مقالات

بنك معلومات لأبناء العراق

 زينب الشمري (بنت الرافدين) / بابل

z_alshemary@yahoo.com

لكل شخص منا اهتمامات وممارسات وهوايات خاصة به، ومن الصعوبة بمكان الالمام بأكثر من ممارسة في وقت واحد واجادتها بشكل كبير، ولكننا نستطيع الانفراد بممارسة واحدة تكون لها الافضلية في التصرف تجاه بعض القضايا الهامة المتعلقة بها.

ومن هذه الخصوصيات او الصفات هي (السياسي) فالحامل لهذه الصفة المفـروض انه يتسـم بمميزات تكـاد تكون منعدمة عنـد غيره ومن هذه المميزات المرونة في التعاطي مع القضايا المصيرية وعدم التشنج تجاهها والسعي قدر الامكان في تحقيق غاياته عبر الوسائل السلمية. إلا ان الواقع العراقي الراهن يشهد ما هو خلاف الشائع عن السياسي وطرق تعامله مع الازمات حيث نجد (مع الاسف) الكثير من السياسيين ينحصر تفكيرهم في تحقيق مصالح فئوية او منصبية وشخصية .. ومن الطبيعي ان ينسحب كل ذلك على حساب المواطن (المسكين).

واشد ما يثير القلق ان يتخندق كل شخص في مكانه ويبدأ باطلاق الاتهامات على هذا وذاك دون ان يكلف نفسه الخروج (من شرنقته) والاطلاع على ما يجري عند الطرف الاخر ومحاولة التقرب منه و(التنازل) عن بعض ما يسمى بالمبادئ، كل تلك الامور تحدو بسياسيينا نحو مستنقع الفشل وهو أمر قد يعيد البلد نحو البداية وذهاب عدة سنوات من الكفاح.

وكم هو جميل ان يتنازل السادة (الساسة) من عروشهم ويستفيدوا من تجربة المنتخب الوطني الاخيرة وكيف استطاع هؤلاء الشباب ان يوحدوا بانجازهم الرائع صفوف الشعب ويعيدوا البسمة الى وجوه اخوانهم وكيف كان المنتخب يعمل كأنه خلية نحل مبتعدين عن كل خلفياتهم المذهبية والطائفية لتحقيق هدفهم وهو جلب الكأس الى العراق ..

ولو عملنا مقارنة بسيطة بين (السياسيون المخضرمون) وهؤلاء الشباب نستنتج ان ما عجز عنه السياسيون قد حققه الرياضيون ..

وما دام الامر كذلك فلماذا لا يتم اخضاع هؤلاء الفتية الى دراسة معمقة لمعرفة كيف تغلبوا على نوازعهم الشخصية من اجل وحدة بلدهم والاستفادة من هذه الدراسة في افهام السياسيين كيفية تفضيل المصلحة العليا على الشخصية او الفئوية ويا حبذا لو يتم انشاء بنك معلومات يضم تفاصيل دقيقة جداً عن حياة ومبادئ وطموحات كل مواطن عراقي آثر الوطن على نفسه مثل (عثمان العبيدي) واعضاء المنتخب وام الشهيد (حيدر) وغيرهم الكثير الذين مازالوا يبعثون انفاساً جديدة في وطننا ويستفاد من تلك المعلومات ابناؤنا القادمون عسى ان يستطيعوا بناء ما خربته احقاد وضغائن الآباء.

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com