مقالات

صور التنميط الإعلامي للمرأة وفق مفهوم النوع الاجتماعي (الجندر)

"تعكس صورة المرأة في الإعلام سياقاً تاريخياً من الظلم والتمييز الاجتماعي، ودور الذين يتولون المراكز القيادية ويتخذون القرارات المتعلقة بالسياسات الإعلامية، فهؤلاء مسؤولون عن ترويج صورة المرأة وفق قوالبها النمطية السلبية، وإعاقة مشاركتها في تحقيق المساواة، وتأكيد دورها الفعال في المجتمع"

الدكتور عدنان بهية / مركز البحوث والدراسات / معهد أكد الثقافي

يشهد عالمنا المعاصر، تغيرات وتحولات عميقة في وسائل الإعلام الجماهيري، والتي تنعكس بدورها على حركة المجتمع السياسية والفكرية والاجتماعية والمادية والقيمية. ومما يعجل بهذه التحولات؛الانفجار ألمعلوماتي المتسارع في المعارف، والثورة التقنية المتجددة في وسائل الاتصال، وأساليب العمل الإعلامي غير المسبوقة، وما فرضته ثورة الاتصالات من سرعة بالغة في نقل أشكالً ونماذج متعددة من الأفكار والثقافات من مجتمع إلى أخر, والتي أدت إلى أشكال مختلفة من التغيرات في الحياة الفكرية ومظاهر العادات والقيم الاجتماعية.

 في ظل هذه التحولات، يلعب الأعلام دوراً رئيسياً في رسم الصورة النمطية التي تقدم عن المرأة والرجل، وقد ازداد هذا الدور تأثيراً بعد التطور المذهل الذي طرأ على وسائل الإعلام، حيث أصبحت في متناول الجميع. وبالرغم من إن عدد القنوات التلفزيونية العربية الأرضية, والفضائية تعدى 200 قناة , إلا إن أسلوب وسائل الإعلام والسياسة الإعلامية تجاه القضايا الخاصة بالمرأة لم تنل الاهتمام والتغيير المطلوب، إلا على مستوى الشكل والطريقة التي يتم بها تقديم الموضوع, ولا تختلف صورة المرأة التي تتناولها وسائل الإعلام المختلفة، المذاعة منها والتلفزيونية والسينمائية والصحافة النسوية.

تستخدم السخرية أحياناً كأسلوب لمناقشة علاقة المرأة بالرجل،خاصة في الكوميديا، برغم من أهمية وخطورة هذه العلاقة وتأثيرها على المجتمع. تقدم المرأة،من خلال الإعلانات دائماً، في صورة المستهلكة، بالإضافة إلى الاعتماد على المرأة كعامل إغراء في صورة فتيات الإعلان. لقد ربط علماء الاجتماع إهمال الإعلام للمرأة بمفهوم الفجوة الثقافية ووجود فاصل زمني بين شقي الثقافة المادي والمعنوي، وهو ما يسمى بسياسة الإقصاء التي تتعامى عن الواقع لاعتبارات معظمها ذو طابع اقتصادي.

 إن دراسة صورة المرأة في الإعلام تعكس سياقاً تاريخياً يتسم بقلق اجتماعي سببه الظلم الواقع على المرأة والناتج عن عدم مساواتها بالرجل، ودور السياسيين والذين يتولون المراكز القيادية ويتخذون القرارات المتعلقة بالسياسات الإعلامية، فإلى هؤلاء ترجع مسئولية الاستمرار في ترويج صورة المرأة، وفق قوالب نمطية وتوقعات مجتمعية تحجمها في نطاق معين وتستبعدها من إنتاج مضمون بدليل، مما يعيق مشاركة المرأة في جوانب الحياة المختلفة وتحقيق المساواة وتأكيد دورها الفعال في المجتمع. وهنا نطرح سؤالاً في غاية الأهمية؛ هل إن وسائل الإعلام هي المرآة التي تعكس الثقافة السائدة أم إنها القوة التي تقودها وتوجهها ؟.

 

الإعلام وصور التنميط الاجتماعي

يلجأ الإعلام على المستوى العالمي، بطريقة واسعة إلى التـنميط, فهو يقوم برسم دور الرمز الذي يقدم للجمهور الملتقي لمفهوم وقضية ما, ومفتاحاً سريعاً ومشتركاً لشخص ومجموعة من الأشخاص. وهذا الأمر ينطبق بصورة خاصة على الإعلام المرئي, سواء كان على هيئة مشهد درامي, وبرنامج تلفزيوني, وصورة في جريدة, وكاريكاتير. أن قولبة البشر في قالب محدد سلفاً يتضمن عدد من الإشكاليات ذات الأثر البعيد في تشكيل وعي وإدراك الناس، فالتنميط يختصر الفروق المتنوعة الموجودة بين الناس إلى تبسيط مخل وناقص , قد يصل إلى حبس فئات معينة في شكل وشكلان, دون الانتباه إلى الكم الهائل من الاختيارات الإنسانية الأخرى. كما يحول الافتراضات التي نحملها حول مجموعات معينة من البشر إلى مرتبة الحقائق والبديهيات, وبالتالي, يضعنا في موضع التوقع لردود أفعال قد تكون متطابقة مع توقعاتنا, فتؤكد داخلنا فكرة القوالب الجامدة, وتختلف عن توقعاتنا فتجعلنا نعتبر الظاهرة التي أمامنا شاذة, خارجة عن الحدود الموضوعية لها اجتماعيا وثقافيا, وبناء على ذلك يتم اعتبارها مرفوضة. ويساهم التـنميط في دفع مجموعات من الناس إلى التوافق مع الصورة المتوقعة منهم لاكتساب الاعتراف العام, من خلال عدم الابتعاد عن الحدود المرسومة, وهو ما يؤدي في أحيان كثيرة إلى تشويه صورة الإنسان لذاته.

يساهم التنميط في تكريس الظلم الاجتماعي, وغياب المساواة, وصولاً إلى ممارسة التمييز سواء على أساس العرق, واللون, والدين, والنوع, والعقيدة, وحتى المهنة والتخصص, وهو ما يمكن أن يترتب علية حدوث أشكال من العنف الفردي والجماعي ضد مجموعات بعينها. ومن أمثلة التنميط التي تؤدي إلى أشكال التمييز المختلفة المذكورة أعلاه, نذكر علي سبيل المثال لا الحصر, تنميط المسلمين لدى الأعلام الغربي باعتبارهم إرهابيين, وتنميط الناس على أساس انتماءهم لبعض المناطق الجغرافية مثل سكان الأهوار في العراق، وأهل الصعيد في مصر , وتنميط الرجال وقولبتهم في صورة الرجل القوي, المسئول عن توفير كل المتطلبات المالية لأسرته, وتقديم الفتيات باعتبارهن تجسيداً للرومانسية, وأشكال أخرى متعددة ومتنوعة من حبس الناس في القوالب ووراء قضبان توقعاتنا.

ويختلف التنميط عن النموذج, فالنموذج قد يستهدف تقديم شكل, وسلوك, ومفهوم يحمل سمة الريادة, أما التنميط, فهو يؤثر سلبياً على الصورة التي تتشكل في أذهاننا, وتجعلنا ننظر إلى البشر باعتبارهم كتل متجانسة, متطابقة, كأنها نسخ من مستندات مصورة. والواقع أن النساء لسن جميعهن محافظات, ومتحررات, وناقمات على أوضاع معينة, مثلما ليس كل الرجال كبعضهم البعض, فهناك من ينتمي إلى الريف, وإلى المناطق الحضرية, والبدوية وإلى قبائل وعشائر مختلفة , بل ينتمي البشر إلى مدارس مختلفة في تناول أمور الحياة بصفة عامة. وبالتالي, حينما نتطرق إلى بعض أساليب التنميط, علينا التطرق بالضرورة إلى بعض مظاهر الإقصاء العنصري.

 

صورة المرأة والرجل في الإعلام

 قامت مجموعة من الأساتذة والطلبة في قسم الإعلام والاتصال الجماهيري في الجامعة الأمريكية في القاهرة بعملية مسح لصورة المرأة والرجل في عدد من وسائل الإعلام وبأشكال مختارة من المخرجات الإعلامية، وكما يأتي؛

1- في الأغاني المصورة (الفيديو كليب)، من خلال تحليل بحدود 400 أغنية بثت من خلال خمسة قنوات فضائية عربية.

2- في الدراما التلفزيونية، من خلال خمسة مسلسلات بثت عبر خمسة قنوات فضائية وأرضية.

3- في الإعلانات، حيث تم دراسة 137 إعلان مصور بالصوت والصورة،وبشخصيات رئيسية من الرجال والنساء.

4- في الصحافة المكتوبة (الصحف والمجلات والصحف المحلية).

 

النتائج التي توصلت إليها مجموعة الدراسة

توصلت مجموعة الدراسات أعلاه إلى النتائج الآتية ؛

1- الأغاني

أ- ترتكز الأغاني على مضمون واحد غالبا، هو علاقة الحب بين الرجل والمرأة بصورة مبتذلة, وبقيم سلبية تعتمد على الإثارة والإغواء وتنميط المرأة في صور الغدر والخيانة والجهل وجني المال والشهرة، بعيداً عن الوجدان والذوق والرومانسية وعواطف الحب النبيلة.

ب- إبراز المشاهد الأكثر إثارة عن طريق حركات الجسد وأجزاء الوجه كمواصفات أساسية,و إظهار عمليات التجميل والماكياج والملابس الخليعة , كجزء من العمل.

ج- أصبحت عملية إنتاج هذه الأغاني صناعة منظمة تستهدف الربح بالدرجة الأولى، ولا يهم الطريقة والشكل والقيم المصاحبة لهذه الصناعة.

2- الدراما التلفزيونية

أ- اشتركت جميع المسلسلات في تقديم صورة نمطية تقليدية طالما تم استهلاكها في الدراما التلفزيونية العربية.

ب- لم ينجو أي من الرجال والنساء من التنميط, فقد حظيت الوجوه النسائية بنصيب الأسد. هذا بالإضافة إلى أشكال متنوعة من التمييز والعنف ضد المرأة.

3- الإعلانات

أ- ارتفاع عدد النساء في إعلانات بيع المواد مقارنة بالرجال.

ب- انخفاض عدد النساء في إعلانات الخدمات والانترنت والمسرحيات.

ج-ارتفاع نسب النساء من الفئات العمرية(25-30) في الإعلانات، وظهورهن بصفة ربات بيوت، سكرتيرات، راقصات، نادلات.

هـ- اتسم الحوار من قبل النساء بأنه ذو طابع جنسي واسترضائي غالباً، مما يدعم الصورة النمطية عن المرأة في إنها أداة لترويج الجنس.

4- الصحافة المكتوبة

أ- الاهتمام بالمرأة ما زال يأتي في مرتبة متأخرة لدى الإعلاميين، وإن الصحافة لم تقم بدورها لتغيير الاتجاهات لدى المجتمع للتعامل مع المرأة بشكل أكثر ايجابية، بل إن أغلب التغطيات جاءت تجسيداَ للأدوار والصور النمطية السائدة والموروث الاجتماعي التقليدي حولها.

ب- مازالت الرؤية النمطية التقليدية تجاه المرأة مسيطرة على رؤية القائمين بالعملية الاتصالية في الصحف وان حدث بعض التقدم، وما زال هناك تكريس لأدوارها الأكثر شيوعاً كأم وربة بيت، يلي ذلك دورها كضحية لتحتل المرأة الفنانة المرتبة الأولى.مع غياب شبه تام لقضايا المرأة في بعض الصحف المحلية.

ج- مازالت المجلات صاحبة النصيب الأكبر في تقديم المرأة كموديل ومثيرة جنسياً ومعشوقة مع تزايد ملحوظ لهذه الصفة في الإعلانات والتغطيات الخارجية العالمية.

د- غياب التغطيات الخاصة بأدوار المرأة الايجابية والعصرية كمناضلة وباحثة ومؤلفة وعاملة ومنتجة ومسئولة، وإن كانت هناك بعض الأمثلة الجادة فهي تمثل الاستثناء الذي يؤكد القاعدة.

 

التوصيات

إن استقراءا سريعا للنتائج التي خرجت بها مجموعة الدراسة أعلاه، يمكننا من الخروج بالاستنتاجات المفيدة في الوصول إلى التوصيات الآتية ؛

1- ضرورة التنسيق بين الأجهزة الإعلامية ومؤسسات المجتمع المدني باتجاه صياغة ميثاق للشرف الإعلامي، الذي ينير السبيل أمام العاملين في المجال الإعلامي في تكريس صورة إعلامية بديلة عن المرأة والرجل بخلاف الصورة النمطية السائدة عنهما في المجتمع.

2- أهمية رفض المحاكاة السطحية التي تركز على الجسد الأنثوي للقيام بالإغواء والتلميحات الجنسية في الحركة والكلمة، ورفض استخدام جسد المرأة في ترويج وبيع الفن الرخيص والمبتذل, وكذلك رفض الصورة والأفكار النمطية حول العلاقات بين الجنسين.

3- يجب على مؤسسات المجتمع المدني أن تقوم بإجراء تقييم شامل لكل الأعمال الفنية والإعلامية التي تعتمد على الصورة النمطية في تقديم النساء والرجال, من حيث الجودة والقيمة،الثقافة التي تحملها , الدلالات والمعاني,الشكل والمضمون. وإرسال وتوزيع نتائج هذه الدراسات التي تهتم برصد صورة المرأة والرجل في الإعلام إلى هؤلاء المبدعين والفنيين والمنتجين.

4- أن يتم عرض نتائج هذه التقييمات في وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمكتوبة وذلك من خلال الندوات والمؤتمرات والمحاضرات والمنتديات الإعلامية، لمناقشة مدى تأثيرها على اتجاهات المراهقين والشباب.

5- تأهيل الكوادر الإعلامية وتدريبها للعمل في مجال الرصد الإعلامي لصورة المرأة.

6- القيام باستطلاعات لبيان رأي الجمهور في الأعمال الدرامية المرتبطة بتقديم صورة المرأة والرجل في الإعلام.

7- قيام وزارة الثقافة وأية هيئة إعلامية ومختصة بالتنمية المجتمعية، بإنشاء مركز للرصد الإعلامي على المستوى الإقليمي، يعمل على إجراء الدراسات والبحوث الخاصة بتحليل صورة المرأة والرجل في الأعمال الفنية المرئية والمسموعة والمكتوبة , وإنشاء تحالفات وشبكات بين منظمات المجتمع المدني التي تعمل علي قضايا النساء, وعقد ورش عمل تدريبية, وتنظيم المحاضرات والندوات لقطاعات واسعة من المجتمع ,لترويج خطاب إعلامي بديل خالي من العنف والتنميط الموجة للمرأة.

8- دراسة القيمة الاجتماعية للإعلان وتأثيرها على قيم واتجاهات الأفراد والمجتمع، وتشجيع الدراسات العلمية التي تركز على الفهم الصحيح للموروث والأخلاقيات في المجتمع وإعادة النظر في صورة المرأة السلبية في الترويج الإعلاني.

9- قيام منظمات حماية المستهلك، بالإضافة لمحاولاتها في كشف الغش الصناعي والتجاري، على الدعوة للالتزام بضوابط أخلاقية تتعلق بمضمون وشكل الرسائل الإعلانية الموجهة للمستهلك.

10- العمل على إزالة الصعوبات المهنية التي تواجه الصحفيين والصحفيات في التعامل بحرية وموضوعية مع قضايا المرأة، وكسر القيود في مناقشة أية قضية بحجة إن هذا ضد الشريعة وخروج عن المألوف.

11- سد الفجوة المعرفية لدى الصحفيين والصحفيات بالمعلومات الخاصة بالتشريعات المحلية والدولية لقضايا المرأة والآليات المرتبطة بها.

12- يجب أن تنظم دورات تدريبية خاصة للصحفيين والصحفيات باعتبارهم إحدى الفئات الأساسية التي يجب أن تحتل موقعاً حيوياً في اهتمامات المنظمات التي تقوم بالتدريب، وتعاون المنظمات النسوية والحقوقية مع نقابة الصحفيين.

إن سياسات وسائل الإعلام إزاء صورة المرأة في المجتمع، تتجاهل التطور الحاصل في دورها وموقعها على الخريطة المجتمعية، حيث هنالك فرق كبير بين الصورة المرسومة لكل من الرجال والنساء وبين الواقع الديموجرافي والموضوعي. إن الحيز المعطى للمرأة في وسائل الإعلام لا يتناسب مع عدد النساء سواء في المجتمع وفي سوق العمل, ولا مع توزيعهن الفعلي في الطبقات الاجتماعية والفئات العمرية المختلفة والمراكز المهنية. فما زالت صورة الأنثى هي الصورة الطاغية في أذهان الرجال والنساء والتي تغذيها وتقدمها وسائل الأعلام بشكل مستمر.

إن الصور والرسائل الإعلامية تشكل قوة ثقافية واجتماعية وسياسية قادرة على إحداث تغيير هام في المجتمع وعلى خلق مواقف وقيم ورؤى جديدة, لما لها من أثر طاغ على الجمهور, ومن ناحية أخرى تقوم وسائل الإعلام بترسيخ وتأييد القيم والعادات والتقاليد المرتبطة بالتصور عن أدوار وعلاقات النساء والرجال في المجتمع, ومع تطور المجتمع, ينبغي أن تصبح العلاقة تعامدية بين وسائل الإعلام والمجتمع، بمعنى أن الأولى تتأثر بالثانية وتؤثر فيها.

 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@brob.org