مقالات

النوم وأسراره (1)

حوراء الكفيشي / بابل

haawraa@maktoob.com

المشي أثناء النوم:

من الموضوعات الكلاسيكية عند أصحاب الرسوم الكاريكاتيرية ذلك الشخص الذي يمشي أثناء النوم وهو يسير على أسطح المنازل أو على حافة الصخور وعيونه مغمضة وذراعاه ممدودتان فما صحة هذه الرسوم وهل هي مجرد أفكار شائعة غير صحيحة؟ إن ظاهرة المشي أثناء النوم ظاهرة حقيقية يتعرض لها بعض الناس وغالبا ما تكون متفاوتة تفاوتاً ملحوظاً من حيث شدتها وطول فترتها. فهو في أبسط صورة وأهونها قد يقتصر على أن يقعد الشخص في سريره بعد أن كان مستلقياً وأن يتمتم قليلاً ببضع كلمات تكون غير مفهومة في العادة، ثم يعود فيستلقي على ظهره مباشرة لينام، أما إن كانت الواقعة أطول، فإنك ستجد أن الشخص قد نهض من فراشه وأخذ يتجول في أنحاء الغرفة، بل وقد يرتدي ملابس الخروج، وغالباً ما تكون عيناه مفتوحتان، وقد ارتسمت على وجهه تعابير جامدة.

ومن الواضح أن الذي يمشي أثناء نومه تكون له القدرة على الرؤية أو الإبصار، بدليل أنهم يتمكنون من تجنب الاصطدام بالأثاث أو غيره من العقبات، كما يكون في وسعهم أن يجيبوا بكلمات ذات مقطع واحد للأسئلة البسيطة التي توجه إليهم وهم في أكثر الأحيان يعودون إلى الإستلقاء مرة ثانية في مكان آخر ثم يشعرون بالدهشة الشديدة والتعجب عندما يستيقظون في الصباح ويجدون أنفسهم في اماكن غريبة.

هذا ومن الجدير بالذكر أن الذين يمشون أثناء نومهم لا يكون لهم وعي فائق بالأخطار، والدليل على ذلك هي كثرة الحوادث التي تحدث من هذا النوع، فقد حدث أن هوى بعض الذين يمشون أثناء النوم من النوافذ، بعد أن حسبوها أبواباً كما يبدو.

ولا بد أن نعلم أنَّ المشي أثناء النوم يزداد بين الأطفال عنه بين الكبار، حيث أنك تستطيع أن تحدثه عن قصد بأن تمسك بيد طفل وهو في نوم عميق لتجعله ينهض ويقف على قدميه وهذا ما تلجأ إليه الأمهات عادة عندما يصطحبن الاطفال إلى الحمام في الليل.

والسبب في المشي أثناء النوم لا يزال غير معروف، والمعتاد أن هذا المشي أثناء النوم يتوقف من تلقاء ذاته عندما يكبر الأطفال ليدخلوا في الرشد.

 

الشخير:

يعتبر الشخير الموضوع الأكثر استعمالاً في النكات والقصص المضحكة، ولكن الإضطرار إلى النوم مع زوج يشخر شخيراً شديد الارتفاع ليس بالأمر المضحك، وقد يكون في كثير من الأحيان سبباً من أسباب انعدام الوفاق العائلي والطلاق أحياناً.

هذا وقد بينت الاحصاءات أن 31% من الرجال و 19% من النساء يشخرون في كل ليلة، فكيف ينشأ هذا الصوت المزعج؟ نحن نعلم جيداً أن التوتر العضلي ينخفض بعد أن نستسلم للنعاس، كما أن اللسان والفك الاسفل خصوصاً إذا كان الشخص ينام على ظهره ينزلقان قليلاً إلى الوراء، وهذا قد يعوق مرور الهواء من تجويف الأنف، وتكون النتيجة أن يتنفس المرء من خلال الفم، ثم إن الدخول السريع للهواء يؤدي إلى تذبذب المجرى الهوائي العلوي (سقف الحلق) وتكون النتيجة أن تصبح هذه الذبذبات مسموعة في صورة شخير.

هذا ومن المعروف أن أصحاب السمنة أو الزيادة في الوزن أميل إلى الشخير، ذلك أن السمنة تضطرهم إلى أن يناموا على ظهورهم، والأنسجة الشحمية في حلوقهم تزيد من الذبذبات، ولذلك كان من أساليب العلاج الفعالة للشخير هو أن ينقص الفرد من وزنه.

والأمراض التي قد تسبب تغيرات في المجاري الهوائية والتي تكون مسببة للشخير هي: نزلات البرد، ومشكلات الجيوب الأنفية، وعند الأطفال قد يحدث تضخم اللوزتين نفس الأثر.

 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com