|
مقالات إنتباه لطرائق الكتابة رجاءً خلدون جاويد رأيت أنه من إضاعة الوقت التنبيه الى موضوع عابر من الناحية الابداعية وقد يبدو موجعا بالنسبة لي وحدي . ولكني فكرت بالآخرين من الكتاب العراقيين المبدعين الذين يعانون وجع الحرف والسهر على عملهم الصحفي وبضميرهم وغيرتهم الوطنية ! كيف ؟ اطلعت على مقالة ذكر فيها اسمي وأنا أشكر صاحبة المقالة وهي صحفية عربية ، لأنها كما يبدو أحبت مقالتي في الشعر والفلسفة والمقالة حول الشاعرة الراحلة نازك الملائكة ، كتبت الصحفية كالتالي : كتب خلدون جاويد : "...... " نعم لقد اقتبست مني . أهلا وعلى الرحب والسعة . لكن الإقتباس كان طويلا جدا وبدون أية أقواس ! فبدا الأمر كأن الصحفية قد دبجّت مقدمة مختصرة ، وبعد اقتباس نصف مقالة المسكين اليِتيم ! تفضلت بعمل خاتمة من قبلها . الأمر مضحك نوعما . بالنسبة لي مقالتي لاتعنيني ولا كل هذا الصخب اللآغط من الضوضاء كتابة ً أم كلاما ً . لكني أحببت أن انبه فلربما تكون المقدمة والخاتمة أيضا مأخوذة من كتاب آخرين . انظروا للحنان المسنن ! وانتبهوا رجاء ً لمقالاتكم وابداعاتكم . ولن أذكر اسم الكاتبة كي لا اسهم بإيذائها فالشهرة والأضواء في مثل هذه الامور تؤلم المقابل ونحن قلوبنا حنونة ! لا تؤلم بشرا . ورحمه الله .... كان يقول لي : نام مالوم ولاتنام ندمان " .المهم رجاء اطلعوا على حجم الاقتباس : يقول خلدون جاويد في مقالة له بعنوان( نازك الملائكة شاعرة في الفلسفة، وفيلسوفة في الشعر): إن حزن العراقيين في الشعر رد فعل للأحداث الدامية على أرضهم . إن للشاعر البكائي رد فعله الطبيعي على ما يدور وهو ليس ماكينة للإنتاج التراجيدي بل انه انعكاس للواقع والى ذلك تشير نازك في تبرريها لهذا الهم وتجسيدا منها أيضاً إلى مفهومي السبب والنتيجة،تصف حال الشاعر: تلك مأساته يبيت الليالي ساهد اللحن راثيا للحيارى كلما أنَّ في الدياجير مظلوم بكى الشاعر الرهيف وثارا أبداً يرقب المدى ويناجي الليل روحا وجبهةً وشفاها في حياة يرى الخليُّ ضحاها ويعيش الفنان تحت دُجاها يرقب الأشقياء أنّاتهم تجرح إحساسه تعز عليه دمعة في جفونه وصلاة من حنان تذوب في شفتيه. وفضلا عن ذلك فقد تناولت نازك مفهومين آخرين هما الحرب والسلام فكانت نصيرة للأمان وحب الحياة والإيمان بروعتها وسلامتها : اجمعوا الصبية الصغار ليلقوا أغنيات فجرية الأنغام وليكن آخر اللحون التي تلقى على سمعهم نشيد السلام فيم هذا الصراع ؟ فيم الدماء الحمر تجري على الثرى العطشان والشباب البريء في زهرة العمر لماذا يُلقى على النيران في سبيل الثراء هذا ؟ أليس الضوء والحب والورود ثراءا وليالي السلام والأمن هل في العمر أغلى منها وأحلى ضياءا وفي ديوان شظايا تكتب الشاعرة عن النفس كمفهوم فلسفي تناوله الفلاسفة، عن غموض النفس في لوحة قل نظيرها . وتحيلنا في هذا إلى ماهية الذات أو ذوات الأشياء ، والماهية ببداهة هوكل ما يقال جوابا على ما هذا ؟ : دعه لا تسأل عنه ، عن أنغامه دعني في ألغازي العليا ، في أسراري في صمتي ، في روحي ، في مهمة فكاري في نفسي جزء أبدي لا تفهمه حلم علوي لا تعلمه ماذا يعنيك لتسأل في إصرار الحب يموت إذا لم تحجبه أسرارْ إني كالليل : سكون ، عمقٌ ، آفاق إني كالنجم : غموض ، بعد ، إبراق فافهمني إن فُهم الليل ، افهم حسي والمسني إن لُمس النجم ، المس نفسي . وفي الفناء وهو القانون الأبدي الذي لابد منه ، تقول نازك متوجعة من هذه الحقيقة الكؤود : لحظة الموت لحظة ليس من رهبتها في وجودنا المر حامي وسيأتي اليوم الذي نحن فيه ذكريات في خاطر الأيام كل رسم قد غيّرته الليالي كل قلب قد عاد صخرا أصما دفنت عمرنا السنين كأن لم نملأ الأرض بالأناشيد يوما ليس إلا صوت العواصف فوق المدفن الصامت الرهيب الستور وحفيف النخيل في رعشة الريح ونوح الأمواج بين الصخور والشاعرة نازك ، إضافة إلى توجعها من الظاهرة المفجعة أعلاه فإنها ذات موقف أخلاقي من الموت معبّرٌ عنه بحب الحياة وضرورة عيشها والابتهاج بها : يا جموع الأحياء في الأرض هيهات يعود الماضي الجميل إليكم فاغنموا ليلكم وغنوا فمَن يدري ؟ لعل الصباح يقضي عليكم . وفي سبر حقيقة الحياة المعاشة يطل الوهم فإذا بالحياة طيف عابر ، تقول شاعرة الإحساس المرهف في هذين المفهومين الفلسفيين أيضا ( الحقيقة والوهم ): ذهب الأمس والطفولة واعتضْت بحسي الرهيف عن لهو أمسي كل مافي الوجود يؤلمني الآن وهذي الحياة تجرح نفسي قد تجلّت لي الحقيقة طيفا غيهبيا في مقلتيه جنون وتلاشى حلم الطفولة في الماضي ولم يبقَ منه إلاَ الحنين. إصرار نازك الملائكة على يوتوبيا الحسن والبهاء الخالد في حياتنا العملية أو الحلم بعالم روحاني آخر تسود فيه العدالة والجمال وربما الاستقرار النفسي في حالة من الانتشاء والقناعة المتجددة ! وليس المتحجرة هو روح قصيدتها : إلى الأفق السرمدي البعيد وأحلم احلم لا استفيق الاّ لأحلم حلما جديد أقبل جدرانها في الخيال وأسأل عنها الفضاء المديد وأسأل عنها انسكاب العطور وقطر الندى وركام الجليد وأسأل حتى يموت السؤال على شفتي ويخبو النشيد وحين أموت .. أموت وقلبي على موعد مع يوتوبيا . إن شعر نازك الملائكة صياغة فذة من التفلسف والشعر في قلادة نادرة من الجمال على صدر الشعر العراقي الحديث ، وهو مفخرة ، وهو بحد ذاته نجمة مؤتلقة في وادي عبقر وسموات الإبداع العالمي . لها في حياتها وفي يوتوبياها رفيف الورود وعبير النسائم التي طالما حلمت بها ، ولوداعها أنقى وأحر الدموع . أنا أبكي لكل قلب حزين بعثرت أغنياته الأقدار واروّي بأدمعي كلّ غصن ظامئ جف غصنه المعطار . انتهى الاقتباس . حلو مو ؟ شكرا لإطلاعكم ، واوصيكم بمقالاتكم . ودمكم المتصبب حنينا الى اوطانكم والذي لايسلم هو الآخر من اقتباس قاس ٍ بحجم الحنان أعلاه . وأعتذر لهذه الخربشة .
|
| ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |