مقالات

الوهم

لؤي قاسم عباس

loaay_kassim@yahoo.com

بالأمس ِ عندما رأيتُكِ بعدَ سنين َ الهجرِ والحرمان أرتجفتُ وارتعدتُ وتصببتُ عرقاً أردت ُ أن ابكي منعني كبريائي من البكاء ، لكنني رغم الحياء ورغم الكبرياء أجهشتُ بالبكاء ، فاضت دموع عيني حتى غَسَلتُ بدمع ِ العينِ وجهي .
لم تبكيكِ عيني لوحدها بل كل ذرةٍ من جسدي بكت معي عليكِ . أردتُ أن الملم أشتاتي ولكن خانتني قواي حاولتُ أن استجمع نفسي ولكني كدتُ أن أتلاشى ، سمعتُ دقات قلبي تأنُّ ( آه ) واستجابت لقلبي كل أعضائي ( آه ٌ آه ) أردتُ أن اصرخ فيك لماذا هجرتني فاختلطت ( لماذا ) بعبرتي لم اصدق نفسي أنني ارتمي بين أحضانك ِ وأتوسد ذراعكِ طأطأتُ رأسي حياءاً منكِ رغم انك أنت من هجر .
أردتُ ان أخلق لك الأعذار لهجرك إياي ورضيتُ بتأنيب نفسي لنفسي مع أنني برئ ٌ من اتهامي لنفسي.

دعيني أقـُصُّ عليكِ القصص يا سيدتي :- ففي كل يومٍ كنت سيدة أحلامي ولطالما تمنيت أن يكون ذلك الحلم حقيقة . وها أنت الآن بين يدي أراك ِ كالشمس ِ ساطعةٌ أمامي ، كلٌ ما أخشاه ُ يا سيدتي أن تكوني الآن مجرد حلمٌ من أحلامي ، دعيني أمسك يديك لئلا ترحلين عني كما كنت تفعلين معي عندما استفيق من أحلامي دعيني أخففُ بقربك آلامي . أقسمُ أن لا ادعك ترحلين ليكن عهدنا أن نبقى معاً . سمعتُ صوتكِ :- أعاهدك أن لا نفترق ، أعاهدك أن نبقى معاً عهداً أن أبقى احبك إلى الأبد صرختُ من فرحتي كدتُ أطير من فرط سعادتي لولا أن اخترق أذني صوت المنبه يوقظني على حقيقةٍ آمر من العلقم و إن يداي فارغةُ من يديك وأنني لا زلت احلم وان عودتك وهمٌ لا يبارح خيالي ...

 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com