مقالات

شعارات

سعد الركابي

rikabisumar@yahoo.com

فرق كبير بين ان نرفع الشعارات و ان تكون لدينا اهداف نسعى من أجلها . كل الشعارات التي ترفع في الحياة هي من باب الدعاية فقط ...دعاية لاهدافنا التي نسعى من أجل تحقيقها...الشعارات في حقيقة الأمر ليست شيئا قائما بذاته ولا يمكنها ان تكون كذلك لانها لايمكن ان يكون لها معنى بدون هدف ما يقف من ورائها ويلقي عليها بأشعاعات الاهمية ودلالاتها .هي لاتفعل شيئا في حقيقة الامر سوى أنها تضيف هالة من القوة والمصداقية الى الخطوات التي ترافقها . اما ان تكون مطروحة بصيغة زاد روحي اساسي لايرافقه فعل مكمل او يقود اليه فان الحياة ستتحول الى مجرد حلم يقظة طويل وممل لن يلقي بنا في النهاية الا الى الاستلقاء اخيرا في قبر فارغ خاو من اي ذكرى ترافقنا او انجاز يتذكرنا العالم الذي فارقناه بواسطته.

المسألة هنا لن تعدو عن كونها اكثر من تعزيز لرصيدنا المعنوي الذي يدفع نحو المزيد من السعي لتحقيق الهدف . الشعار يذكرنا دائما ان ثمة منجز مؤجل يجب ان لاينتهي سعينا من اجله .الكثير الكثير مما يخوض به المجتمع عندنا لايخرج عن باب الشعارات..عندنا الكثير مما يحكى عن علاقتنا بالشعارات...علاقات يومية تبدا من البيت وتنطلق نحو المجتمع بصوره العامة ومفاهيمه الواسعة.

قبل ايام قليلة توقف عندنا التاريخ في واحدة من المحطات المؤلمة البائسة في حياتنا .تلك المحطة هي ذكرى عمرها اثنين وستين عاما من ....الشعارات... .اكلناها وشربناها وهضمناها حتى صرنا كائنات شعاراتية ...جامدة لاتجيد سوى ان تطلق السنتها بسيل من المصطلحات بدءا من

القومية والامة والعمالة والمؤامرة وال........شعارات طويلة عريضة تبدأ ولاتكاد تنتهي . فارغة جوفاء نحس بالاحتقار عندما نستذكرها لاننا ببساطة لانقف سوى على اشلاء حطام كئيب ...طلل ميت منذ ولادته . كائن غريب همجي بائس اسمه الجامعة العربية ...الجامعة المفرقة التي ولدت ميته...وبعد ستين عاما من تلك الولادة اكتشفنا ان من كنا نعبده كان ربا من التمر لا من الحجارة او الحديد...الها متعبا لايقوى على البقاء تحت الشمس طويلا ...

تعفن في بطون الخلان وانتظار الفرج الي يريحه برصاصة رحمة من شجاع لم ياتي او على الاقل دفعة صغيرة تطيح به الى قبره المحفور من الولادة.

الشيء الوحيد الدي فعلته الجامعة المصون هو انها انجبت الاف الشعارات اللقيطة ...كيف ومتى وتحت ازار اي رجل لاندري ...

فالزعماء كثر والملوك ايضا ....وكلهم مغرم بها ولايطيب له الرقاد الا باحضان خستها ...والاستمتاع لاشعارها الخريفية الدابلة...

وانا اقف عند احضار الجامعة الثاني والستين ....تمنيت لها رقدة طويلة وموتا سريعا شريطة ان لا ارث منها شيئا...

لانها ببساطة عاشت وتموت بين شيئين ...

زعماء تعفنت بهم الكراسي .....

وشعارات ادمنوا ترتيلها ...

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com