مقالات

فاعتبروا يا أولي الألباب

حوراء الكفيشي

haawraa@maktoob.com

يعترف العلم الحديث: أنَّ الذرات قد استحدثت منذ زمان بعيد لا يتجاوز جملة  قليلة من بلايين السنين، وأن عمر أكثر النجوم ثلاثة بلايين من السنين، كما أن عمر المحيطات عدد قليل من بلايين السنين وأن عمر القشرة الأرضية لا يقل عن بليونين من السنين.

وقد رفض العلم الحديث فرضية (( الكون الثابت غير المتغير ))،  ويعتقد اليوم جازماً أنَّ الكون لم يكن فكان، وأخذ يتطور تحت نظام وحساب دقيق، وأن الكون كان في الماضي السحيق أقل تعقيداً مما هو الآن.

 كما يعترف العلم أن صورة مجموع الفضاء الكوني وما يأهل به من بلايين (المجرات) هو في حالة انتشار سريع وأن كل أعضائه يبتعد بعضها عن بعض بسرعة مرهقة، وهذا معنى قوله تعالى:

 (( والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون )).

كما أن العلم الحديث يقدر  أنه عند بلوغ سنة (47000000000) بعد الميلاد سوف تتلقى شمسنا وثيقة إعدامها، وسيحكم عليها بالموت، ولن يكون القرار قابلاً للطعن، فمن الأمور المعروفة عند علماء الطبيعة والفلك أن مادة الكون الصلدة آخذة في الانحلال والتلاشي أثناء تحولها إلى إشعاع، كما أن وزن الشمس يقل كل يوم 360  ألف مليون طن، أي أن هذا القدر من مادتها يتلاشى لكي تشع كل ما تشعه يومياً.

وهذه الأشعة التي تنطلق منها تسير في الكون، وستظل سائرة فيه إلى نهاية الدنيا، وتحول المادة إلى شعاع عمل جارٍ الآن في كل النجوم، وأن الأرض تخسر من وزنها يومياً بالإشعاع تسعين رطلاً.  وفي ذلك  يقول تعالى  في كتابه الكريم:

((أولم يروا أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها والله يحكم لا معقب لحكمه وهو سريع الحساب)).

حيث تشير الآية إلى  أنَّ  الأرض منذ أن خلقها الله تعالى تتناقص من أطرافها وهي ظاهرة كونية لم يلتفت إليها العلماء إلا في السنوات الأخيرة.

وقد علم أنه ليس لهذا التحول الذي ذكرناه ما يقابله من تحول الإشعاع إلى مادة حسب قواعد الفيزياء، أي ليس ما تفقده الأرض والشمس في ناحية من نواحي الكون يمكن أن يعوض من ناحية أخرى. أي ليست القضية كتحول المياه إلى بخار ثم تحول البخار إلى مياه وهكذا.

ذلك لأن المادة حين الإشعاع تتحول من قوة ذات موجة قصيرة إلى قوة أخرى ذات موجة أطول منها ويتعذر تحول قوة ذات موجة أطول إلى قوة ذات موجة قصيرة حسب قواعد الفيزياء وأنَّ هذا الانحطاط في القوة لا يمكن أن يمضي كذلك إلى الأبد، إذ لا بدَّ أن يجيء وقت تتحول فيه أخر وحدة من القوة الصالحة للعمل إلى قوة غير صالحة للعمل وعندئذٍ تجيء نهاية الكون ويخبرنا الله تعالى عن ذلك بقوله:

(( إذا السماء انفطرت وإذا الكواكب انتشرت وإذا البحار فجرت ))

إن الله تعالى يقول في موقع آخر:

(( فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين ))

وفي هذه الآية نجد أن الله تعالى يشير إلى يوم القيامة و يخبرنا بعلامة من علامات ذلك اليوم فمن المعروف علمياً أن كل نجم أو شمس كشمسنا لا بدَّ أن تطرأ عليه حالة يتمدد فيها سطحه قبل أن يصل إلى حالة الاستقرار. وشمسنا بالذات لم تمر بهذا الدور وهي لا تزال في مقتبل عمرها، وعندما تتمدد يصل لهبها وغازات جوها المستعرة إلى الأرض، حيث قال تعالى:

(( وإذا البحار سجرت ))

وقد ثبت أنه عندما تنطلق ذرة من الهدروجين المتحدة مع الأكسجين نتيجة للانفجار الذري يجعل كافة البحار ناراً في أقل من لمح البصر.

ويقول تعالى أيضا في موضع آخر:

(( وما أمر الساعة إلا كلمح البصر أو هو أقرب))

حيث أخبرنا الفلكيون أن نجمة (سيريوي) التي تشاهد كل ليلة باستخدام التلسكوب قد استحالت في طرفة عين أو أقل إلى نجمة صغيرة جدا، مظلمة وأن نواة ذراتها قد اندكت بعضها ببعض.

وهكذا سيكون مصير منظومتنا الشمسية، وبذلك يتحقق كل ما أخبرنا الله تعالى به في كتابه الكريم الذي (( لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، تنزيل من حكيم حميد )).

 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com