من اين تنبع السعادة

آمنة العجيلي / بابل / ناحية الكوثر

ان من يقتل اخاه لايكره اخاه وانما يكره نفسه فاليد لاترتفع لتقتل الا اذا كانت النفس من الداخل يعتصرها التوتر.

القاتل لايعلن الحرب على الاخرين الا اذا كانت الحرب اعلنت داخل نفسه واشتد أوارها وثار غبارها فأعمى العيون والأبصار . المجرم هو دائمًا انسان ينزف من الداخل اما من يعيش في سلام مع نفسه فهو يعيش دائماً في سلام مع الاخرين انه لايستطيع ان يكره ولا يخطر بذهنه ان يرفع سلاحاً في وجه احد انه قد يطلق ضحكه او يترنم باغنية ولكنه لايفكر أبداً في أن يطلق رصاصه . انما تبدأ الهدنه بين كل منا والحياة حينما يرتضي نفسه ويقبلها ويقبل قدره ومصيره يبني تلك الجسور السليمه التي يعبر عليها الى جبال الحياة انه يشعر أن الزهد يبتسم لأنه يرى ابتسامة الداخلية منعكسة عليه يقول أن الدنيا حلوه لكنه بالحقيقه نفسه هي الحلوة لانه لايرى الى الدنيا وانما يرى صورة نفسه كما تعكسها له الدنيا . اما الانسان الحقود فهو انسان معتقل من الداخل لا يستطيع ان يمد يديه الى احد لان يديه مغلولتان وقلبه يطفح بالغل كيف يمارس الحب ؟ وهو ذاته معتقل كيف يدرك الجمال ؟وهو ذاته منقسم يفتقر الى الوحدة الداخليه والانسجام تبدأ المحبة من السكينة الداخلية التي يبلغها الانسان كأنه فتح عينه على ثراء داخلي لا حد له .. الهدنة التي تنعقد بين الانسان ونفسه هي النسيج الذي تندفق منه المحبه لتحتضن الاخرين وتعانق الحياة.. كيف نستطيع ان نصادق الاخرين ونحن عاجزين عن مصادقه انفسنا ؟ نحن نظن اننا نحب انفسنا ولكن نحن نكرهها ما اصعب ان نكون اصدقاء انفسنا فقط الانبياء وحدهم الذين استطاعو أن يعطونا ويعطوا الدنيا الكثير والا ماذا نسمي الهجرة من وطني اذ لم يرأف بحالي وحال صغار ماذنبهم ؟ وحرارة الشمس حولتهم الى سلحفاة صفراءٌ وجوههم تحولت الى ليل اسود ذابله . جرمهم انهم ابناء العراق.. والامهات ثكالى والبنات حرمن من التحاقهن بالمدارس وانا اليوم اتفقد المهجرين وجدت طفلاً يقول ذهب عني عام وسأتحسّر ان عدت العام المقبل واصحابي سبقوني الى صف اخر وصديقاتي اسأل عنهم اتأسف على تركهن الجامعه حيث هجرن قسراً كل يوم اتفقهدهن فلم اجدهن رفقاً ياعراق بالرونقات ولاتأخذيهن يارياح الى سفرِِ بعيد ..