مقالات

الليلة الثانية بعد الألف

لؤي قاسم عباس

loaay_kassim@yahoo.com

بلغني أيها الملك السعيد، ذو الرأي السديد، والقلب الرشيد، أن ناسكاً متعبدٌ قد انشغل عن الدنيا وتفرَّغَ لملكوت الآخرة، لم يشغل قلبهُ الهوى ولم يُذقْ طعمَ الجوى، وذات يوم شعر بأنه طائرٌ يطير بجناحين فلقد رأى عينين سوداويتين فيهما كل أسرار الكون، فجاذبه الهوى، فأبى، ثم جاذبه الهوى، فأبى، ثم جاذبه الهوى، فهوى، فسقط صريعاً يتلوى كطيرٍ مذبوح تُنتزعُ منه الروح. ترك ذلك الناسك معبده ووقف على مفترق الطريق لعلهُ يراها أو يشم عطر شذاها. ورأته ُ ورآها وجاءت عيناهُ في عينيها. فتبسم وقال : اقرأ في عينيكِ كتاباً أتصفح أوراقه برموش عيني ففي عينيك بحر العجائب وأسرار الغرائب. كل أسرار الكون امتلكها لو أنني امتلكتُ عينيكِ.

لا تحسبيني عرافاً عارفاً بلغة العيون بل أنا تلميذ في بحر عينيك، استمد علومي منهما ومعارفي من نظراتهما. وها أنا الآن قد تعلمت تواً أبجدية الحب وبدأت اردد ( ألفٌ ) ( حاءٌ ) ( باءٌ ) ( كافْ ).

ولكن لن أبوح لك ولن تبوحي لي واتركي عيناي وعيناكِ تتكلمان بلغة العيون فأجمل الكلام ما كان في العيون.

وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح مولاي.

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com