مقالات

الاثاث والسجاد في العراق القديم

زهراء سعدي / عضوة في بنت الرافدين / بابل

استلزم فن البناء في العراق القديم مكملات رئيسية من اهمها الاثاث والفرش والسجاجيد والستائر. وكانت عمليات ومراحل تصنيعها وشيوع استخدامها مرتبطة مع الوضع الاقتصادي .

وكانت معظم مفردات الاثاث مصنوعة من الخشب والعاج وفي حالات ليست بالقليلة من المعدن ولكون الخشب والقماش وحتى العظم والعاج من المواد سريعة التلف والاندثارفان التقنيات اثبتت الاثرية لم توفق في العثور على نماذج منها ماعدا حالات نادرة ومايتوفر لدينا من وثائق عن الاثاث واشكالها وزخارفها واساليب تزينها بالمعدن او العاج والقماش في الحقيقة عن المنحوتات الحجرية محفور شكلة على الاختام اضافة الى ما نعرف من تفاصيل واسعه مكملة مما تحتوية الكتابات المسمارية ومن كافة مراحل تاريخ العراق القديم.

كان السومريون يشيرون الى المادة الاولية الرئيسية في صناعة الاثاث كلمة كيش يسميها الاكديون ايسو. واشاروا الى متخصص بصناعة والخشب بالنقاروهو عند السومرين وتشير الكلمة الى اول مرحلة تخضع لها المادة الخشب الى الصناعة. وتبدو في الكتابة المسمارية في مرحلتها الصورية الاولى عبارة عن عملية قريبة من عملية اجراء تثقيب كتل مقطعة من الخشب, وهذا علما ان معظم الاثاث المصنوع في العراق كان يركب بطريقة الفجوة واللسان كذلك توضح مصطلحات اخرى عديدة اساليب التركيب قطع الخشب اضافة الى اسماء بعض الادوات المستخدمة التي تبدو واضحة على المنحوتات او الاختام ومنها الفؤوس والبطات والمناشير والزوايا والمثاقب.

والعروف عن انواع من الاشجار المألوفة الاستخدام في صناعة الاثاث كانت معروفة في العراق وانواع اخرى كانت تستورد خصيصا لذلك من جبال لبنان وتركيا . ومن تلك الاشجار المذكوره في الكتابات المسماريه اشجار التين (تينو) والصفصاف( سارباتو) وانواع متعدده من اشجار اللتوت والحمضيات اضافة الى الخشب الساج واشجار الصنوبر والسرو وانواع اخرى لم تشخص بعد رغم ورود ذكراها في الكتابات المسمارية.

واضافه الى المتوفر من انواع هذه الاخشاب فقد كانت الحاجه الى المزيد منه ولذلك استلزمت الضرورات استيراده لاستخدامات خاصه بالقصور والمعابد. وكانت عمليات جلب الاخشاب مألوفه عند السومريين, ومن تفاصيل واحد من اساليب استيرادها مايرد في النص المؤرخ من فترة حوالي 1800 ق.م هو مايلي.

(من شمشي ادد الى ولده يسمح ) ادد... وبخصوص اخشاب السدر والعرعر فقد تم نقلها من ((قطنا)) وهي حاليا في سوبرم مدينة وهي مدينة معروفة تقع قريبا من موقع مدينة ماري (تل الخريري ).ارسلوا الى هذه المدينة (مشيا ) ومعه رجال ثقات وذلك من اجل تجزئة الكمية الى ثلاثة :- الثلث الاول يرسل الى ايكالانوم (وهي مدينة تقع شرق نهر دجلة ) والثاني الى نينوى والثالث الى مدينة شباط- انليل مقر الملك الاشوري ) ولتسجيل كل ارسالية على رقيم ترسله لي )).

لذلك يرد الرساله التأكيد على وجوب نقل الكمية الاخيرة في مراحلتها النهائية على عربات.

من الجدير بالملاحظة هنا ان طبيعة الشكل المعماري لقطعة الاثاث ترتبط كما في الشكل المعماري للبناء, بطبيعة المواد الاولية المتوفرة والممكن توفرها حيث عرف النجار العراقي تلبيس القطع الخشبية الرئيسبة بقطع من العاج والاحجار الكريمة والمعادن اضافة الى الفرش الملونة لمقاعد البعض من قطع الاثاث. وكانت انواع من الاقمشة المزخرفة تستخدم لزينة واكمال قطع الاثاث هذه التي تبدو انها كانت ذات اثمان غالية وكانت ذات تصليح الاثاث المزودة بالقماش ((الدوشمة )) المعروفة.

وهكذا نفهم الاختلاف في مستوى التأثيث المنزلي الذي يختلف طبيعة الحال. والبيت الاعتيادي البسيط في العراق القديم كان يحتوي على مقاعد هي عبارة عن اكتاف من اللبن وحتى الطين وتكون عبارةعن دكاك او مقاعد حائطية اضافة الى مقاعد على الارض من الحصير والبسط.

وكان استخدام الديوان والفرش مزدوجا للجلوس والنوم ويمكن صناعتها من الخشب او اللبن المزود بفرش منسوج ويكون عند الاغنياء مزينا وملبسا بقطع وصفائح المعدن او مزينا بتراكيب ومنحوتات ووحدات زخرفية او قطع من الاقمشة.

وفي قائمة تتضمن مايزيد على الف وستمائة موضع يرد ذكر مادة الخشب حيث وردت تفاصيل استخدام الخشب في تسقيف البيوت وفي صناعة الابواب والاثاث ومنها السرر المعدة للنوم والكراسي والطاولات والاواني الخشبية وحتى بعض عدد الخيول وبعض العدة الخاصة باقامة الطقوس الدينية وحتى الموازين الخشبية.

ومن قطع الاثاث الشائعة الاستخدام من قبل العراقين القدماء وبشكل خاص عند السومريين , الكراسي وكانت على انواع منها نوع بدون عرى وهو الاكثر شيوعا ومنها المزودة بمسند خلفي. ويبدو واضحا انها كانت مصنوعة في بداية الامر من القصب كما في نماذجها العديدة التي ظهرت في مشاهد الاختام الاسطوانية والمنحوتات البارزة وتبدو نماذج اخرى مصنوعة من الخشب وتذكر الكتابات المسمارية السومرية صناعة البعض من النماذج الخاصة من المعدن او مزين بقطع من المعدن.

الملاحظ ان النجاريين البابليين والاشوريين خاصة ادركو خلال تجاربهم العريقة وخاصة في قطع الاثاث للقصور والمعابد معامل تقلص الاخشاب والشقوق والاعوجاجات ومواسيم قطع الخشب وانواعة ومميزاتة ومصادره.

وما يتعلق من اهمية على قطع الاخشاب المشغولة بصورة جيدة كان لايقل في اهمية عن المعادن الثمينه وكانت تذكر كجزيئات وغنائم يضعها الملوك في تفصيل زخارفها ووصف البعض منها بكونها مصنوعه من العاج الموشى بالذهب.

الكرسي يعتبر رمزا للسلطة والحكم وكان يوضع بعض نماذج رموز الالهه حيث يبدو الملك يتسلم السلطة ورموز الحكم منه ومن المعروف ان صناعات العاج كانت معروفه على نطاق واسع عند الاشورين وكان استخدامها الاساس لتكوين اجزاء مهمه من قطع الاثاث عندهم.

وكانت بعض قطع من العاج تكون المواد الاوليه الكاملة لبعض الاثاث وتستخدم كذلك في زينة قطع اخرى منه كالاسره والمقاعد والكراسي اضافه الى الصناديق لحفظ مواد الزينة واخرى لحفظ المجوهرات.

ومن مظاهر الزينة الخارجية للبابليين والاشوريين خاصة والحكام من السومريين والاكدين عرفت منسوجات الفرش النسيج والكراسي والمظلات الملكية الاشورية اضافة الى قطع السجاد اوالزوالي وتذكر المنسوجات المغطية المزينة للكراسي التي كانت مزينة بحبال وشرائط واهداب وتذكر اغطية الفرش الخاصة بالالهه والملوك التي كانت مزينة بقطع من الذهب,اضافة الى صبغات لونية التي كانت تستخدم في عمل تزينات على شكل اوراد على الفرش واستخدام معدن الفضة ايضا في عمل تزينات لبخاصة بفرش الملوك عند الاشوريين خاصة.

لقد عرف الاشوريون والبابلين ايضا صناعة السجاد والزوالي على نطاق واسع وتشهد مفردات في اللغة على ذلك اضافة الى العثور على نماذج منحوته تعتبر شواهد واضحة على ذلك هذا اضافه الى سروج الخيول التي تعتبر بحد ذاتها قطعا فنية فريدة في وحداتها الزخرفية في اسلوب صناعتها.

ومن المفردات المزينة لمثل هذه السجاحيد ازهار الربيع اللؤلؤية التي كانت مؤلوفه ايضا على الملابس وفي البناء من الطابوق المزجج عند الاشوريين خاصة كذلك موضوع زهرات اللوتس واشكال زهرات عباد الشمس.

وعرفت الخيول الملكية التي كانت مزينة بدورها بقطع مزخرفة من النسيج السميك الشبيه بمظهر السجاجيد الصغيرة وتبدو بوضوح مزينة النهايات بأهداب معقودة.

وترد في الكتابات المسمارية اشارات الى انواع من السجاجيد المستخدمة من قبل العراقيين القدماء اضافة الى نماذج الموضحة للمنحوتات ومنها قطع منحوتة من حجر الحلان الرمادي اللون وبمساحة 3,51*2,36 متر مربع وكانت هذه القطعة الحجرية على شكل نقش السجاد تزين ارضية قصر سرجون الثاني في مدينة خرسباد.

كذلك تم العثور على نماذج اخرى لسجادة يزيد طولها على مترين ومن نفس المدينة(خرسباد) وهي مزينة بعدة وحدات زخرفية ومنها زهرة اللوتس.

وكذلك وجدت منحوتات حجرية اخرى سجاجيد صغيرة استخدمت كسروج لركوب الخيل وتبدو وهي مزينة بوحدات زخرفية دقيقة معظمها تميز بكونها هندسية متشابهه مكرره وتنتهي هذه السجاجيد من الطرفين بهدب معقود مثل هذه الطريقة المألوف في صناعتها كما هو واضح منذ الاهتداء اليها لاول مرة وحتى اليوم.

وان صناعة السجاد واساليب نسجة كانت معروفة منذو حدود حوالي الالف الاول قبل الميلاد ولقد اشاد الاغريق والرومان بصناعة السجاد العراقي القديم وذكروا استخدام اساليب استخدام الخيوط ذات الالوان عندهم وعرفوها بالسجاجيد البابليية.

وكانت تزين الجدران قصور الملوك البابليين وانها كانت تستخدم لنذاك بزينتها لقصور الملوك المماليك المجاورة. 

 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com