلق السيء من شيء بل زادتهم غيا ومروقا وشرا ...

الالة الحديثة التي قفزت بها المجتمعات فصارت قراهم  و مضارب خيامهم حواضر زاهية يقصدها القاصي والداني ...لكنها في النهاية ظلت تبتكر الخبائث والشرور ولو ترك العالم لهم لأحرقوه جملة وتفصيلا ...التكفير الطالع من غبرة الرمال ولفح هجيرها والذي لايجد له من انصار ودعاة الا اولئك الذين تصحرت نفوسهم وانقطع قطر الانسانية لديهم فغدت قلوبهم قاسية كالحجارة او اشد قسوة وصلادة...بل ان التاريخ يطالعنا عن عتاة قساة يمارسون الوان الفتك بالانسانية لكنهم لايمرون على الطفولة الا مرور الكرام...اما ان يوضع اطفال في سيارة لتنفجر بهم فهذا ما لم نسمع به في اساطير الاولين ولا الاخرين....

الانباء التي افصح عنها الامريكان اخيرا والتي زادت من وقفة الحيرة والدهشة والحزن لدينا هي تلك التي تقول ان هناك من وضع اطفالا في سيارة وتركها لتنتفجر بهم بعد حين ...

طيور الجنة احباب الله....الورود البريئة تلك تقتل بهذه الوحشية بل لانقول الا انها تقطع اربا ويتناثر دمها وعظامها واشلائها في الفضاء ......

اي ضمير انساني بل حتى حيواني يقبل ذاك.؟

واي هدف مجنون اخرق سادي يفعل هذا ؟

واي عالم هذا الذي نعيش ...

اي عالم قبيح ذلك الذي يشاطرنا الحياة فيه مثل اولئك القتلة ؟

حدثتنا الكتب في حي ابن يقظان وغيره ...وطالعنا قبل ايام في الصحف والفضائيات عن الطفل الذي تاه في الغابة فربته الوحوش والضواري حتى عاد كانه واحد منهم لايفهم لغة الانسان ويتصرف كما لوكان من غير ولد ادم ...ولكنها ماحدثتنا ابدا عن انها فتك بها الجوع فافترسته رغم ان الله جعل لها الصيد مطعما وماكلا لاتعرف سواه... ولكنها حرمت على انفسها صيدا ضعيفا كهذا !

فاي وحش وسبع وضار من الضواري التي تجول في الفلوات وتعتاش في الغابات يفعل تلك الفعلة البائسة البائدة الشنيعة التي لاتكفي ابدا كل كلمات الارض كي تصفها ...

فان قلت انسان بقلب وحش ما كفى او اوفى ...فللوحوش في البرية ناموس ولها مع سواها عهد  وميثاق ان لاتعتدي الا على من اعتدى عليها ولا تدنو من غيرها الا مضطرة  جائعة ولا تمزق فريستها حتى تقتلها بأيسر واسرع الوسائل التي تملكها...

فما الطف الوحوش وما رقها وما ابشع الارهابيين وما انذلهم ...

انقول انهم ابالسه وابليس استثنى واعترف بان لايدنو من عباد الله المؤمنين لانه عندهم صاغر ذليل حقير ....والاطفال لا حساب ولا كتاب بل هم الخير كله والانسانية كلها..

ولكن من يفعلون ذلك ليسوا من هؤلاء ولا اولئك ...ان هم الا الاراذل اللقطاء الذين لايريدون الا ان يكون لهم جهنم حصيرا ...والعاقبة خزي الدنيا وعذاب الاخرة .

من فعلوا تلك الفعلة الشنيعة .. ببساطة (خلقة اخر زمان )

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com