مقالات

برآئتي من الرجولة .. خشوعا أمام جسدك الطاهر يا دعـاء

 كتابة من دموع الرجل

حمه كريم

Hama_karim134@yahoo.de

عزيزتي دعـاء:

أسمحي لي أن أطأطأ رأسي أكثر أمام ذلك الجسد الملطخ بالدماء، فقد ذهبت أنت المرأة ضحية عقلي، أنا الرجل، فقد ذهبت قربانا من أجل صيانة شرف آبائي ووأجدادي!!!

أه عزيزتي دعـاء، صدقيني كنت أمقت هذا الاسم  ( دعاء )، ولكن عندما شاهدتك مرمية تحت رحمة برابرة مجتمع رجعي حتى النخاع، قتلة الأنسان، أشباه الانسان، وهم يسلخون ذلك الجسد بكل وحشية، تغيرت الصورة أمامي، بت أنسانا آخرا تتقطر منه عرق الخجل، أنهم سلخوك بجريرة الشرف ولكننا شاهدناك وأنت في سكرات الموت كيف تمدين يدك العاجزة عن الحركة الى ثوبك وتغطين به عورتك التي كشفها الضرب المبرح للوحوش، أه كم كانت معبرة تلك الصورة، أه كم كنت عظيمة أمام ذلك الحشد الفاقد للشرف والقيم الانسانية، حشد من الجبناء تكالبوا على جسد هو الشرف بعينه، دعيني أن أعلن عن خجلي لانني رجل كأولئك الجبناء وأحمل هوية جنسهم، الآن، ألآن أصبحت كلمة دعاء أجمل ما تحتويه قواميس اللغة من كلمات وأصبحت المرفأ الذي تركن فيها سفن الحرية، حرية المرأة، حرية العشق، حرية الاختيار وحرية ال........................!!!.

أنت، يا من أصبحت هدفا لتفريغ بغضنا وحقدنا وأنانيتنا وعنجهيتنا نحن الرجال:

ملحمتك، تلك التي سجلتيها بالقان من الدماء في بلدة بعشيقة، حولتك من مجهول الى علم من الاعلام، فقد تصدرت ثورتك على الجهل مانشيتات الصحف العالمية، وألهبت مشاعر مئات الشعراء والكتاب، فقد حار الشاعر الولهان بحثا عن صورة شعرية دون  أن يفلح وأصبح من لم  يقرأ سطرا من الشعر شاعرا أزاء مشهد عرسك الدموي، فتاة في ربيع عمرها تسير صامدة نحو جنان القلوب وفراديس المحبة، ربما تصدقين أو لا تصدقين ومن حقك أن لا تصدقيني لانني رجل تافه، إنني حينما شاهدت فضيحة قتلك قابلت المرآة وبصقت على صورتي، صورتي الرجولي التي تمثل كل الوجوه الرجولية، لقد شاهدتك على غير صورتك، شعرك كان أشعثا، ووجه ملطخ بالأحمر القان من الدماء، يدك الناعمة كانت أهزل من أن تسحب التنورة البيجية على الجسد الطاهر العار، فمن حقك أن لا تصدقيني لان كل من رجم جسدك كانوا رجالا وأنا مع شديد الاسف أحمل هويتهم المشينة والمهينة، لكن أرجوك أن تصدقي دموعي التي تنسكب على هذه البرآءة المكتوبة أمامك أيتها الخالدة  والتي تندفق من الوجدان بكل حرارة، فمقتلك ثورة على الجهل المزمن للرجال أصحاب العنجهيات الفارغة، أولئك الذين توهمهم عضلاتهم بانهم أرفع شأن من النساء.

أنهضي يا دعـاء من لحدك، فأحبتك في إنتظارك بخشوع واقفون، فقميصك الأحمر بات شعلة بيد الذين ينادون بالحرية، تلك الحجارات التي أنهالت على جسدك باتت أقدس من أي حجر وأثمن من سواه، فأنا أسعى بالرأس قبل القدم لتقبيل تلك الحجارات التي تلونت بلون دمك فاليوم هو عرسك وقد شاهدنا قبلك أعراسا.

أه، من الرجال وعذرا يا دعـاء.  

 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com