مقالات

العراقيون عندما يتّحدوا

 زينب الشمري (بنت الرافدين) / بابل

z_alshemary@yahoo.com

سر من رأى مدينة عريقة بتراثها .. زكية بتربتها .. ضمت ارضها الاصيلة ذرية رسول الله (ص) الامامين العسكريين (ع).. وفيها ولد الحجة المهدي (ع)..وفيها اختفى مبتعدا عن الظلم والجور والاستعباد ..وهي تزخر بالمعالم الاسلامية وكانت مركزا مهما للعلوم والفنون الاسلامية وامتدت جذورها في عمق التاريخ وكان لسكانها نصيبا من الحضارة لذلك سميت بـ(سر من راى).

ولها تاريخ مع الاحداث الجديرة بالاهتمام فقبل 90 سنة تقريبا تعرضت القبة الشريفة لهجوم .. لكن ليس بتفجير ارهابي أو هاونات وانما لسرقة دنيئة حيث صعد بعض اللصوص الى القبة الشريفة وسرقوا منها (25 طابوقة مغلفة بالذهب) .. وكأن التاريخ يعيد نفسه، فقبل الف عام تقريبا انتهكت حرمة بيت الله الحرام بأستهدافه من قبل السلطات الحاكمة انذاك عندما ضربوا الكعبة بالمنجنيق واستباحوا مكة ثلاث ايام.

وكأن الايام والسنون تعود الى الوراء، فهي فاجعة لن ينساها الشعب العراقي مهما حيا ولن ينساها التاريخ ايضا عندما قصفت قبة الامام الحسين (ع) من قبل نظام صدام المباد .. وليس نحن العراقيين من نسر لرؤية مراقدنا المقدسة وهي تهدم . اليس هذا هو الاجرام بحد ذاته؟ اين الضمير الانساني والصوت العربي ليثبت وجوده؟

ان كل هذه الاعتداءات التي انصبت على مراقد المعصومين (ع) وبيت الله لا تعبر الا عن دناءة وحقد ولن تزيدنا الا تمسكا بديننا ومنهجنا وارضنا التي نعيش عليها. هذه دعوة لاهل سامراء واهل العراق بجميع طوائفه ان يعملوا جميعا في بناء هذا المرقد الشريف ولبناء عراق خال من الارهاب ولنضرب بيد من حديد كل من يمس بلدنا ومراقدنا المقدسة بطرفة عين ولنهزم التكفيريين ونعمل يداً بيد لبناء مستقبل وطننا ولا نسمح للغريب ان يعبث به.

فالعراق ليس ملكاً لأحد بل هو ملك للجميع نتقاسم خيراته بالتساوي من زاخو الى الفاو ومن القائم الى خانقين، وتتوزع كذلك همومه على اكتفانا، ايضاً، بالتساوي .. واجزم ان من حاول ايقاع الفتنة بين ابناء الشعب بارتكابه جريمتي سامراء قد خاب ظنه وهذا ما تجلى واضحاً في التناغم الذي حصل بين جميع مكونات المجتمع العراقي في رفض العمل الارهابي الذي تطاول على مرقد العسكريين (ع) ووجوب ضبط النفس وعدم الانجرار وراء الدوافع الشخصية والانتقامية، وتفويت الفرصة على المتآمرين للنيل من البلد واهله الطيبين.

ويفجرون على المساجد و الكنائس

حقدهم والانتقام

القادمون من الكهوف

الجانحون الى الظلام

السافكون دماء شعبي

القاذفون به الى الموت الزؤام

لا لن يحطم موطني

فالمجرمون هم الحطام

 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com