مقالات

بلدي شراع المبحرين الى المنى

 إسراء القطبي

esraa_alqutbi@yahoo.com

بلدي .. يامذبح الحب ايها الكبير حجم دائرة الهوى, والممتد طول مسافات المنى, والمنتظر فجراً يفري دياجير النفوس ويشع نوراً يلف ارجاء المعمورة..

بلدي بك بدء الله وبك يختم...

بلدي اي سر اودعه الله عز وجل فيك فحيرت العقول والالباب وجعلت النفوس والارواح تهوي اليك والاعناق مشرأبة نحوك والاحداق تتطلع لمحياك.. ايها المحبوب حد الجنون والمبغوض حد القتل.

منذ نشأتك والازمان تتكالب عليك وانت تنبض بالحياة, مرت عليك الحادثات ووقفت جبلاً أشما, لم تسلم من القاصي والداني, حتى من جيرانك بل حتى من بعض من حسبوا من اهليك فتأمروا عليك وباعوك بثمن بخس دراهم معدوادات وتنقلت ما بين غيابة الجب وملك الصبيان وشمخت صابراً محتسباً ملؤك جراح تنزف عزاً وبطولة تشرق منها شموس الرجال الذين سقوا الحرية لتخضر شجرة شماء نستظل بها جميعاً..

بلدي.. كلنا شركاء فيك ولكن حسب تضحيته وصبره ومعاناته.. فالصابر فيك قابض على جمرة, والخارج عنك له ماله وعليه ماعليه (ونحن لانريد ان نصادر احداً, ولا نقبل ان يصادرنا احد) فالكل ابناءك ولهم حق المواطنة والمشاركة في بناءك ايها المقتول وحسب نظريه اعطاء كل ذي حق حقه.

بلدي .. احلم ان جميع اهلك يتكاتفون بكل أطايفهم وأعراقهم ليساعدوك على النهوض بعدما اثخنتك سكاكين الغدر والصلف.

واحلم باحترام ابنائك بعضهم لبعض وفق قواعد الحق والدم والتضحيات لا وفق قوانين المناقصات السرية والمزايدات العلنية الرخصية واتفاقيات المنتجعات.

أيعقل؟ ايها الحبيب ان ابناءك غير قادرين على صياغة مستقبل مشرق لك.. (ويحتاجون لغيرهم في هذا) وهم يمتلكون البعد الانساني والتراكم المعرفي الممتد بعمر الحضارة.. بل إن من اهليك من له جذر حياتي علمي في ترابك يعادل ضعف عمر امريكا.. وحواضرك الغناء صدرت النور والعلم والحب للدنيا, ايام كانت اوربا غارقه في البربرية... لا يابلدي ففيك من العقول النيرة القادرة على بناءك بناء رصيناً نزيهاً.. فأنت عراق العراقيين لا غير.

أيعقل ايها المذبوح ان تشكل ادارات عمل جديدة فيك بنفس الوجوه القديمة التي ذبحتك من الوريد الى الوريد بتفشي الرشوة والمحسوبية والغبن وهدر الحقوق لنرجع لنفس الدوامة المتعبة والتي اضنتنا كثيراً.

وهل يعقل؟ ان يطفو الى السطح من لم يزد في الاسلام خردلةًً ويصبح صاحب القدح المعلى ويؤطر تحت احد العناوين المهمة.

لا يابلدي .. يجب على ابناءك المخلصين نبذ الطالح والسيء والراقص على الجروح والمشاعر لتنمو صحيحاً معافى من ادران النفعية التأمر الليلي والطائفية البغيضة.

بلدي.. يجب ان تضرب بيدٍ من حديد كل خائن تاجر بالآمك ودمائك لتبقى عراق الشهداء والشرفاء.

عراق الانتظار والظهور.

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com